أخلاقيات
المهنة
المقدمة :
تعد مهنة التدريس من المهن
المهمة / والأساسية سواء في العملية التعليمية ، أو في حياة لمجتمع كله ، فعليها
يتوقف تقدم المجتمع أو تخلفه ، نجاح التعليم أو فشله ؛ لأن المعلم هون حجر الزاوية
في العملية التعليمية ، وبعض الناس لا يدركون أهمية الدور الفعال للعملية
التعليمية كلها ، سواء التدريس الفعلي النظامي ، أو ممارسة التربية العملية في
المدارس .
وعليه فإن المعلم يقع على
عاتقه عبء كثير ، ومسئولية واسعة ، تجاه تلاميذه ومجتمعه وتجاه العملية التعليمية
كلها ، فهو مسئول عن ترقية المتعلم وتنميته علمياً ، واجتماعياً وخلقياً ، ومسئول
عن الإسهام الفعال في تقدم مجتمعه في مجال تخصصه .
·
أخلاقيات المهنة:
من المعلوم أن للعملية
التعليمية محاور أساسية ترتكز عليها وتكتمل بها ويبقى المحور الأهم بينها المعلم الذي
تدور حوله الأسس ويتوقف نجاحها عليه، ولأن للمعلم هذا الدور العظيم والمؤثر فإن الاهتمام
بتطويره والحرص على نجاح الدور الذي يقوم به من الأولويات التي تحرص وزارة التربية
والتعليم على إعطائها الاهتمام الأكبر ذلك أن متطلبات إستراتيجية إعداد المعلم تتحدد
من خلال مفهوم حديث ينظر إلى التعليم كمهنة نامية، تمسك في يدها بزمام تقدمها، وتدخل
في منافسة متكافئة مع المهن الأخرى المعترف بها في المجتمع.. ولا يخفى على أحد بأن
التربية تعد ضرورة اجتماعية وفردية فلا يستطيع الفرد أن يستغني عنها ولا المجتمع، وكلما
ارتقى الإنسان في سلم الحضارة كلما زادت حاجته إلى التربية باعتبارها حقا من حقوقه؛
ولذلك يعد المعلم المنطلق والقدوة باعتباره موضع تقدير المجتمع، واحترامه وثقته. وبهذا
حري عليه أن يكون في مستوى هذه الثقة, وذلك التقدير والاحترام, ويحرص على إلا يؤثر
عنه إلا ما يؤكد ثقة المجتمع به واحترامه له. والمعلم قدوة لطلابه خاصة وللمجتمع عامة,
وحريص على أن يكون أثره في الناس حميداً باقياً؛ لذلك فهو يتمسك بالقيم الأخلاقية,
والمثل العليا ويدعو إليها وينشرها بين طلابه والناس كافة, ويعمل على شيوعها واحترامها
ما استطاع إلى ذلك سبيلا.كما يجب على المعلم أن يدرك أن احترام قواعد السلوك الوظيفي
والالتزام بالأنظمة والتعليمات وتنفيذها والمشاركة الايجابية في نشاطات المدرسة وفعالياتها
المختلفة, أركان أساسية في تحقيق أهداف المؤسسة التعليمية.
إن المجتمعات – بغض النظر
عن تقدمها أو تأخرها - تحتضن كثيرا من المهن كالطب والمحاماة والقضاء و الصحافة والتعليم،
وغيرها في سلم المهن. والمتتبع لموقف المجتمعات من هذه المهن يلاحظ أن كل مهنة تلتزم
بأخلاقيات يؤمن بها أصحابها الذين يعتزون بها ويسلكون بمقتضاها ويعملون على ترسيخها
وتعميقها لدى المنتمين إليها منطلقين من إيمانهم بأهداف المهنة وأدوارها التي تحقق
طموحات المجتمع في التحديث و الرقي .
وقد اختلفت المجتمعات في موقعها من المهن
السائدة في المجتمع في ضوء فلسفتها الاجتماعية وأهدافها التي تجسد مبادئ المهن، ومنها
تحديد الموقف من مهنة التعليم وأخلاقياتها وقيمها. وبحدود أخلاقيات مهنة التعليم فقد
تبنى كل مجتمع قواعد ومعايير تعبر عن هذه الأخلاقيات وتوصيفها، وفي الوقت نفسه تعد
معايير سلوك أفراد المهنة.
·
مفهوم المهنة:-
قبل أن نتعرف على موقف المجتمع من مهنة التعليم،
لابد من تعريف المهنة والوقوف على مفهومها وخصائصها ومعاييرها، فالمهنة كلمة ذات مدلول
وصفي تشير إلى مجموعة من السمات الأساسية التي تتصف بها كثير من المهن مثل الطب والمحاماة
وتتطلب درجة عالية من المهارة القائمة على المعرفة المتخصصة. ويعرفها" Blackington
"([4]):"بأنها عمل منظم يقتنع به الإنسان ويحاول
أن ينهض من خلاله بمطالب وظيفية محددة" أوهي :"عمل مهني راقي يتطلب نوعا
من القدرات الفنية التي يمكن تحقيقها عن طريق إعداد مهني خاص يشمل علي إعداد أكاديمي
و تدريب عملي". وهي تختلف عن مفهوم الحرفة التي هي:"عمل يدوي يمارسه العامل
إما في ورشة يمتلكها أو في ورشة يملكها شخص آخر أو في مؤسسة أو شركة ولا يحتاج إلي
إعداد مسبق بل من خلال تدريب قصير".
ويرى بعض المربين ضرورة توفر في مهنة التعليم
منظومة معايير هي :
- ثقافة عامة ومتخصصة ومهنية تشكل أساسا
معرفيا وقاعدة علمية تشتمل على معلومات نظرية وتطبيقية .
- تكوين مهني يؤمن التفاعل المستمر قبل الخدمة
وأثناءها مع المستحدثات و التقنيات الجديدة ذات العلاقة .
- احتراف مهني منظم تصبح فيه المهنة حياة
دائمة للعمل و النمو
- أخلاقية مهنية تتضح فيها الواجبات والحقوق
والأنماط السلوكية لأخلاقيات المهنة التي يلتزم بها جميع الممارسين للمهنة .
- التمتع لمن ينتمي للمهنة بقدر من الاستقلالية
.
- توجه نحو خدمة المجتمع والترفع عن الاستغلال
و الكسب
·
مفهوم الأخلاق:-
الخلق لغة: يعني السجية والطبع والعادة والدين
.
والأخلاق اصطلاحاً: تعني عادات يكتسبها الفرد
نتيجة تعرضه لمؤثرات الأسرة والمدرسة والمجتمع والبيئة ، وتنطبع في نفسه ويتمثلها في
تصرفاته في المواقف المختلفة
ويعرفها آخرون بأنها "ما يجب عليك أن
تفعله"، وبتحديد أكثر "أن تعرف ما التصرف الصحيح وما التصرف الخطأ ثم تفعل
ما هو صحيح" صحيح أن هذا التعريف بسيط
وواضح، ولكن الحياة العملية للمعلم قد لا تسهل الاستفادة منه كثيراً . لماذا ؟ لان
"التصرف الصحيح" و "التصرف الخطأ" قد يتداخلا، بل كثيرا ما يتداخلا
بدرجة تترك المعلم في حيرة شديدة بين البديلين، حيث قد يطلب منه عمليا الاختيار بين
تصرفين يبدو أن كليهما صحيح !
ومن المؤكد أن غالبية التصرفات الخاطئة تكون
واضحة مثل السرقة أوالغش أوالقتل، فلا أحد يقر هذه التصرفات بالطبع، ولكن المشكلة ليست
في هذه الحالات الواضحة، وإنما تكمن المشكلة في ما الذي يجب علينا أن نفعله ؟ السؤال
الصعب حقيقة هو " ما الذي يجب أن نفعله؟ ولنأخذ على ذلك بعض الأمثلة العملية على
المعضلات الأخلاقية التي تواجهنا طول الوقت:
فمثلاً: من الصواب طبعا أن يحافظ المعلم على الأسرار
التي يبوح بها التلميذ له، ومن الصواب أيضا أن يتعاون المعلم مع المدير فيعطيه بعض
المعلومات المهمة لحسن إدارة المدرسة. فهل يجب على المعلم التمسك بالمحافظة على السر؟
أم يجب أن يتعاون مع المدير ويعطيه المعلومات التي سبق له التعـــهد بسريتها؟ وهل سيختلف
الجواب إذا تعلق الأمر بأمن المدرسة؟ أو باكتشاف مرتكب إحدى المخالفات الكبيرة؟ ما
الذي يجب أن نفعله ؟!
أخلاق المهنة أو آداب المهنة (بالإنجليزية:
Professional
Ethics) هي مجموعة من القواعد والآداب السلوكية والأخلاقية التي يجب أن تصاحب
الإنسان المحترف في مهنته تجاه عمله، وتجاه المجتمع ككل، وتجاه نفسه وذاته.
حيث يُعرف البعض السلوكيات والآداب(بالإنجليزية:
Ethics) بصفة
عامة بأنها عبارة عن تفكير منهجي يتعلق بالتبعات الأخلاقية للقرارات التي يتم إتخاذها،
ويمكن وضع هذه التبعات في إطار حدوث ضرر أو أذى معين لمن يتعلق بهم هذه القرارات ،
ويعرفها الآخرون بأنها معايير قياسية للسلوك الأخلاقي، أي السلوك المقبول من المجتمع
في إطار الصواب مقابل الخطأ.
أما توضيح المقصود بسلوكيات أو آداب المهنة
تحديداً فيقتضي تفهم أن "العمل المهني" له مفهوم أوسع كثيراً من مفهوم الأداء
الوظيفي، فهو يتطلب قيام الإنسان بأداء التزامات معينة تجاه عدة أطراف، وليس فقط استيفاء
الحد الأدنى الموكل إليه من أعمال من قبل رؤسائه، يقوم بها بشكل آلي، ثم يذهب إلى منزله
في نهاية اليوم ويأخذ أجره المستحق في نهاية الشهر. إن هذا الآداء، على الرغم من أهمية
القيام به على الوجه الأكمل، وبأفضل صورة فنية ممكنة في إطار الحصيلة العلمية التي
اكتسبها الفرد أثناء سنوات دراسته، وكذلك الخبرة العملية التي تتراكم لديه مع تقدم
الزمن، يمكن أن يدخل في إطار العمل الحرفي أو الوظيفي. ولكن إذا اعتبر الإنسان أن ملكاته
تنحصر في هذه القدرات الفنية وحسب، فإن ذلك يُعد نقصاً في إنسانيته.
إن أخلاقيات المهنة هي فئة فرعية من منظومة
الأخلاق بصفة عامة، والممارس لمهنة معينة يواجه أنواعاً خاصة من المشكلات ذات الطبيعة
الأخلاقية، يتعين عليه أن يتعلم كيف يواجهها بشكل منهجي، ولا يعينه بالضرورة تدريبه
ومعرفته بالمنظومة الأخلاقية للأشخاص العاديين على مواجهة مثل هذه المشكلات واتخاذ
القرارات المناسبة لها. ومن أمثلة الأعمال والمواقف التي قد يواجهها المهندسون مثلاً،
والتي يمكن وضعها في إطار الأعمال غير الأخلاقية، والتي لا تتوافق مع الآداب العامة
المقبولة للممارسة المهنية:
الحصول على أعمال بطرق غير أخلاقية مثل الرشوة
والمحسوبية والافتئات على حقوق زملاء آخرين في القيام بهذه الأعمال.
الحصول على أعمال بأتعاب متدنية للغاية تحت
ضغط التنافس، مما يترتب عليه تقديم خدمة ذات مستوى متواضع على أقل تقدير.
تضارب المصالح بين العملاء (العمل كاستشاري
للمالك والمقاول في نفس الوقت مثلاً)
التغاضي عن الآثار الجانبية المدمرة للبيئة
أو الضارة بالمجتمع عند تصميم وتنفيذ المشروعات الهندسية.
وقد أظهرت بعض استطلاعات الرأي بين المهنيين
في دول الغرب أن أهم الأمور الأخلاقية التي تسبب مشكلات أمامهم عند ممارسة المهنة طبقاً
لمعدلات تكراراها، هي تضارب المصالح، وتقديم الهدايا للحصول على منافع، والتحرش الجنسي
بالمرؤوسين
·
مصادر الأخلاق المهنية
تنحصر المصادر التي تتخذ على أساسها القرارات
المهنية ذات الطبيعة المتعلقة بالأخلاق والسلوك في ثلاث منظومات رئيسية:
منظومة القيم الخاصة بالفرد طبقاً لتربيته
وتكوينه ودرجة تدينه
منظومة القيم السائدة في المجتمع بصفة عامة
لوائح آداب المهنة التي تصدرها النقابات
والتنظيمات المهنية، والتي تضع القواعد المناسبة لممارسات السلوك عند قيام المهنيين
بالتزاماتهم تجاه الأطراف المختلفة(العملاء، الزملاء، المرءوسين، المجتمع، المهنة)
·
مفهوم أخلاق مهنة التعليم:-
هي مجموعة من معايير السلوك الرسمية
وغير الرسمية التي يستخدمها المعلمون كمرجع يرشد سلوكهم أثناء أدائهم لوظائفهم، وتستخدمها
الإدارة والمجتمع للحكم على التزام المعلمين.
ويقتضي ذلك وجود دستور أو ميثاق أخلاقي مهني يلتزم
به أعضاؤه بتطبيقه في سلوكهم اليومي ، فالأخلاق المهنية إذن هي معايير تعد أساسا لسلوك
أفراد المهنة المستحب ، والذي يتعهد أعضاء المهنة التزامها .
وإذا كانت الأخلاق المهنية
ضرورة لكل فرد يعمل في مهنة ، فأنها أكثر أهمية وضرورة لمن يعمل في مهنة التعليم وذلك
بسبب خطورة هذه المهنة التي تهدف إلى بناء شخصية الإنسان بأبعادها كافة، فضلا عن أهمية
الدور الذي يلعبه المعلم في المؤسسة التربوية حيث تمتد آثار تربيته وتعليمه للطلبة
إلى أجيال عديدة.
ويمكن القول أن أخلاقيات
مهنة التعليم بشكل عام ( كمبادئ وقواعد ) يمكن أن تنطبق على جميع المعلمين في العالم
إلا أن جوهر هذه الأخلاقيات ومضامينها تحكمها فلسفة المجتمع وارثه الحضاري وظروفه.
·
أخلاق المهنة في الإسلام :
اهتم الإسلام بالجانب الأخلاقي، وحدد قيماً
وقواعد أخلاقية لكل جانب من جوانب الحياة، وقد اهتم المسلمون بتلك التعاليم الأخلاقية
الإسلامية، وعملوا على تطبيقها في كافة جوانب حياتهم، فكانت من أهم عوامل ازدهار حضارتهم،
كما واكب ذلك الاهتمام اهتمام مماثل من جانب المفكرين عامة والتربويين خاصة، فصنفوا
العديد من الرسائل والدراسات التي عنيت بأخلاق المعلمين والمتعلمين وآدابهم على السواء،
تلك الأخلاق التي تستمد من الإسلام ونظرته الشاملة للإنسان والكون والحياة.
والتعليم يعد ضرورة من
ضرورات الحياة المعاصرة؛ إذ أن العلم طريق التقدم والنهضة والتفوق. ولقد استطاعت المجتمعات
التي قامت على أساس من العلم أن تحصل على التفوق العلمي الذي مكنها من تلبية احتياجات
شعوبها، لأنها اهتمت بالعلم ورفعت من شأنه وعملت على تطويره.
وبما أننا نعيش في مجتمع
إسلامي، فإن الفكر الذي يعكس حياتنا الثقافية في المجال التعليمي، هو الفكر التربوي
الإسلامي بكل أصوله وركائزه ومحدداته ومقوماته وأساليبه ؛ ذلك أن الفكر الإسلامي مبني
على هدي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ولكي يحقق الفكر الإسلامي أهدافه، يجب
أن يصاحبه تطبيق تربوي، وهذا التطبيق إنما يكون بالتربية التي تعتمد على منطلقات هذا
الفكر ومسلماته ومبادئه وتترجمه إلى واقع حي؛ ولذلك فقد رفع الإسلام من شأن المعلم،
وجعل له منزلة كبيرة تقترب من منزلة الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامة، ورفع درجة العلماء
إلى أعلى الدرجات، قال تعالى: " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ
وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " ( المجادلة، آية: 11 ). ويقابل تلك
المنزلة التي يحظى بها المعلم في المجتمع الإسلامي مسئوليات يفرضها عليه ذلك المجتمع،
أهمها مسئوليته تجاه تلامذته، فالتلاميذ في أي فصل دراسي إنما هم رعية والمسئول عنها
هو المعلم.
ومن هذا المنطلق فإن الفكر التربوي الإسلامي قد أوجب على المعلم الالتزام بأخلاق
وآداب مثالية عالية، تشمل جميع جوانب حياته وتحيط بها، وتحكم مهنة التعليم وكل من امتهنها،
كما تنبع منها مسئوليات المعلم أولاً، ثم الصفات الخلقية التي لابد أن تتوفر في المعلم
والمربي المسلم حتى تكون نبراساً لكل من لهم شرف الانتساب لمهنة التعليم، ذلك أن الجانب
الخلقي في شخصية المعلم شرط ضروري لنجاحه في تأثيره على تلامذته، فمن أهم مسئولياته
تجاههم غرس القيم الخلقية الحسنة في نفوسهم. فالتلاميذ لا يأخذون العلم والمعلومات
عن المعلمين فحسب، بل إنهم يقتبسون من أخلاقهم ويتأثرون بسلوكهم .
ولذلك فالمعلم في حاجة
ماسة إلى الصفات الخلقية الطيبة حتى يؤثر في تلامذته وينجح في مهنته، حيث أن هناك مسئوليات
وواجبات على المعلم أن يلتزم بها نحو ربه وخالقه أولاً ونحو نفسه وتجاه مهنته وتلامذته
والمستفيدين منه، وزملائه في العمل، وكذلك تجاه المسئولين وأولياء الأمور والمجتمع
بشكل عام منها:
1. أن يقصد باشتغاله بالعلم وجه الله تعالى
.
2. أن يكون المعلم نظيفاً في جسمه وملبسه،
أنيقاً في هيئته، طيباً في رائحته، جميلاً في مظهره.
3. أن يكون متواضعاً. قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "وما تواضع أحداً لله إلا رفعه"
4. أن يكون قدوة حسنة لتلامذته في كل شيء،
حيث يطالب الغزالي المعلم بأن يكون عاملاً بعلمه فلا يكذب قوله فعله .
5. أن يعامل التلاميذ بالحسنى واللين والرفق،
وأن يجريهم مجرى بنيه في الشفقة عليهم.
6. أن يسعى في مصالح الطلبة وجمع قلوبهم،
ومساعدتهم بما تيسر له من جاه ومال عند قدرته على ذلك .
7. أن يكون لدى المعلم القدرة على تنمية
قدراته باستمرار، لازدياد فعاليته سنوياً، وذلك بعدم الاكتفاء بتكرار الخبرات السابقة
.
·
واجبات المعلم المهنية
·
واجبات مهنية عامة:
-على المعلم أن يكون مطلعاً على سياسة التعليم
وأهدافه ساعياً إلى تحقيق هذه الأهداف المرجوة وأن يؤدي رسالته وفق الأنظمة المعمول
بها.
- الانتماء إلى مهنة التعليم وتقديرها والإلمام
بالطرق العلمية التي تعينه على أدائها وألا يعتبر التدريس مجرد مهنة يتكسَّب منها.
- الاستزادة من المعرفة ومتابعة كل جديد
ومفيد وتطوير إمكاناته المعرفية والتربوية0
- الأمانة في العلم وعدم كتمانه ونقل ما
تعلمه إلى المتعلمين.
- معرفة متطلبات التدريس: على المعلم أن
يحلل محتوى المنهج من بداية العام الدراسي ليحدد على أساسه طرائق تدريسه حتى تتناسب
مع أنماط تعلم طلابه.
- المشاركة في الدورات التدريبية وإجراء
الدراسات التربوية والبحوث الإجرائية.
·
واجبات المعلم نحو مدرسته:
- الالتزام بواجبه الوظيفي واحترام القوانين
والأنظمة.
- تنفيذ المناهج والاختبارات حسب الأنظمة
والتعليمات المعمول بها.
- التعاون مع المجتمع المدرسي.
- المساهمة في الأنشطة المدرسية المختلفة.
- المساهمة في حل المشكلات المدرسية.
- توظيف الخبرات الجديدة.
·
واجبات المعلم نحو الطلاب:
- غرس القيم والاتجاهات السليمة من
خلال التعليم.
- القدوة الحسنة لطلابه في تصرفاته
وسلوكه وانتمائه وإخلاصه.
- توجيه الطلاب وإرشادهم وتقديم النصح
لهم باستمرار.
- تشجيع الطلاب ومكافأتهم.
- مراعاة الفروق الفردية والوعي بطبيعة
المتعلمين وخصائصهم النمائية المختلفة.
- المساواة في التعامل مع الطلاب.
- تعريف الطلاب بأهمية وفائدة ما يدرس
لهم وأهمية ذلك في حياتهم.
- الإخلاص في القول والعمل؛ وهذا ما
يجعل الطلبة يقدرون المعلم ويهتمون بالدروس التي يلقيها ، ويثقون في ما يقوله ويكونون
آذاناً صاغية وقلوباً متفتحة ، وينقادون له طائعين مختارين لشعورهم بأنه أب مرب لهم
فلا يظهر منهم ما يخل بآداب السلوك0
- إشاعة روح المحبة والمودة والألفة
والوئام بينه وبين الطلبة ، وهذا من شأنه إزالة التوتر والخوف العصبي والانقباض العقلي
، ويشيع في الصف الشعور الفياض بالسعادة الغامرة ؛ لأن حب المعلم يستدعي بالضرورة حب
المادة التي يعلمها ، والمحبة أساس النجاح والتوفيق في أي عمل.
· واجبات
المعلم نحو المجتمع المحلي:
- القيام بدور القائد الواعي الذي يعرف القيم
والمثل والأفكار التي تحكم سلوك المجتمع.
- معرفة قضايا المجتمع والمتغيرات والتحديات
التي يمر بها ،والتفاعل مع المجتمع والتواصل الإيجابي معه.
- أن تتكامل رسالة المعلم مع رسالة الأسرة
في التربية الحسنة لأبنائها.
- كما توجد لكل مهنة أخلاقياتها الخاصة بها
و التي تحكم سلوك أعضائها وتقاليدهم ومعايير انتقائهم .
·
المدرسة مؤسسة أخلاقية:
إن وظيفة المدرسة مزدوجة:
تربية وتعليم، وكما نلاحظ فإن التربية تسبق التعليم، ولا يختلف اثنان على أن التربية
الصحيحة هي المدخل السليم إلى التعليم الجيد؛ لأنك إذا أحسنت تنشئة الطالب خلقيا، فالأرجح
انه سيكون أكثر إقبالا على التعلم وأكثر قدرة عليه. فالتربية الخلقية مطلوبة لذاتها،
ومطلوبة كوسيلة لتحقيق التعلم الأفضل.
فالمدرسة مؤسسة تعنى ببناء
الطالب خلقيا وتلك مسئوليتها الأساسية، وبالتالي تكون المدرسة مؤسسة أخلاقية بالطبيعة،
وعليها خلق بيئة أخلاقية مناسبة لتحقيق النمو الخلقي للطلاب، وإلا عجزت بالضرورة عن
النهوض برسالتها "ففاقد الشئ لا يعطيه" ومن هنا تظهر أهمية البيئة المدرسية
من الناحية الأخلاقية وذلك وفق ما يلى:-
v
غرس الوعي بالأثر الخلقي :
يجب أن يدرك جميع المعلمين الآثار الأخلاقية
لكل سياساتهم وتصرفاتهم وأقوالهم. فالمدير
إذا كان عادلاً بين المعلمين فإنه ينشر ثقافة العدل، والمعلم إذا يميز بين التلاميذ
يحارب ثقافة العدل. ولو حدث أن طالباً حرم من المكافأة يحارب ثقافة العدل. ولو حدث
أن طالبا حرم من المكافأة لصالح طالب آخر بغير حق فإن الأثر الأخلاقي المترتب يتجاوز
الطالب المظلوم إلى الطالب المميز، إلى المعلم المسئول، إلى باقي المعلمين والطلاب،
إلى إدارة المدرسة، بل والى المجتمع كله في نهاية الأمر. ولو أن تصحيح كراسات الإجابة
لم يكن دقيقا، أو أن المعلمين لم يعطوا العناية الواجبة في التصحيح، فان الأثر الأخلاقي
يتجاوز المستفيدين أو المتضررين إلى باقي الطلاب الذين ستهتز ثقتهم بالنظام، وسيفقد
النظام مصداقيته، وتتراجع قيم الالتزام والإتقان وأداء الواجب والعدل لصالح قيم الاستسهال
والتسرع وعدم احترام الواجب وعدم الاكتراث لتكافؤ الفرص وعدم ربط الجهد بالعائد. ونؤكد
أن الأثر ليس فقط على أطراف الموقف، وإنما الأثر في النهاية على المجتمع كله.
-
الالتزام الخلقي :
والمقصود هنا أن الوعي بحجم ونوع الآثار
الخلقية للتصرفات لا يكفى لخلق البيئة الأخلاقية بالمدرسة، وإنما أن يتطور الوعي إلى
الالتزام. أي أن يصاحب الالتزام الخلقي ما نحققه من وعى خلقي. والمطلوب هنا هو التزام
خلقى على مستوى الفرد وعلى مستوى المجموع، فيقبل المعلم ويتحمل مسئوليته بشأن أخلاقياته
هو كفرد ، وبشأن أخلاقيات المدرسة ككل.
·
لماذا ينبغي أن نهتم بأخلاق المهنة
؟
إن الالتزام بأخلاق العمل يسهم في تحسين
المجتمع بصفة عامة، حيث تقل الممارسات غير العادلة، ويتمتع الناس بتكافؤ الفرص، ويجنى
كل امرئ ثمرة جهده، أو يلقى جزاء تقصيره، وتسند الأعمال للأكثر كفاءة وعلماً، وتوجه
الموارد لما هو أنفع، ونضيق الخناق على المحتالين والانتهازيين، وتوسع الفرص أمام المجتهدين.
كل هذا وغيره يتحقق إذا التزم الجميع بالأخلاق([8]) كما إنها تؤدي إلى: -
- دعم الرضا والاستقرار الاجتماعيين بين
غالبية الناس، حيث يحصل كل ذي حق على حقه ويسود العدل في التعاملات والعقود والإسناد
وتوزيع الثروة.... الخ وكل ذلك يجعل غالبية الناس في حالة رضا واستقرار.
- توفر بيئة مواتية لروح الفريق وزيادة الإنتاجية،
وهو ما يعود بالفائدة على الجميع.
- زيادة ثقة الفرد بنفسه وثقته بالمنظمة
والمجتمع، ويقلل القلق والتوتر بين الأفراد.
- تقلل تعريض المؤسسات للخطر لأن المخالفات
والجرائم والمنازعات تقل؛ حيث يتمسك الجميع بالقانون الذي هو أولاً وأخيراً قيمة أخلاقية.
- يشجع الالتزام بمواثيق أخلاقية صارمة على
اللجوء في التعامل إلى الجهات الملتزمة أخلاقياً، وبالتالي تنجح الممارسات الجيدة في
طرد الممارسات السيئة.
- إن وجود مواثيق أخلاقية معلنة يوفر المرجع
الذي يحتكم إليه الناس ليقرروا السلوك الواجب أو ليحكموا على السلوك الذي وقع فعلا.
·
نحو ميثاق مهني للتعليم:
الميثاق هو عهد بين طرفين
أو أكثر يلتزم به الإنسان فكراً وسلوكاً أمام الله ونحو نفسه والآخرين وتترتب عليه
واجبات وحقوق للأطراف المعنية وبذلك فإن الميثاق المهني للتعليم هو وثيقة عهد يلتزم
بها المعلمون ، يتضمن قواعد ومبادئ مهنية وأخلاقية ، للواجبات التي تصف السلوك المتوقع
منهم عند إنجاز مهامهم التربوية والتعليمية داخل المدرسة وخارجها ويطبقونها بأمانة
وإخلاص أمام الله سبحانه وتعالى ونحو أنفسهم ومهنتهم وطلبتهم وزملائهم وأولياء أمور
طلبتهم ومجتمعهم، بإزاء ذلك يعترف المجتمع بحقوقهم ويمكنهم مهنيا واجتماعيا واقتصادي
اداء رسالتهم. وتشير الأدبيات التربوية أن جهودا غير قليلة قد بذلت في اعتماد مواثيق
لمهنة التعليم. فقد قامت هيئات وأنظمة تربوية
في عدد من دول العالم بمحاولات كثيرة لتحديد أخلاقيات مهنة التعليم . ومن أمثلة ذلك
الدستور الذي وضعته )اللجنة الوطنية للتربية و المعايير المهنية للمعلمين في أمريكا)
منذ عام 1924وبعد خمسة سنوات أي في عام 1929 تم تبني الدستور الأخلاقي لمهنة التعليم
. كما تم وضع ميثاق أخلاقي لمهنة التعليم في ألمانيا الذي تضمن ادوار المعلم وعمله
مع طلبته وزملائه وأولياء أمور طلبته . وميثاق حقوق وواجبات المعلم في بولندا الذي
أكد على أهمية ربط الميثاق بمتطلبات الإصلاح المستقبلي للنظام التربوي وبناء أنموذج
شخصية المعلم ودوره في حياة المجتمع.
أما في الوطن العربي فقد
اعتمد مؤتمر وزراء التربية والتعليم العرب الذي عقد عام 1968 ميثاق المعلم العربي الذي
تكون من 19 مادة مع تحديد قسم المهنة، كما قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
بتقديم ( دستور أخلاقي لمهنة التعليم ) قدم إلى الحلقة الدراسية التي عقدت في مسقط
عام 1979، أما مكتب التربية العربي لدول الخليج فقد اعتمد وثيقة بعنوان (إعلان مكتب
التربية العربي لدول الخليج لأخلاق مهنة التعليم ) عام 1985، كما قامت أقطار عربية
منفردة بإعداد مواثيق بشان الموضوع.
أما في مجال البحوث و الدراسات
التي تناولت أخلاقيات مهنة التعليم في عدد من الدول الأجنبية فنشير إلى : دراسات على
مهنة التعليم في مجالات تعليم أخلاق المهنة ، والأخلاق و التعليم ، والأخلاق المهنية
في التربية العامة ، الميثاق الأخلاقي للمرشدين التربويين في مجال الإرشاد العيادي
– الإكلينيكي.
وفي وطننا العربي فقد أجريت
مجموعة من الدراسات و البحوث نذكر منها دراسة عن مدى التزام المدير والمعلم بالقواعد
الأخلاقية لمهنة التعليم ، وأخلاقيات مهنة الإدارة المدرسية وغيرها.
·
التقويم والرقابة المهنية وانعكاساتها
على أخلاقيات مهنة التعليم:
التقويم جزء لايتجزأ من عملية الإنتاج في
مهنة ما، ومقوم أساسي من مقوماتها،ويواكبها في جميع مراحلها كما يستخدم التقويم كمعزز
لأداء الأفراد وفي إيجاد الدوافع عندهم للمزيد من العمل والإنتاج من خلال التوظيف الجيد
للتغذية الراجعة.
ولقد ظهرت فكرة تقويم العمل في الوظائف والمهن
منذ الوقت الذي نشأت فيه العلاقات بين رب العمل والعامل وتطورت مع قيم الثورة الصناعية
في القرن التاسع عشر وظهور حركة الإدارة العلمية الحديثة، ويعد فريدريك تيلر من أوائل
الذين نادوا بوجوب تقويم الوظائف عام 1880م.
·
ومن الأهداف والأغراض لتقويم الوظائف
ما يلي:
- وضع سياسة عامة لدفع الأجور وفق نظام عادل
حسب نوع ومقدار المسؤوليات والواجبات.
-
يساعد على الأمن المهني بين الإدارة والأفراد.
-
يضع أسس النقل والترقية في المؤسسة.
- يساعد في توضيح نوع ومقدار كل وظيفة وسلطاتها
ومسؤولياتها وواجباتها.
وتعتمد كل مؤسسة على وضع برنامج خاص لتقويم
الوظائف من خلال:
- تقويم أداء الأفراد ( بمعنى ترتيبهم تصاعديا
وتنازلياً حسب مقدرتهم وخبرتهم وعاداتهم الشخصية أي انه وسيلة لقياس مقدرة الأفراد).
-
وتقويم الوظائف ( الذي هو وسيلة لدراسة درجة الصعوبة في ممارسة الوظائف أو القيام
بها).
·
ومن الكفايات التي ينبغي توافرها
في العامل ما يلي:
- الصفات الشخصية العامة.
- الصفات الشخصية ذات العلاقة بطبيعة العمل.
- الصفات المرتبطة بقدرة العامل في المهنة
على تحقيق الأهداف المبتغاة.
-
الصفات المرتبطة بقدرة العامل في المهنة على إدراكه لمحتوى العمل.
- الصفات المرتبطة بالقدرة على القيام بالأنشطة
والأساليب.
- الصفات المرتبطة بالقدرة بأساليب المتابعة والتقويم.
- الصفات المرتبطة بالعلاقات مع المرؤوسين
والرؤساء والزملاء والمجتمع.
·
مميّزات أخلاقيّات المهن
1-الصدق:
فالصدق عدا عن كونه أساس الفضائل النفسيّة
فهوضرورة من ضرورات المجتمع عامة والعمل خاصة، فالعامل الصادق أنجح ما يكون في عمله
لأنّه بصدقه يكسب ثقة من حوله وبالتالي يؤمّن الجو المريح في تعاطي الآخرين له لأنّ
فقدان الصدق في العمل وانتشار الكذب إن في الأقوال أو الأعمال أو في النيّات أو الكذب
في المظاهر هذا يؤدي إلى الفساد وانتشار الرذيلة. والإسلام قد حثّ على الصدق وذمّ الكذب
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كبرت خيانة أن تحدّث أخاك حديثاً هو لك مصدّق
وأنت له كاذب" (رواه أحم وأبو داود). بل هو من آية النفاق الذي قال عنه النبي
أيضاً: "آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا إؤتمن خان"
(رواه البخاري).
2-عدم الغش والخداع والغدر:
ذلك أنه من مقتضى الصدق النصيحة والإنصاف
والوفاء لا الغش والخداع والغدر لأنّ العامل الذي غلب عليه الصدق في أقواله وأعماله
يستحيل عليه أن يكون عكس ذلك. وقد حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغش والخديعة
والغدر فقال: "...من غشّنا فليس منّا." (رواه مسلم). وقال صلى الله عليه
وسلّم "لكلّ غادر لواء يوم القيامة، يقال : هذه غدرة فلان." (متّفق عليه).
3-حُسن الخلق:
أن يكون العامل خلوقاً سمحاً، لأنّ التواصل
مع الآخرين يلزمه الكثير من الأخلاق فلو كان العامل مجداً في عمله، نشيطاً، يلبّي ما
يطلب منه ولكن ينقصه التعامل الحسن لنفر من حوله وكرهه زملاؤه. فالنبي عليه الصلاة
والسلام يقول: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً." (رواه الترمذي)
"وإنّ الله يبغض الفاحش البذيء." (رواه الترمذي)
والسماحة صفة مطلوبة للعمل لأنّه بخلقه السمح
الليّن الرضيّ ينفذ إلى قلوب زملائه فيحبّونه.
4-التواضع وعدم الكِبر:
بل خفض الجناح وسماحة النفس في الخصال التي
يجب أن يتحلّى العامل فيها وأن يبتعد عن احتقار الناس والسخرية منهم. قال تعالى:
"يا أيّها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء
من نساء عسى أن يكنّ خيراً منهن..." (الحجرات:11)
5-الحلم:
بأن يتحلّى بضبط النفس عند الغضب، أن يكون
متّزناً حليماً ذو حكمة في المواقف الصعبة، متحكماً في أعصابه، يحل المشكلات بهدوء
وتأنّي. فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: "ليس الشديد بالصرعة إنّما الشديد الذي
يملك نفسه عند الغضب" (متّفق عليه).
وقد وردت الآيات التي تروّض نفس الإنسان
دوماً على الحلم وكظم الغيظ منها: " والكاظمين الغيظ والعافين على الناس والله
يحب المحسنين" ( آل عمران:86)
6-الصراحة وعدم الغموض:
لأنّ الإنفتاح على الآخرين يعطي شيئاً من
الطمأنينة والثقة لدى العملين والمدراء والغموض يؤدي إلى الشك والريبة.
هذه بعض الأخلاقيّات الضروريّة التي لا بدّ
أن تتوفّر في أي عمل أو وظيفة لكي تتحقق الأهداف التي من جرّائها أنشئ العمل. ولكن
لا بدّ من تنمية هذه الأخلاقيّات من حين لآخرحتى لا يطغى الركون والجمود ويغفل الإنسان
المسلم عن قيمه ومبادئه فيؤثّر على عمله وطريقة أدائه.
·
كيف ننمّي هذه الاخلاقيّات؟
1-عبر إستشعار رقابة الله عزّ وجلّ دائماً
وأبداً. لكي يستقر الصدق في النفوس والإخلاص في العمل ويبقى الضمير الحيّ مهيمناً على
النفس لا بدّ من وجود عامل مهم يرافق هذا الموظف في مسيرة عمله ألا وهو الشعور برقابة
الله تعالى له لأنّه بتلازم هذا الأمر تضبط النفس وتسلّم من كل العيوب وتأمن الفتنة.
2-الإتقان في العمل: أن يخلص العامل في عمله
يتقنه حق الإتقان. لأنّ الإتقان وسيلة لتطوّر العمل وتنميته قال صلى الله عليه وسلّم
مركزاً على ضرورة إتقان الأعمال وأدائها حق الأداء: "إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم
عملاً أن يتقنه".
3- تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وذلك
بالإيثار وحب الخير فهذا يبعد الأنانيّة وحظوظ النفس.
وأيضاً لا بدّ من الشعور بالمسؤوليّة تجاه
أي عمل فالمسؤوليّة تساعد على الإتقان، والإخلاص، والصدق وحسن التعاطي. فالله سبحانه
وتعالى يقول: "وقفوهم إنّهم مسؤولون".
4-لا بدّ من وجود قواسم مشتركة مابين المدير والموظّف:
- أمّا بالنسبة للمدير فعليه الأتي:
- أن يتّصف بصفة التواضع
- أن يحرص على أن لا يكلف موظفيه ما لا يطيقون.
- أن يقدّم المساعدة المطلوبة لهم لتأدية
عملهم.
- أن يحرص على أن لا يظلم أحداً أويسيئ إلى
أحد.
-أن يعدل بين الجميع وأن يعاملهم سواسية.
·
أمّأ الموظف فمن واجباته:
*أن يكون أميناً على تأدية عمله كما ينبغي
*أن يتقبّل النصيحة والنقد
*أن يكون متعاوناً مع زملائه لتحقيق مصلحة
المؤسسة.
*الإخلاص والتفاني في العمل.
·
الخاتمة :
وللوصول لمثل هذه الأخلاقيّات التي يجب أن
تسود في المجتمعات على الصعيد الإجتماعي والأسري والعملي لا بدّ من التحلّي بمكارم
الأخلاق التي حثّ عليها الإسلام إذ أن الإنسان هو أكرم المخلوقات في الوجودوكرامة الإنسان
بمعاملته المعاملة الحسنة والمتميّزة. ومابذلته الحضارات البشريّة سابقاً وحاضراً إلا
من أجل سعادته ورقيّه وتشريفه. وسعادته ورقيّه عبر إنسانيّته.
وقد تميّزت الحضارة الإسلاميّة عن غيرها
من الحضارات أنها اعتنت بالإنسان سواء من الجوانب الإنسانيّة والأخلاقيّة أكثر من الجوانب
الغريزيّة والماديّة التي هي بدورها جوانب مهمّة يجب أن يعمل على تهذيبها وضبطها ولم
يغفل عنها الإسلام بل اعتنى بها وأعطاها شيئاً من الأهميّة والإسلام لم يركّز فقط على
الجوانب الأخلاقيّة في كلّ المجالات لأنّ رقي المجتمعات لايقاس فقط بالأخلاق والآداب
الإجتماعيّة إنّما على المنجزات والإكتشافات العلميّة أيضاً ولكن الأصل أن لا تطغى
المادّة على القيم بل سيادة القيم الإنسانيّة’ هي الأساس في نشر الحب والإيثار والتضحية
والإستقامة والسلوك والمعاملة ولمّا كان الأفراد هم دعائم المجتمعات والدعائم أساس
في كل نهضة إجتماعيّة كان لابدّ من التركيز على مكارم الأخلاق لينمو فيها جوانب الخير
و البناء والعطاء وتنحدر عوامل الشر والهدم والفساد. لذا فموضوع الأخلاقيّات موضوع
في غاية الأهميّة يجب التركيز عليه والعناية به كمنظومة شاملة حتّى تتأصل في الفرد
والأسرة والعمل والمجتمع فتؤتي ثمارها على الجميع.