تشارلز جون هوفام ديكنز
هو روائي إنجليزي. يُعدّ بإجماع
النُّقّاد أعظم الروائيين الإنكليز في العصر الفكتوري، ولا يزال كثيرٌ من أعماله تحتفظ
بشعبيّته حتى اليوم. تميَّز أسلوبه بالدُّعابة البارعة والسخرية اللاذعة. صوَّر جانباً
من حياة الفقراء، وحمل على المسؤولين عن المياتم والمدارس والسجون حملةً شعواء. من
أشهر آثاره: "أوليفر تويست"
(عام 1839) و"قصة مدينتين" A (عام
1859) نقلهما إلى العربية منير البعلبكي، و"دايفيد كوبرفيلد (عام
1850) و"أوقات عصيبة"
وهو (عضو الجمعية الملكية للفنون) روائي إنكليزي من أكثر كُتاب العصر
الفيكتوري شعبية وناشط اجتماعي، وعُرف باسمٍ مستعار هو "بوز".توفي بسبب أزمة
دماغية حادة.
مجد الناقدان غيورغ غيسنغ وجي. كيه. تشسترتون أستاذية ديكنز النثرية،
وابتكاراته المتواصلة لشخصيات فريدة، وقوة حسه الاجتماعية. لكن زملاءه الأدباء مثل
جورج هنري لويس وهنري جيمس وفيرجينيا وولف عابوا أعماله لعاطفيتها المفرطة ومصادفاتها
غير المحتملة، وكذلك بسبب التصوير المبالغ فيه لشخصياته.
بسبب شعبية روايات ديكنز وقصصه القصيرة فإن طباعتها لم تتوقف أبداً.
ظهر عديد من روايات ديكنز في الدوريات والمجلات بصيغة مسلسلة أولاً، وكان ذلك الشكل
المفضل للأدب وقتها. وعلى عكس الكثيرين من المؤلفين الآخرين الذين كانوا ينهون رواياتهم
بالكامل قبل نشرها مسلسلة، فإن ديكنز كان غالباً يؤلف عمله على أجزاء بالترتيب الذي
يُريد أن يظهر عليه العمل. أدت هذه الممارسة إلى إيجاد إيقاع خاص لقصصه يتميز بتتابع
المواقف المثيرة الصغيرة واحداً وراء الآخر ليبقي الجمهور في انتظار الجزء الجديد.
نشأته
ولد تشارلز جون هوفام ديكنز في (لاندبورت بورتسي) في جنوب إنجلترا
عام 1812 م.لأبوين هما جون وإليزابيث ديكنز وكان ثاني أخوته الثمانية، وعاش طفولة بائسة
لأن أباه كان يعمل في وظيفة متواضعه ويعول أسرته كبيرة العدد لهذا اضطر إلى السلف والدين
ولم يستطع السداد فدخل السجن، لهذا اضطر لترك المدرسة وهو صغير وألحقه أهله بعمل شاق
بأجر قليل حتى يشارك في نفقة الأسرة، وكانت تجارب هذه الطفولة التعسة ذات تأثير في
نفسه فتركت انطباعات إنسانية عميقة في حسه والتي انعكست بالتالي على أعماله فيما بعد.
طفولته وأثرها على كتاباته
وقد كتب تشارلز عن هذه الانطباعات والتجارب المريرة التي مر بها في
أثناء طفولته في العديد من قصصه ورواياته التي ألفها عن أبطال من الأطفال الصغار الذين
عانوا كثيرا وذاقوا العذاب ألوانا وعاشوا في ضياع تام بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة
التي كانت سائدة في (إنجلترا) في عصره، ونجد أن شخصيته الرائعة تجلت بوضوح فنجده بالرغم
من المشقة التي كان يعاني منها في طفولته إلا أنه كان يستغل أوقات فراغه من العمل الشاق،
فينكب على القراءة والاطلاع على الكتب كما كان يحرص على التجول وحيدا في الأحياء الفقيرة
بمدينة الضباب المصنوع (لندن) حيث يعيش الناس حياة بائسة مريعة وخارجة عن القانون في
بعض الأحيان. وكان قد تأثر بالقوانين الليبرالية في عصره فوصف بيوت العمل التي نشأت
وفق قانون الفقراء الإنكليزي لسنة 1834 في روايته الشهيرة أوليفر توست وفي العديد من
القصص والروايات التي كانت من إبداعاته وصف ديكنز هذه الأحياء الفقيرة بكل تفاصيلها
وبكل المآسي التي تدور فيها، وعندما وصل إلى سن العشرين تمكنت الأسرة أخيرا من إلحاقه
بأحد المدارس ليكمل تعليمه. وفي نفس الوقت كان يعمل مراسلا ً لأحدى الجرائد المحلية
الصغيرة لقاء أجر طفيف أيضا ، ولكنه لم يهتم بالأجر فلقد تفانى في هذا العمل الصحفي
الذي كان بمثابة أولى خطواته لتحقيق أحلامه فقد كان بمثابة تمرين له على حرفة الأدب،
ولقد أتاح له هذا العمل الصحفي أن يتأمل أحوال الناس على مختلف مستوياتهم الاجتماعية
والأخلاقية فخرج بالعديد من التجارب الإنسانية والأخلاقية التي وسعت آفاقه ومداركه
الأدبية والحياتية.
وفاته
في عام 1870 مات تشارلز ديكنز عن عمر 58 عاما ً بعد أن ترك للإنسانية
هذا الكم الهائل من الكنوز الأدبية، ودفن في مدافن (وست مينستر ابي).