القائمة الرئيسية

الصفحات

 

أخلاقيات العمل

https://abhaskom.blogspot.com/


Ø                        مقدمة :

تعرف أخلاقيات العمل الوظيفي بأنها عبارة عن عدد من القيم والمبادئ، التي يتم الاعتماد عليها في العمل الجاد والاجتهاد، كما أن هذه الأخلاقيات تعبر عن الإيمان بأهمية العمل الأخلاقي، كما أنها تشير إلى قدرة هذا العمل الأخلاقي على تقوية شخصية الإنسان.

وتشمل أخلاقيات العمل العديد من الصفات منها المصداقية، وقدرة الإنسان على البحث عن عدد من المهارات الإبداعية والجديدة، وتعتبر أخلاقيات العمل من الأمور التي يجب أن يمتلك أصحابها مناصب قيادية ومسئوليات أكبر.

Ø                        تعريف العمل

العمل قبل توضيح مفهوم أخلاقيات العمل، لا بُدّ من وقفة عند أهمية العمل، فللعملِ قيمة كبيرة في حياة الإنسان، ويُعرّف العمل على أنّه مجهود ييبذله الإنسان لتحقيق منفعة وإشغال وقت الفراغ الذي يُعرّض الإنسان للكثير من الأفكار السلبية، ويجعله فريسة سهلة للاكتئاب وتذكر الهموم والأحزان، إضافة إلى أن العمل يُغني الإنسان عن سؤال الآخرين، ويكفيه حاجاته فيعف نفسه ويحفظها عن التذلل، وبالعمل يشعر الإنسان بأنه كائن فعّال في المجتمع له دوره ومكانته في خدمة الآخرين، فيُقبل على الحياة بإيجابية وتفاؤل، وللعمل أخلاقيات لا بُدّ من الالتزام بها كي يؤدي العامل وظيفته على أحسن وجه، ويرضي رب العمل الله ويتقيه في إدارته لعمله، وستوضّح الفقرة الآتية مفهوم أخلاقيات العمل وأُسُسه.

Ø                        تعريف أخلاقيات العمل

أخلاقيات العمل (بالإنجليزية: Work ethic) هي عبارة عن قيمة تعتمد على العمل الجاد والاجتهاد، كما أنها تعبّر عن الإيمان بفائدة العمل الأخلاقية، وعلى قدرته على تعزيز الشخصية، ومن الأمثلة على أخلاقيات العمل:

المصداقية، والقدرة على السعي وراء مهارات جديدة، فيُنصح بمنح الموظفين الذين يمتلكون أخلاقيات عمل عالية مناصب أعلى، ومسؤوليات أكبر، كما يمكن التعبير عن أخلاقيات العمل على أنها الاعتقاد بأن العمل هو عمل أخلاقي بحت، ويشير أيضاً إلى القدرة الكبيرة للعمل على صقل الشخصية، وإلى مجموعة من القيم المُحددة، والتي تتميز بالاجتهاد والعمل الشاق.

Ø                        أهمية أخلاقيات العمل

1) إن طرح وبناء منظومة للأخلاقيات في شتى مجالات الحياة العملية يعزز من ترابط الموظفين وتفاعلهم بشكل أفضل مع بعضهم البعض وإلا فما هو اختلافنا الجوهري عن الحيوانات ولماذا كرمنا الله بالعقل إن لم نعقل هذه الأمور .

2) وجود قوانين وتشريعات يساعد على تهدئة الإضرابات والإختلافات الناشئة بسبب الطبيعة الإنسانية وبسبب البيئة المتغيرة بشكل مستمر .

3) وجود قائمة بالأخلاقيات وبروتوكولات التعامل يساعد على جعل الطريق واضحاً لدى الإنسان أو الموظف ويبعده كل البعد عن التوتر الناشئ من الخوف من المستقبل والخوف من ظلم ومن ناحية الترقية أو العلاوة او حتى الفصل من العمل .

4) يخفف وجود هذه البروتوكولات من تعزيز التحفيز الشخصي للفرد لعدم كسر القوانين وغالباً ما يتم إلغاء جانب العقوبة في هذه القوانين.

5) تطبيق الأخلاقيات في شركة ما يساعد من تحسين صورتها.

6) أن بناء منظومة أخلاقية في المنظمة يساعد في الإرتقاء بأخلاقيات موظفيها وينعكس ذلك بشكل مباشر على طريقة تعاملهم مع العملاء أو الشركاء مما يضفي التميز على الشركة ككل

7) كما أن الكثير من الدراسات والإحصائيات التي قامت بها كل من جامعة هارفرد وستانفورد أثبتت أن نجاح الموظف في عمله يعتمد بنسبة 85% على مهاراته الشخصية ومهارات تعامله مع الآخرين وأن 15% فقط يعتمد على مهاراته في أداء هذا العمل .

كما حصلت دراسة على 1500 شركة خاصة مساهمة في سوق المال الأمريكية ، على نتائج بأن الشركات المهتمة بأخلاقيات العمل والتعامل حققت أرباحاً أكثر ونسبة من المبيعات السنوية ونسبة أقل في تكاليف التشغيل.

Ø                        تطور أخلاق الفرد :

غالبا ما يطور الفرد مقاييس أخلاقية في ثلاثة مراحل :

المرحلة الأولى : ما قبل التمسك بالتقاليد والعرف:

وفي هذه المرحلة يكون الفرد يبحث عن مصلحته الشخصية. ويتبع القواعد فقط خوفا من العقاب أو آملا في المكافأة. في هذه المرحلة يركز الفرد على حاجته ورغباته عند اتخاذ أي قرار وتأتي طاعة القواعد فقط خشية العقاب أو طمعا في فائدة ما.

المرحلة الثانية: التمسك بالتقاليد والعرف:

وفيها يضع الفرد مصالح وتوقعات الآخرين موضع اعتبار عند اتخاذ أي قرار. أي إن القواعد تتبع لأنها جزء من انتمائه للجماعة والتزامه تجاه العائلة وزملاء العمل والمنشأة. إن توقعات هذه المجموعات تؤثر على كيفية الاختيار بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول في مواقف معينة. ولكن طبعا الاهتمام بالذات يستمبالتقاليد:ر في اتخاذ القرارات.

المرحلة الأخيرة: بعد الالتزام بالتقاليد :

وفيها يتبع الفرد المبادئ الشخصية التي تحتوي على القواعد الأخلاقية. وفيها يضع الفرد مصالحه ومصالح الجماعة والمجتمع في الاعتبار عند اتخاذ أي قرار. وهذه المرحلة تمثل أعلى مستوى من الأخلاق والسلوك الأخلاقي. يستطيع الفرد هنا أن يتحرك بعيدا عن مصالحه الشخصية البحتة ويضع الصالح العام للمجتمع في الحساب. والفرد في هذه المرحلة قد نمى المبادئ الأخلاقية التي تحدد ما هو الصواب وما هو الخطأ ويمكنه أن يطبق هذه المبادئ في مواقف متنوعة. إن مراحل تطور السلوك الأخلاقي لدي الفرد تتحدد بعوامل كثيرة ومنها العائلة، التعليم، الثقافة، الخلفية الدينية كما أن الخبرات السابقة تساعد على تشكيل ردود الأفعال في المواقف المختلفة.

1-         أخلاقيات العمل ضرورة إدارية :

على الرغم من أن كل شخص ينبغي أن يَتَحلَّى بأخلاقيات العمل فإن إدارة المنظمة لابد أن تضع ضوابط وجزاءات تجعل الموظفين يلتزمون بأخلاقيات العمل. فقد تجد من الموظفين من هو مؤمنٌ بأخلاقيات العمل ومنهم من لا يكترث بها.

ولكن من مصلحة المنظمة أن تجعل الكُل يلتزم بها بناء على لائحة أو ميثاق توضح أخلاقيات العمل من منظور المنظمة بحيث تكون ملزمة لكل العاملين وبحيث تكون هناك عقوبة رادعة لمن يخالفها.

2-         العلاقة بين العاملين والإدارة:

من الأمور المعلومة أن الثقة بين العاملين والإدارة لها علاقة مباشرة بزيادة إنتاجية العامل. فالموظف الذي يعلم أن إدارة المنظمة ستقدر مجهوداته على المدى القريب والبعيد فإنه يَتَفانى في عمله.

ولكن عندما يشعر الموظف بأن إدارة المؤسسة لا تََفِي بوعودها للعاملين فإن هذا يكون أمرا غير مُحفِّز له على تطوير العمل والإبداع وزيادة الكفاءة. لذلك فإن التزام المديرين بالصدق والأمانة والعدل والوفاء والرحمة مع العاملين يؤدي إلى ثقة العاملين في الإدارة وهو ما يؤدي إلى تحفيزهم على العمل ويوفر كثيرا من الوقت الضائع في الشائعات والشكوك والتفاوض.

 

Ø                        خصائص أخلاقيات العمل

الموثوقية والصدق : تعتبر الموثوقية جانباً هاماً في أخلاقيات العمل، ففي حال صرّح الموظفون الذين يمتلكون أخلاقيات عمل جيدة أنهم سيحضرون نشاط عمل، أو سيحضرون في وقت معين، فإنهم سينفذون ذلك، لأنهم يقدّرون المواعيد، حيث إنهم يرغبون بإظهار استعدادهم لأن يتم الاعتماد عليهم، ويبذلون ما بوسعهم لإظهار مصداقيتهم، وموثوقيتهم.

التفاني في العمل: يُكرّس الموظفون الذين يتمتعون بأخلاقيات عمل جيدة جُل وقتهم لضمان أدائهم لوظيفتهم على أكمل وجه، فيجعلهم هذا يحبون وظائفهم التي يعملون بها، وغير مستعدين للتخلي عنها، ويمضون ساعات إضافية لإنجاز أعمالهم، مما يُظهر لأرباب عملهم مدى حبهم لعملهم.

السلوك المهني : يمتلك كل مكان عمل قواعد خاصة باللباس، حيث تتطلب بعض الأعمال لباساً يومياً غير رسمي، ويتطلب بعضها الآخر لباساً رسمي، لذا على الموظفين تحديد قواعد اللباس في المؤسسة االتي يعملون بها، واتخاذ الإجراءات وفقاً لذلك، كما ينبغي على الموظف تجنّب التحقّق بشكل منتظم من هاتفه الشخصي أثناء العمل، لأن ذلك يبدو سلوكاً غير احترافي، وفي حال اضطر الشخص لإجراء مكالمة هاتفية، فيمكنه القيام بذلك قت الاستراحة .

Ø                        التدرب على أخلاقيات العمل

تعني أخلاقيات العمل القيم التي تعتمد على مُثل الفرد العليا من أجل الانضباط والعمل الجاد، لذا يترتب على الفرد تدريب ذاته على اتّباع هذه القيم، ويمكن القيام بذلك من خلال ما يأتي:

بناء العادات: يعتبر بناء العادات أساس أخلاقيات العمل اللازم لإتمامها.

تنفيذ العادات: أي تنفيذ العادات التي تساهم في تطبيق أخلاقيات العمل الصحيحة، لأنه من غير الصحيح التخطيط لبناء عادات صحية تُظهر أخلاقيات العمل دون المباشرة في تطبيقها على أرض الواقع.

المثابرة على العادات: يمكن الالتزام بأخلاقيات العمل من خلال المثابرة على تنفيذ العادات التي ترتكز على هذه الأخلاقيات، ويمكن القيام بذلك من خلال تدريب النفس على الالتزام، والمثابرة، والتركيز.

Ø                        علامات اكتساب أخلاقيات العمل

تظهر على الفرد علامات اكتسابه لأخلاقيات العمل، ومنها ما يأتي:

الوصول للعمل في الوقت المحدد: أي أنه على الفرد التواجد في الوقت المحدد للعمل.

إنتاج المطلوب: مما يعني إنجاز الشخص الذي يتمتع بأخلاقيات العمل لما يطلب منه من واجبات سواءً كانت سهلةً أم صعبة.

التوقف عن الشكوى: يظهر على الفرد أخلاق العمل عند توقفه عن الشكوى، والتذمر.

العمل ضمن الظروف الصعبة: يعدّ العمل في حال المرض أمراً غير صحي، لهذا يجب عدم تشجيع هذه العادة بكونها من ضمن أخلاقيات العمل القوية، بل يجب الاستراحة والتفريق بين المرض والعمل.

تنفيذ العمل: أخلاقيات العمل الجيدة لا تعني شيئاً في حال عدم اتمام الفرد للعمل المطلوب منه، ولذلك يجب الانتباه لتسليم العمل وتنفيذه بطريقة جيدة.

Ø                        مفهوم أخلاقيات العمل

يُقصد بمفهوم أخلاقيات العمل القيم الخُلقية التي ينبغي على طرفي العمل الالتزام بها، والقيم تشتمل على أُسُس العمل التي ينبغي على العامل ورب العمل تطبيقها، كما ينبغي كتابة بعضها وتثبيته في ورقة عقد العمل حفظًا لحقوق الطرفين، وفيما يأتي أبرز الأخلاقيات التي يجب مراعاتها في بيئة العمل:

إبرام عقد عمل واضح للطرفين: ويُقصد بذلك أن يُكتب عقد عمل واضح بين الطرفين، يشتمل على تحديد الأُجرة، والمدّة، وتحديد نوع العمل ومقداره.

الكسب المشروع: من أبرز أُسس مفهوم أخلاقيات العمل أن يكون العمل حلالًا، بحيث يختار ربّ العمل مشروعًا حلالًا نافعًا للمجتمع وللأمّة، ويختار العامل عملًا حلالًا وينتهي عن الكسب الحرام.

منح فرص العمل لمن تتوافر فيهم الكفاءة: بحيث تُسند الوظيفة المناسبة للشخص المناسب، وأن يكون أساس اختيار العامل مهارته وخبرته وليس الواسطة أو المحسوبية.

تحلّي العامل بأخلاق العمل: ويُقصد بذلك أخلاق المعاملات كالأمانة والصدق، والقوة، والصبر، والإتقان، والإخلاص، والالتزام بوقت العمل وحسن التعامل مع الآخرين.

تحلّي ربّ العمل بأخلاق العمل: ومن أهم الأخلاق التي يجب أن يتحلّى بها رب العمل العدل والمساواة بين العمّال، والتواضع والإحسان، إضافة إلى تحرّي الموضوعيّة عند تقييم العامل، والبعد عن الأهواء الشخصية، وإعطاء العامل حقه من الإجازات ووقته لأداء واجباته الشرعية، ومن المهم احترام كرامة العامل وتقديره.

Ø                        سلوكيات العمل

سلوكيّات العمل أو كما تُعرّف باسم (أخلاقيّات العمل)؛ هِي عبارة عن مجموعةٍ من المعايير والقيم الأخلاقيّة التي تُساعد الأفراد على التمييز بين الأمور الصّحيحة، والخاطِئة في سلوكِهم داخل بيئة العمل، واهتَمّ المُفكّرون الإداريّون بمَفهوم السلوكيّات في العمل، وظهرت لها عدّة تعريفاتٍ ومنها:

هي مجموعة من القيم والقواعد الأخلاقيّة التي تتحكّم في سُلوكيّات الجَماعات والأفراد. يَعتمد تَطبيقُ سلوكيّات العمل على استخدام مَجموعةٍ من العناصر، وهي:

الثقافة التنظيميّة: هي عبارة عن الإطار السلوكيّ، والأخلاقيّ الذي تَستخدمه المُنشأة في التعامل مع كافة الأطراف في بيئة العمل، وتشمل الثقافة بشكلٍ عام مجموعةً من الرموز، والمُعتقدات، والقيم، والأعراف التي تسود في منشأة مُعيّنة، وتتأثر هذه الثقافة بقضايا رئيسيّة، وهي:

·      بيئة العمل التي تعمل المنشأة فيها.

·      المُديرون الاستراتيجيون الذين تؤثّر أفكارهم على كافّة أقسام المنشأة والموظّفين فيها.

·      الخبرة الخاصّة بالمديرين الناتجة عن تجاربهم السابقة.

أخلاق الموظف: هي منظومة سلوكيّة وأخلاقيّة تُساهم بتشكيل عناصر الشخصيّة القياديّة والإداريّة في العمل، وتُعتبر الأخلاق هي الجَوهر الخاص في الإنسان، ويُعدّ التزام المديرين والموظّفين بالقواعد السلوكيّة والأخلاقيّة المُحدّدة في المنشأة صفةً من صفات المنشآت الصحيّة، ويؤدّي ذلك إلى نموّ المنشآت والأفراد العامِلين فيها، ويُحافظُ على استقرار وضعِها الماليّ.

الأنظمة الخاصة في المنشأة: هي السياسات والمبادئ الأخلاقيّة التي تُعدّ جميعها قوى تُساهم في بناء الأخلاقيّات الإداريّة، وتُساعد على توجيه سُلوكيّات العمل باتّجاهٍ مُحدّد، كما يمتلك كلُّ نظامٍ من أنظمة المنشأة تأثيره الخاص الذي يضعف أو يُعزّز من سلوكيّات العمل.

الجمهور الخارجيّ: هو العُنصر الرابع من عناصر سلوكيّات العمل، ويتكوّن من العملاء، والنظام الحكوميّ، وتأثير السوق، وتُساهم جميعها في بناء الأخلاقيّات الخاصّة في الإدارة، وتُساعد على توجيهها نحو اتّجاه مُحددٍ؛ وخصوصاً مع زيادة المُنافسة في الأسواق، وظهور التطوّرات التكنولوجيّة.

Ø                        قيم العمل

قيم العمل هي عبارة عن الضوابط المهنيّة، والأخلاقيّة، والتعاليم، والمبادئ التي تُساهم في تحديد سلوك المُوظّفين، وتساعد على تأسيس الطريق الصحيح الذي يُشجّع كلّ موظفٍ على تطبيق أدائه الوظيفيّ، ودوره في بيئة العمل الإنتاجيّ التي يتبع لها، كما تُعدّ قيم العمل الجدار الذي يمنع الموظّفين من الوقوع في الأخطاء، وتفصل بينهم وبين ارتكابهم أيّ مخالفاتٍ لا تتوافق مع ضمائرهم ومبادئهم.

تشهد قيم العمل اختلافاً بين المجتمعات بشكلٍ عام، والأشخاص بشكلٍ خاص، ولكن يتفق الجميع على مدى أهميّتها وضرورتها لأيّ منشأةٍ إداريّة؛ وتحديداً في الدول التي تهتمّ ببناء وتطوير نفسها، ومُؤسّساتها، وشركاتها، وبيئاتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة؛ لأنّ قيم العمل تُعتبر الضمان للوصول إلى أعلى مُعدّلات الإنتاج، وتُساهم في وجود جيلٍ مُخلصٍ للعمل ومُحبٍ لوطنه.

Ø                        مكانة وتطور العمل

مع مرور السنوات اختلفت مكانة العمل بين الشعوب البشريّة؛ حيث كانت لكلِّ حضارةٍ تاريخيّة نظرتها الخاصة حول العمل والمهن؛ فالحضارات البشريّة القديمة لم تظهر دون سبب، بل كانت نتيجةً لعملٍ مُستمرٍ من الأفراد الذين ساهموا في بنائها، فمثلاً الحضارة المصريّة القديمة اعتمدت على العمل الزراعيّ والصناعيّ؛ ممّا ساهم في ازدهار مصر القديمة التي عَرفت صناعة الزجاج، والخشب، والإسمنت، والأسلحة، وغيرها من أنواع الصناعات الأُخرى، أمّا حضارة بابل القديمة فاهتمّت باستخراج المعادن والصيد، وحرصت الدولة البابليّة على تحديد الأجور والأسعار للأفراد الذين يعملون في المهن المتنوعة.

ظهرت في أوروبا خلال العصور الوسطى مجموعةٌ من الجمعيّات التجاريّة والصناعيّة؛ ممّا أدّى إلى ظهورِ العَديد من المُصطلحات في ذلك الوقت؛ حيث ظهر في عام 1120م مصطلح عامل، ومن ثمّ ظهرت العديد من المُصطلحات الأُخرى مثل تاجر؛ ممّا أدّى إلى زيادة تعزيز مفهوم العمل، أمّا في مرحلة الفكر الاقتصاديّ الحديث فاعتبر علماء الاقتصاد أنّ العمل هو المصدر الرئيسيّ للإنتاج، وارتبط مع ظواهر الحياة الاجتماعيّة التي ظهرت نتيجةً لنموّ الإنتاج الصناعيّ، فأصبح معنى العمل عند الأفراد هو كافّة الأساليب والوسائل التي تُساعد على تَحقيق الدخل؛ عن طريق تنفيذ نشاط أو تطبيق سلوك أو استخدام طاقة تعتمدُ على خُطّةٍ مُعيّنة، وتسعى إلى تطبيق وظائف مُحددة؛ من أجل تحقيق هدف إنتاجيّ مُحدد.

Ø                        مكانة العمل في الإسلام

حصل العمل على مكانةٍ مُهمّة في الإسلام؛ حيث ذكرت العديد من الآيات القرآنيّة الكريمة والأحاديث النبويّة الشريفة أهمية ومكانة العمل، ويُستدل على ذلك بقول الله تعالى (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

كما اهتمّ الإسلام في الحث على السعي للعمل؛ حتى يستطيع الإنسان كسب قوت عيشه، وجَعَل له درجات من الجزاء على الإخلاص والإتقان فيه، ويُستدلّ على ذلك بقول الله تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

وهذه الآيات الكريمة تُعدّ دليلاً على المَكانة التي حصل عليها العمل في الإسلام؛ فالإنسانُ الذي يَحرص على العمل سيعيش حياةً كريمةً، ويحصل على أجرٍ في الدنيا وثوابٍ في الآخرة، أمّا في السنة النبويّة الشريفة توجد العديد من الأحاديث التي ذُكرت حول أهميّة ومَكانة العمل، ومنها قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أَكَلَ أَحَدٌ طعامًا قطُّ، خيرًا من أن يأكلَ من عملِ يدِه، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ عليهِ السلامُ كان يأكلُ من عملِ يدِه.

Ø                        إرساء أخلاقيات العمل في المنظمة:

إتباع الأخلاق هو أمر يجب أن يحرص عليه كل شخص ولكن إدارة المؤسسة لن تعتمد على مدى التزام العاملين بأخلاقيات العمل بناء على قناعاتهم الشخصية بل هي بحاجة لأن تُلزمَهم بذلك كجزء من مُتطلبات العمل فعدم الالتزام بأخلاقيات العمل يؤثر على أداء المؤسسة وبالتالي فلابد لها من الحرص على تطبيقها.

لذلك فإنه من الضروري تحديد ما هو أخلاقي وما هو غير أخلاقي في عُرف المؤسسة لكي يلتزم به الجميع. في غياب ذلك فإن كل موظف يكون له مقاييسه الشخصية والتي تختلف من شخص لآخر.

كذلك فإنه لا بد من التعامل بحزم مع كل إخلال بهذه الأخلاقيات. لابد أن يتم التعامل مع الكذب في التقارير وفي البيانات وفي التعامل بكل حزم.

لابد أن تُعامل روح العداء والإيذاء بين العاملين بالجزاء الرادع. لا يمكن ترك كل موظف يتصرف حسب ما اعتاد عليه فلا يمكن ترك الموظفين يتبادلون الألفاظ البذيئة أو يَحِيكون المؤامرات لبعضهم. لا يمكن أن يتم التعامل مع من لا يحترم أخلاقيات العمل بتهاون فهذا يجعل الجميع يسلك نفس المسلك.

لا يمكن أن تقبل أن يكون العاملين لهم مصالح متداخلة مع مصالحة المؤسسة. لا يمكن أن تقبل أن تكون روح العداء هي المنتشرة بين العاملين.

لا يمكن أن تقبل أن يخدع موظفا عميلا أو موردا أو مُتقدم لوظيفة. لا يمكن أن تقبل إدارة المؤسسة أن يأخذ العاملين هدايا قيِّمة من الموردين أو العملاء. يجب أن يتم التعامل مع كل أمر يخص أخلاقيات العمل بكل شدة مهما كانت رتبة الشخص المخالف.

الحِرص على أخلاقيات العمل هو أمرٌ أخلاقي وديني وإداري. مع الأسف فإن إهمالنا لأخلاقيات العمل يجعل العاملين لا يتعاونون والشركات لا تثق في بعضها والكل يبدأ بسوء الظن ولا يمكننا الاستفادة من خبرات بعضنا. أخلاقيات العمل ضرورة للتطور. لابد أن تكون لأخلاقيات العمل أولوية أكبر بين موظفينا ومُديرينا.

Ø                        ترسيخ أخلاقيات العمل:

لا يشك أحد في أن هناك خللاً ما في تطبيق أخلاقيات المهنة في القطاعين العام والخاص ، ويدل لذلك الإحصائيات العالمية والمحلية ، ومن ذلك على سبيل المثال:

نشرت جريدة المدينة أن 69 % من موظفي الدوائر الحكومية متسيبون في عملهم ، وأن 54 % منهم يخرجون أثناء الدوام الرسمي لقضاء مصالح شخصية ، وأن 60 % يخرجون قبل نهاية الدوام .

نشر موقعwww.valuebasedmanagement.net في أبريل 2004 م ، أن ثلاثة أرباع المنظمات لا تخصص موظفاً لأخلاقيات العمل ، وثلاثة أرباع المنظمات ليس لديها برنامج أخلاقيات ، ولا تخدم الموظفين في تعليم الأخلاقيات .

Ø                        وسائل ترسيخ أخلاقيات المهنة :

تنمية الرقابة الذاتية :

وضع الأنظمة الدقيقة التي تمنع الاجتهادات الفردية الخاطئة.

القدوة الحسنة .

تصحيح الفهم الديني والوطني للوظيفة :

محاسبة المسؤولين والموظفين :

التقييم المستمر للموظفين.

ويمكن اختصارها والجودة:عناصر أساسية وهي (التدريب – تدقيق الإدارة – التحقيق – الرقابة الدارية ) .

Ø                        اهتمام الجامعات بأخلاقيات العمل:

تلقى الأخلاقيات اهتماما كبيرا في الجامعات في الدول الأجنبية. فتجد أن تدريس مادة في أخلاقيات المهنة أمرا شائعا.

وكذلك في كليات الإدارة والتجارة تجد أن أكثر الجامعات تُدرِّس مادة في أخلاقيات العمل والإدارة. بالإضافة لذلك فإنه يتم التطرق في بعض الأحيان لأخلاقيات المهنة في أثناء دراسة المواد الأخرى.

Ø                        8- أخلاقيات العمل والجودة :

إن أخلاقيات العمل تشير إلى قيم السلوك والأخلاق التي توضح التصرفات الصائبة والخطأ التي تظهر في بيئة العمل. إن المقاييس الأخلاقية السيئة تؤدي إلى مشاكل فيما يتعلق بصورة المنشأة لدى الجمهور، والى مجموعة من المشاكل المكلفة، قضايا قانونية مكلفة ، مستوى عالي من السرقة بين الموظفين.. إلخ. إن اتخاذ القرار الأخلاقي يديم الثقة مع الجمهور كما انه عنصر أساسي في علاقة المنشأة مع الجمهور والموظفين والشركات الأخرى. ومن المهم أيضا أن تعكس الإدارة العليا سلوك أخلاقي لأنه من المتعارف عليه إنها دائما القدوة التي يتمثل بها جميع العاملين بالمنشأة. بالنسبة للمديرين والموظفين فإن حماية البيئة هي مسئولية اجتماعية كما إنها هدف مهم للمنشأة لأنها أصبحت حجر الزاوية للنجاح. إن أي منشأة ترغب في الازدهار على المدى الطويل لا يمكنها تحقيق ذلك دون أخلاقيات العمل، أي معايير السلوك والقيم الأخلاقية التي تحكم التصرفات والقرارات في بيئة العمل..

Ø                        9- أخلاقيات العمل والثقافة:

قدم هوفستد تحليلاُ متميزاً وشاملاً للتنوع في الثقافات المختلفة. فقد قام هوفستد بدراسة تأثير الثقافة القومية على اتجاهات وقيم الأفراد المتعلقة بالعمل .وقد أجرى دراسته على عينة مكونة من 160000 موظف في 60 دولة، والذين يعملون في شركات تابعة لمؤسسة متعددة الجنسية واحدة ، ووجد هوفستد إن الثقافة القومية لها تأثير قوياً على قيم واتجاهات الأفراد المتعلقة بالعمل ، فهي تفسر بدرجة أكبر الاختلافات في سلوك الأفراد ، وهذا أكبر من الاختلافات التي يمكن إرجاعها إلى الاختلافات في السن والجنس والتخصص الوظيفي أو لمركز الفرد في المنظمة.

Ø                        10- المسئولية الاجتماعية:

على المنشأة أيضًا أن تضع مجموعة كبيرة من القضايا الاجتماعية في الاعتبار، أي كيف سيؤثر اتخاذ قرار ما على البيئة والموظفين والعملاء. ومصطلح المسئولية الاجتماعية يشير إلى السياسات والإجراءات والتصرفات الموجهة لدعم رفاهية المجتمع كهدف أساسي. باختصار إن المنشآت التجارالحياة،ن توجد التوازن بين عمل ما هو صائب وما هو مربح. وفي المنشأة تماما كما في الحياة ، تحديد ما هو صائب وما هو خطأ في موقف معين ليس دائما اختيارا واضحا. فأي منشأة لها مسئوليات كثيرة – للعملاء والموظفين، والمستثمرين وللمجتمع ككل. أحيانا يظهر الصراع عند محاولة التوفيق بين مصلحة المنشأة في أن يحقق الربح المستهدف والمسئولية تجاه

المجتمع. وقد يظهر الصراع أيضا في حالة اتخاذ قرارات مثالية والقرارات العملية التي يتطلبها موقف معين.

Ø                        هناك عناصر أربعة تشكل أخلاقيات العمل والمسئولية الاجتماعية:

الفرد، المنشأة، القانون والمجتمع. هذه العناصر الأربعة تتفاعل الواحدة مع الأخرى بقوة بحيث تؤثر على قوة واتجاه كل واحدة منها. فأخلاقيات صانع القرار تؤثر على المنشأة وبالتالي يؤثر على المتعاملين معها كأي مجتمع. أن الفرد من خلال حياته المهنية قد يواجه بموقف يجب إن يوازن بين الصواب والخطأ قبل اتخاذ قرار ما أو تصرف ما، لذلك فأن مناقشة أخلاقيات العمل تبدأ بالتركيز على أخلاقيات الفرد. إن أخلاقيات العمل تتشكل أيضا بالمناخ الأخلاقي داخل المنشأة. أن أسلوب السوالسلوك.اييس الأخلاقية تلعب دورا متزايدا في المنشآت حيث العمل الصائب يدعم ويكرم.

كما أن الثقافة تؤثر على الأخلاقيات المتعلقة بالعمل ، كما إنها تؤثر على السلوك الإداري ومن أمثلة هذه الأخلاقيات قضية الرشوة والمحسوبية ورفض عمل المرأة في بعض المجتمعات.

Ø                        أخلاقيات الفرد في العمل :

في بيئة العمل هذه الأيام نجد أن الفرد يشكل الفرق بين التوقعات الأخلاقية والسلوك . بما أن المنفذين والمديرين والموظفين يظهروا مبادئهم الأخلاقية أو نقصها عند معالجة المواقف المختلفة في العمل – نجد أن توقعات وتصرفات هؤلاء الذين يعملوا لديهم أو معهم يمكنها أن تتغير وتتأثر بهم. بالرغم من إن السلوك الأخلاقي يصعب تتبعه أو حتى تحديده في كل الظروف، نجد أن الأدلة توحي بأن كثير من الأفراد يتصرفوا بلا أخلاق أو دون مراعاة القانون أثناء أداء عملهم. ويظهر ذلك واضحا في سرقة الأدوات المكتبية مثلا في سرقة الوقت المتمثل في الحضور متأخرا أو الخروج مبكرا أو الكذب فيما يتعلق بالأجازات المرضية .. إلخ وجه الأولى:وك الغير أخلاقي للأفراد هو أن يغطي موظف عن شيء ضار بالمنشأة ولا يبلغ عنه مثل رداءة إنتاج، عطل في ماكينة بحيث لا يشعر بذلك صاحب العمل أو الرؤساء. ومنها أيضا الكذب على العملاء ، كما أن كثير من الرؤساء وفي العمل قد يملأ تقارير كاذبة عن سير العمل أو أداء العاملين. وبذلك نجد الموظف في كثير من الأحيان يواجه بالموقف الذي يصبح سلوكه الأخلاقي في العمل موضع مساءلة. وقد يبرر البعض ذلك بالمقولة الشهيرة “الكل يفعل ذلك”. وهناك من يتصرف بصورة غير أخلاقية وذلك بسبب ضغوط العمل فيضطر للكذب ليبرر تأخره عن إنجاز شيء كان يجب إتمامه. ولكن هناك من لا يقبل أن يفعل أي شيء مخالف لمبادئه وأخلاقه.

Ø                        كيف تشكل المنشأة السلوك الأخلاقي؟

لا يستطيع أي فرد اتخاذ قرارات من فراغ. لأن الاختيارات تتأثر بشدة بمعايير السلوك التي وضعت داخل المنشأة حيث يعمل الناس.

كما إنه من الحكمة أن يكون لدى أي صاحب عمل مجموعة من القواعد التأديبية التي يتم تنبيه العاملين إليها.

وتحدث أخلاقيات العمل على أربعة مستويات :

الوعي الأخلاقي – التفكير الأخلاقي – التصرف الأخلاقي – والقيادة الأخلاقية. لو اختفت واحدة من تلك العناصر فإن المناخ الأخلاقي في المنشأة سيضعف.

Ø                        الوعي الأخلاقي:

أساس المناخ الأخلاقي هو الوعي الأخلاقي.حيث أن المأزق الأخلاقي دائما يحدث في موقع العمل. لذلك فإن الموظفين يحتاجوا للمساعدة لتحديد المسائل الأخلاقية عند حدوثها ويحتاج العاملين أيضا لإرشادهم إلى ما تتوقعه المنشأة منهم كاستجابة للمواقف المختلفة لاتخاذ القرار الأخلاقي. والطريقة المثلى لتظهر المنشأة القواعد الأخلاقية التي ترغب في وجودها داخل منطقة العمل هي بأن تحدد أنماط السلوك الأخلاقي كتابة ويعلق في مكان ظاهر لجميع العاملين. أن هذه االأخلاقي:ي توضح السلوك المقبول يجب إن توضح أيضا القوانين والتعليمات التي يجب أن يطيعها العاملين.

Ø                        التفكير الأخلاقي :

أن التدريب على لائحة السلوك الأخلاقي تساعد العاملين على التعرف والتفكير في المسائل الأأخلاقي.ومع ذلك فأن المؤسسات يجب أن تعطي الإطار والوسيلة التي تسمح للقرارات أن تتحول إلى تصرف أخلاقي. أن الأهداف المحددة لمؤسسة ككل وللأفراد والأقسام كجزء يمكنها أن تؤثر على السلوك الأخلاقي. فأن المؤسسة التي يضع مديرها أهداف غير واقعية لأداء الموظفين ستجد الكثير من الغش والكذب والأفعال السيئة الأخرى لأن الموظفين سيحاولون حماية أنفسهم. بعض الشركات الأخرى تشجع على التصرف الأخلاقي بإعطائها الدعم للموظف عندما يكون في مأزق أخلاقي. أحد هذه الأساليب هي وجود خط ساخن مع الإدارة يستطيع الموظف من خلاله السؤال عن ما يجب عمله حتى ينفذ ما يطلب منه بصورة مرضية دون الحاجة للكذب. بعض الشرالأخلاقية:خاص للرد على أي استفسار من العاملين للمحافظة على السلوك الأخلاقي داخل المنشأة.

Ø                        القيادة الأخلاقية :

التنفيذيون لا يجب إن يتكلمون عن السلوك الأخلاقي فقط بل يجب أن يظهر ذلك في كل تصرفاتهم أيضا. هذا المبدأ يتطلب أن يكونوا شخصيا ملتزمين بقيم ومبادئ المؤسسة ومستعدون أن يتصرفوا على هذا الأساس. ويجب على القائد الأخلاقي أن يتقدم خطوة أبعد ويطالب الموظفين على كل المستويات أن يتحملوا المسئولية الأخلاقية كقادة أمام من هم أقل منهم في المستوى. وطبعا لسوء الحظ ليست كل المؤسسات قادرة على إنشاء هذا الإطار الصلب من السلوك الأخلاقي.

Ø                        بعض أسباب الانهيارات الأخلاقية للشركات و المؤسسات :

1-         الضغوط التي يفرضها بعض المديرين على الشركة ليستمروا في مناصبهم.

2-         الخوف والصمت إزاء تجاوزات الكبار في المؤسسة.

3-         وجود مجلس إدارة ضعيف تمزقه الخلافات والصراعات.

4-         الاعتقاد بأن حسن أداء بعض المهام يستلزم أحيانا اتخاذ أساليب غير أخلاقية.

 

Ø                        الخاتمة :

وللوصول لمثل هذه الأخلاقيّات التي يجب أن تسود في المجتمعات على الصعيد الإجتماعي والأسري والعملي لا بدّ من التحلّي بمكارم الأخلاق التي حثّ عليها الإسلام إذ أن الإنسان هو أكرم المخلوقات في الوجودوكرامة الإنسان بمعاملته المعاملة الحسنة والمتميّزة. ومابذلته الحضارات البشريّة سابقاً وحاضراً إلا من أجل سعادته ورقيّه وتشريفه. وسعادته ورقيّه عبر إنسانيّته.

وقد تميّزت الحضارة الإسلاميّة عن غيرها من الحضارات أنها اعتنت بالإنسان سواء من الجوانب الإنسانيّة والأخلاقيّة أكثر من الجوانب الغريزيّة والماديّة التي هي بدورها جوانب مهمّة يجب أن يعمل على تهذيبها وضبطها ولم يغفل عنها الإسلام بل اعتنى بها وأعطاها شيئاً من الأهميّة والإسلام لم يركّز فقط على الجوانب الأخلاقيّة في كلّ المجالات لأنّ رقي المجتمعات لايقاس فقط بالأخلاق والآداب الإجتماعيّة إنّما على المنجزات والإكتشافات العلميّة أيضاً ولكن الأصل أن لا تطغى المادّة على القيم بل سيادة القيم الإنسانيّة’ هي الأساس في نشر الحب والإيثار والتضحية والإستقامة والسلوك والمعاملة ولمّا كان الأفراد هم دعائم المجتمعات والدعائم أساس في كل نهضة إجتماعيّة كان لابدّ من التركيز على مكارم الأخلاق لينمو فيها جوانب الخير و البناء والعطاء وتنحدر عوامل الشر والهدم والفساد. لذا فموضوع الأخلاقيّات موضوع في غاية الأهميّة يجب التركيز عليه والعناية به كمنظومة شاملة حتّى تتأصل في الفرد والأسرة والعمل والمجتمع فتؤتي ثمارها على الجميع.


https://abhaskom.blogspot.com/


هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع