القائمة الرئيسية

الصفحات

الاعجاز العلمي في جسم الانسان


الاعجاز العلمي  في جسم الانسان

مقدمه :
لقد ذكر القرآن الكريم والسنة المطهرة منذ أربعة عشر قرنا مضت الحقيقة العلمية بأن التخلق البشري يتم على مراحل.... ولم تكن هذه الحقيقة معروفة للعلماء من غير المسلمين حتى منتصف القرن التاسع عشر , كما كان كثير منهم يعتنق النظرة الأغريقية بأن الجنين يتخلق من دماء الحيض قبل اختراع الميكروسكوب في القرن السابع عشر . ورفض الأمام ابن حجر وغيره من علماء المسلمين هذه النظرة واستدلوا على ذلك بالشواهد القرآنية والحديث الشريف مثل قوله تعالى{ألم يك نطفة من مني يمنى}على الرغم من افتقارهم إلى الأجهزة العلمية لتقديم برهان تجريبي. وتوضح تلك الشواهد أن التخلق البشري يحدث من نطف كل من الذكر والأنثى . وبعد اختراع الميكروسكوب وما ترتب عليه من اكتشاف المنوي اعتقد العلماء أن كل خلية منوية ذكرية تحمل كائنا بشريا كامل الخلق دقيق الحجم وقادهم ذلك الى تجاهل المساهمة الوراثية للأنثى في تخلق الجنين . ثم اكتشفت البييضة في القرن الثامن عشر , واتجه العلماء الى الأعتقاد بوجود كائن بشري متكامل التخلق دقيق الحجم فيها وهكذا فقد سادت الأفكار القاصرة بالنسبة لدور الذكر في النسل .ونتج عن تلك النظريات اعتقاد بأن كائنا بشريا متكامل التخلق ينبغي أن يكون موجودا من بدايةالحمل . وفي خلال القرنين الأخيرين اكتشف أن تخلق الجنين يتم على مراحل .ولازال العلماء رغم ذلك يجدون صعوبة في اختيار تسميات مناسبة لوصف الملامح الأساسية لكل مرحلة .والتسميات المستعملة حاليا لوصف هذه المراحل لاتبرز الصفات المميزة للجنين في كل مرحلة , وقد يستعمل الترقيم العددي لذلك دون أشارة الى أي وصف . أما التسميات الواردة في القران الكريم فهي مناسبة , ومعبرة وكل تغير أساسي أو مرحلة قد أعطى تسمية شاملة لوصف التغيرات الداخلية , والأوصاف الخارجية لتطور الجنين . وبالأضافة ألى ماسبق فقد وصف القران الكريم الرحم بأنه ( قرار مكين ) وتفيد علومنا الحديثة أن هذه الأوصاف تتضمن الخصائص والوظائف الأساسية للرحم . فكونه قرارا (مكان استقرار ) يشير ألى علاقة الرحم بالجنين . وكونه مكينا ( أي مثبت بقوة ) يشير ألى علاقة الرحم بجسم الأم . والمصطلحات القرانية: نطفة , علقة , مضغة , تشير الى أحجام صغيرة جدا للجنين ويبلغ قطر النطفة الذي يمكن رؤيته بالميكروسكوب فقط (0,1 مم) أما العلقة فطولها يتراوح بين ( 0,7- 3,0 مم) وطول المضغة ( 3,2- 13مم). ونظرا لصغر الحجم في هذه المراحل فأن العلماء لم يتعرفوا على ملامحها التفصيلية حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين . وتقرر الآيات القرانية الكريمة أيضا تتابع المراحل كلها , والوقت النسبي بين كل مرحلة والتي تليها .وعلاوة على ذلك تنقسم كل مرحلة الى أطواربحيث يوجدوصف كامل لسائر المراحل ...من مرحلة النطفة الى نهاية فترة تكون الجنين . وتلتقي ملاحظات العلم الحديث مع ما ذكرته الآيات القرانية منذ (1400) عام التقاء تاما وتعد التسميات القرانية في دقة وصفها دليلا اخر على مصدرها الألهي لخروج ذلك عن طاقة البشر في عهد النبوة...ولا يمكن أن يتأتى ذلك كله ألا عن علم شامل ومحيط .....من الله العليم الخبير .
vالاعجاز لغة:
1-  العين والجيم والزاء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على الضَّعف، والآخر على مؤخَّر الشيء، فالأول عَجَزَ عن الشيء يَعْجِزْ عَجْزًا، فهو عاجزٌ، أي ضَعيف، وقولهم إنّ العجزَ نقيضُ الحَزْم فمن هذا؛ لأنه يَضْعُف رأيُه.
2- عجز: أعجزني فلان إذا عجزت عن طلبه وإدراكه.
3- وَأَعْجَزْتُ فُلاناً وَعَجَّزْتُهُ وعاجَزْتُهُ جَعلْتُهُ عاجزاً، قال: {وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ}.
الإعجاز اصطلاحاً:
1-هو: المعجزة أمر يجريه الله تعالى على يد نبيه، أو علم يبديه في قوله، لا يقدر أحد من الخلق على الإتيان بمثله في زمانه، يكون دليلاً على نبوته لخروجه عن طاقة الخلق.
2- "كل مزية في القرآن خارجة عن طاقة المخلوقين، أو علمهم وقت نزول القرآن".
3- "إخبار القرآن الكريم والسنة النبوية بحقائق العلم التجريبي التي ثبت عدم إمكان إدراكها إلا بالوسائل البشرية التي لم تكن في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام". يؤخذ على هذا التعريف أنه استبعد الحقائق غير الكونية، كالإعجاز في علوم التاريخ والاقتصاد والتشريع.
4-  "تأكيد الكشوف الحديثة الثابتة والمستقرة، للحقائق الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية".
ويؤخذ على هذا التعريف قوله "للحقائق الواردة في القرآن والسنة"، فهذا إطلاق لا يقبل، وذلك لأن كثيراً من حقائق القرآن الكريم والسنة النبوية، لا تدخل تحت علوم البشر.
5- هو ما يأتي به المدّعي لمنصب من المناصب الإلهيّة: من الاُمور الخارقة للعادة النوعيّة، والنواميس الطبيعيّة، والخارجة عن حدود القدرة البشريّة، والقواعد والقوانين العلميّة، وإن كانت دقيقة نظريّة، والرياضات العلميّة وإن كانت نتيجة مؤثِّرة، بشرط أن يكون سالماً عن المعارضة عقيب التحدّي
vالإعجاز العلمي في الاصطلاح
نورد تعريفين ونذكر التعريف المختار
1- الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية هو الإخبار بحقائق دائمة في شتى العلوم دون الاستعانة بالوسائل البشرية: كالتعليم والمعرفة المكتسبة بوسائلها المختلفة، مما يؤكد أن القائل بالحقائق في شتى أمور الحياة موحى إليه من الله سبحانه وتعالى بما تحدث به؛ ليكون ذلك شاهداً على ألوهية رسالته، وصدق دعوته، وقد تحقق ذلك الإعجاز العلمي لخاتم الرسل والأنبياء سيدنا محمد (ص).
2 -الإعجاز العلمي: هو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول (ص)، وهذا مما يظهر صدق الرسول محمد فيما أخبر به عن ربه سبحانه.
vالتعريف المختار:
الإعجاز العلمي: المطالب القرآنية العلمية التي لم يطلع عليها أحد قبل نزول الآية ثم يكتشف فيما بعد ذلك وتثبت علمياً, ولم يمكن ادراكها بالوسائل العادية في زمن النزول..
خلق الإنسان: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ}
مع الآيات القرآنية وخلق الإنسان للقرآن الكريم عبارات متنوعة حول بداية ظهور الإنسان، يقول في أول آية بهذا الخصوص:
{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ}.
ويقول في الآية الرابعة: {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ}.
ويقول في الآية الثالثة: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ}.
ويقول في الآية 11 من سورة الصافات: {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ}.
ويقول في الآية 26 من سورة الحجر: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}.
وجاء في الآية 14 من سورة الرحمن: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ}.
بأن الله خلق الانسان من تراب ثم حول التراب الى طين ثم حول الطين الى حمأمسنون ثم حول الحمأ المسنون الى صلصال كالفخار
الفرق بين المعجزة والأعجاز العلمي  :
المعجزة خرقٌ لنواميس الكون، لكن الإعجاز العلمي سبقٌ علمي وفق القوانين، أي قانون أكتشف الآن، القرآن أشار إليه، هذا اسمه إعجاز علمي، أما المعجزة خرقٌ لنواميس الكون.
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى ﴾
( سورة الإسراء الآية: 1)
أن يصعد الإنسان في طبقات الهواء في مكان خمسين فوق الصفر، في مكان آخر ألف وخمسمئة فوق الصفر، تعطلت نواميس الكون للنبي عليه الصلاة والسلام، هذه معجزة أما الإعجاز هو قانونٌ ثابتٌ اكتشف الآن والقرآن أشار إليه في وقتٍ مبكر، هذا هو الفرق بينهما.
قال الله تعالى : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) ( أل عمران : 95 )
وقال تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ) ( الأنعام : 2 ) وقال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ) ( المؤمنون : 12 ) وقال تعالى : ( خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ) ( الرحمن : 14 ) وقال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ ) ( الحجر : 26 ) وقال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ) ( الروم : 20
يقرر القرآن الكريم فى هذه الآيات الكريمة وفى غيرها : أن الإنسان خُلق من تراب أو من طين أو من صلصال ، والطين هو التراب إذا أضيف إليه الماء ، والصلصال هو الطين اليابس ، فكلها إذن تراب بإضافة الماء أو بغير إضافته
(((العلم الحديث )))
أثيت العلم الحديث أن جسم الإنسان يحتوي على ما تحتويه الأرض من العناصر فهو يتكون من الكربون ، والأوكسجين ، والفسفور ، والكالسيوم ، والهيدروجين ، والفسفور ، والآزوت ، والكبريت ، والبوتاسيوم ، والصوديوم ، والكلور ، والمغنسيوم ، والحديد ، والمنجنيز ، والنحاس ، واليود ، والفلورين ، والكوبالت ، والزنك ، والألمونيوم ، والسيلكون . وهذه نفسها هى العناصر المكونة للتراب ، وإن اختلفت نسبتها فى إنسان عن آخر ، وفى الإنسان عن التراب ، إلا أن أصنافها واحدة . فحقاً خُلق الإنسان من تراب !!
أليست هذه إحدى معجزات القرآن ؟ !!
والمعجزة الأخرى أن الإنسان يتكون أصلا من النطفة التى تنشأ من اتحاد الحيوان المنوي الذي يفرزه الذكر بالبويضة التي تفرزها الأنثى . وهذه الحيوانات والبويضات تتولد من الدم الذي يتكون من المادة اللبنية الناتجة عن الكيلوس ، وهو عبارة عن نواتج هضم الغذاء الذي هو نبات وحيوان وماء . وكلها مكونة من عناصر التراب ، فالأصل كله إلى التراب . فالإنسان أصلاً آدم – أول البشر – خُلق من تراب بدليل تحليل عناصر جسم الإنسان التى تتكون من عناصر التراب ، ثم توالى خلق ذريته من النطفة التي هي خلاصة التراب . فسبحان الله الذي خلق الإنسان من تراب .
كل واحد منَّا إذا تأمَّل في تركيب بَدَنه، والتناسُق بين أعضاء جسده، وكيف أن الله تعالى اختار أن يكون كل عضو في موقعه الذي هو فيه، وشاء جلَّ وعلا أن يضعه في محله الذي يناسبه، ويؤدي وظيفته المناطة به، فإن المؤمنَ حين يتدبَّر ذلك، ويستشعر قوله تعالى: ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21]، يزداد إيمانه بخالقه، الذي أوجَدَه على هذه الهيئة البديعة، وخَلَقَه بهذه الصورة الفريدة، وتظهر له عظَمة الخالق، وقدرتُه على كل ما يشاء وما يريد، فتضيء قلبَ المؤمن تلك الآياتُ الباهرات، وتسطع له أنوار اليقين، وتنمحي مِن قلبه غمراتُ الشك والريب، وتنقشِع عنه ظلماتُ الجهل، وغياهِب الضلالة.
إن أدلة التوحيد على ربِّه ناطقات، شاهدةٌ بعظمة مدبِّره، ومرشدةٌ إلى بديع صُنعه، فهذا الإنسان مكوَّن مِن قطرة ماء، تقلبتْ وانتقلَت مِن طور إلى آخَر حتى أصبحَت عظامًا، ثم كساها سبحانه وتعالى باللحم، وشدَّها بالأعصاب والأوتار، ونسَجَها بالعروق، وخَلَق الأعضاء وركَّبها تركيبًا بديعًا متناسقًا، لا تحيط العقول البشرية بأسراره، ولا تدرِك الأفهام الإنسانية حقيقتَه وكُنْهَه.
وتوضح الآياتُ القرآنية الكريمة مراحلَ التخلُّق البشري، وتُبيِّنها، ويصِفُها الباري في قوله جلَّ مِن خالق: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 12 - 14].
إذًا؛ فالقرآنُ الكريم وضَع لكل مرحلة من مراحل الخَلْق مسمًّى خاصًّا، وعَبَّرَ بدقةٍ عن التطوُّرات التي تقع في تلك المراحل، حسبَ تَسَلسُلِها الزمنيِّ، حيث فصل بين كل مرحلة منها بحرف العطف (ثم)، الذي يدلُّ على التراخي الزمني بين تلك الأطوار، فأوَّلُ تلك المراحل: النطفة في رحم الأمِّ، الذي هيَّأه الله تعالى وأعدَّه لأن توضع فيه، فهو المراد بقوله سبحانه: ﴿ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ﴾ [المؤمنون: 13]؛ حيث هو الموضع مِن الجسم الذي يَتخلَّق فيه الجنين، ويعيش فيه حتى ولادته.
ثم تكون مرحلة التخليق، التي يَتتابع فيها خَلْق الجنين، حيث تأتي مرحلة العلَقة، ثم المضغة، ثم العظام، ثم كساء العظام باللحم، ويتميَّز هذا الطوْر بانتشار العضلات حول العظام، وإحاطتها بها، كما يحيط الكساء بلابِسِه، وتبدأ الصورة الآدمية بالاعتدال إذا تمَّتْ مرحلة كساء العظام باللحم، كما يوضح ذلك علماء الإعجاز القرآني، ويُبيِّنون أن أجزاء الجسم ترتبط ببعضها، وتكُون أكثرَ تناسقًا، ويمكن للجنين أن يبدأ بالتحرك بعد تمام تكوين العضلات.
ويقول علماء الإعجاز: إن مرحلة النشأة ﴿ خَلْقًا آخَرَ ﴾ [المؤمنون: 14]، التي وردتْ في أواخر الآية، بعد مرحلة الكساء باللحم - تبدأ من الأسبوع التاسع؛ حيث تأخذ أحجام كلٍّ مِن الرأس والجسم والأطراف في التوازن والاعتدال، ويتحدَّد جنسُ الجنين بصفة نهائية، وفي الأسبوع الثاني عشر يتطوَّر بناءُ الهيكل العظْمي، ويظهر الشعر على الجلْد، ويزداد حجم الجنين، وتصبح الأعضاء والأجهزة مهيَّأة للقيام بوظائفها.
وفي هذه المرحلة يتمُّ نَفْخُ الرُّوح، طبقًا لما دَلَّتْ عليه نصوص القرآن والسُّنَّة، وقد ورد في الحديث وصفٌ لتلك المراحل؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أحدكم يُجْمَع خَلْقُه في بطن أمِّه أربعين يومًا، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يُرْسِل اللهُ المَلَكَ فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات، بكتْب رزقِه، وأجَلِه، وعَمَلِه، وشقيٌّ أو سعيد))؛ رواه البخاري ومسلم.
وحين يكتمل خَلْقُ الإنسان، ويتهيَّأ للحياة بعد الشهر السادس، يَدخُل الجنينُ في فترة حضانة تتمُّ في الرَّحِمِ، ويوفِّر الرَّحِمُ الغذاءَ والبيئةَ الملائمةَ لنموِّ الجنين، وتستمرُّ هذه المرحلة إلى طوْر المخاض والولادة، حيث يبدأ طوْر المخاضِ بعد مرور تسعة أشهر قمرية، وينتهي بولادة الجنين، ويمثِّل هذا الطوْرُ مرحلةَ التخلِّي عن الجنين، ودفْعه خارجَ الجسمِ كما يُعبِّر عن ذلك علماء الإعجاز، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ﴾ [عبس: 20].
أي: سَهَّل للجنين طريقًا لتيسير ولادته يخرج منه، ويُبيِّن الأطباء أنه عند بدء المخاض تقوم المشيمة والمبيضان بإفراز هرمون "ريلاكسين" Rilaksien، الذي يُؤدِّي إلى تراخي أربطةِ مفاصلِ الحوض، وتليين عُنُق الرحم، كما تبدأ التقلُّصات في الجزء العلوي من الرحم، الذي يتكوَّن مِن نسيج العضلات المتقلِّصة المتحرِّكة النشطة، حيث تؤمِّن قوةً لازمةً لِدفْعِ الجنينِ خلالَ الجزءِ السفلي الساكن الرقيق من الرحم، كما تَبْرُز الأغشيةُ الممتلئة بالسائل المخاطي على شكل كيس مائي، من خلال عُنق الرحم مع كلِّ تقلُّصٍ من تقلُّصاته، وتعمل على تسهيل تمدُّدِه، وتؤمِّن هذه الأغشية - بعد تمزُّقها - سطحًا لزجًا ناعمًا ينزلق الجنين عليه، فتبارك الله من خالق عظيم.
وإذا كان علماء الإعجاز في عصرنا هذا قد أوضحوا تلك الحقائق التي قرَّرها القرآنُ الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان؛ نظرًا لتوفُّر الإمكانات العلمية، والأجهزة الدقيقة المتقدِّمة، فإني أُورِد هنا أيضًا كلامَ العلَّامة ابن القيم رحمه الله، الذي أشار إلى كثير مما يُعلنه الأطباء اليوم، رغم افتقاره في ذلك الزمن إلى الأجهزة العلميَّة التي تُقَدِّم البراهين التجريبية؛ يقول رحمه الله:
"إن الجنين ما دام في بطن أمِّه قبْل كماله واستحكامِه، فإن رطوباته وأغشيته تكون مانعةً له مِن السقوط، فإذا تمَّ وكمل ضَعُفَت تلك الرطوبات، وانتهكت الأغشية، واجتمَعَت تلك الرطوبات المزلقة فسقط الجنين".
ثم يوضح رحمه الله سببَ بكاءِ الصبي عند الولادة، ويذكُر أن لذلك سببين:
أحدهما: أن حكمة الله تعالى اقتضتْ أنْ وَكَّلَ بكل واحدٍ مِن بني آدم شيطانًا، فهو يَنتظِر خروجه ليقارنه، فإذا انفصل استقبَله الشيطان، وطعَنَه في خاصرته غيظًا عليه، فيصرخ المولود مِن تلك الطعنة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((صياحُ المولود حين يَقَع نزغةٌ مِن الشيطان))؛ رواه مسلم.
وأما السبب الثاني لصراخه فهو: لِمُفارقتِه ما ألِفَه، وما تعوَّد عليه، وخروجِه إلى حالٍ غريب، وانتقالِه مِن جسمٍ حارٍّ إلى هواءٍ باردٍ، ومكانٍ لَم يألفْه، فيستوحش مِن مفارَقةِ وطنِه ومألفِه؛ والله أعلم.
وكل ذلك مما يدعو إلى التفكُّر في عظيم مخلوقات الله، والتأمُّل في أنفسنا، والاستدلال بما في ذلك من الإعجاز الدال على عظَمة الخالق، واستحقاقِه العبادةَ وحْده لا شريك له، وصدَق إذ قال في كتابه الكريم: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53].

أمثلة على الإعجاز في خلق الإنسان :
 مراحل خلق الإنسان في رحم أمه قال سبحانه وتعالى: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" (سورة المؤمنين، الآية 12-14)، حيث توضح الآية الكريمة السابقة مراحل خلق الإنسان وهو لا يزال في رحم أمه. يبدأ خلقه بالنطفة والتي ذكرت في اثنتي عشرة آية مختلفة من آيات القرآن الكريم، ويتحول بعدها إلى علقة والتي ذكرت في خمس آيات مختلفة، ثم تأتي بعد العلقة المضغة وذكرت بنوعين منها المضغة المخلقة وغير المخلقة، والتي تتحول بدورها إلى عظام ثم تكسى العظام باللحم ومنها إلى خلق جديد، وبينما وضح القرآن الكريم مراحل خلق الإنسان في رحم أمه بكل دقة في زمن كان يلقب بزمن الجاهلية، إلا أن الإنسان المثقف والمتعلم لم يتمكن من تحديدها إلا بعد مئات السنين.
أجهزة وأعضاء الجسم :
 قال سبحانه وتعالى: " وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ" ( سورة الذاريات، الآية 21)، تحث الآية الكريمة السابقة الإنسان على التدبر والتمعن في خلقه لإدراك إعجاز الله تعال في ذلك، ومن مظاهر هذا الإعجاز ما يلي:
 العين البشرية:
 أكدت الدراسات الحديثة بأن كل إنسان يمتلك مجموعة نسيجية خاصة به بحيث يكون من المستحيل أن تتشابه مجموعتان نسيجيتان إلى حد التطابق لدى فردين مختلفين، ومنها قزحية العين فعلى الرغم من وجود مئات الملايين من الناس على كوكب الأرض فمن المستحيل أن تتطابق أو حتى تتشابه إلى حد كبير قزحيتان لشخصين مختلفين حتى إن كان أحدهما قد فارق الحياة قبل زمن طويل.
 انقسام الخلايا، يبدأ الإنسان من خلية واحدة مخصبة ثم تنقسم هذه الخلية إلى عشرات الخلايا المتخصصة والمختلفة عن الخلية الأصلية في وظائفها وتكوينها، فتتطور فيما بعد إلى أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة، أما بعد انتهاء تشكل الجسم البشري فيقتصر انقسام الخلايا على إنتاج خليتين متشابهتين ومتطابقتين للخلية الأصلية، ويصل عدد خلايا الإنسان إلى ما يزيد على 100 ترليون خلية والتي بدأت جميعاً من خلية واحدة فقط.
غيض الأرحام: ذكر مصطلح غيض الأرحام في القرآن الكريم في عدة مواضع، بمعنى موت الجنين في مراحل الحمل الأولى وجفافه وتلاشيه حتى يصبح رقيقاً كالورقة قبل سقوطه من رحم أمه، بالإضافة إلى جفاف السائل المحيط به والمشيمة المغذية له تدريجياً مع موت الجنين، الأمر الذي تم تفسيره وتوضيحه في زمننا الحالي بعد تطور علم الأجنة الوصفي والتجريبي.
أولا: الظلمات الثلاث
   قال تعالى : (خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الانعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث )
    دلت الأبحاث في علم الاجنة أنه وقت تكوين الجنين في أرحام الامهات تنشأ البويضة في أحد مبيضي المرأة حتى إذا اكتمل نضجها انطلقت منه فيتلقفها أحد بوقى فالوب وهو اسم العالم الذى اكتشف هذين البوقين ثم تمضى إلى الرحم وتبدأ مراحل التطور، وفى الرحم يمضى الجنين بقية مدة الحمل حتى يكون لنفسه  الاغلفة الثلاث التى تحيط به، ويقرر العلم في تفسير الظلمات الثلاث أنها المبيض وقناة فالوب والرحم لانها تقع في مواضع متفرقة، أما تفسيرها بأنها البطن والرحم والمشيمة فهى تعتبر ظلمة واحدة لانها في مكان واحد، وهكذا نرى القرآن قد أومأ إلى هذه الحقائق في وقت لم يكن العلم قد عرفها، فهل لهؤلاء المكذبين للقرآن ورسالة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم أن يراجعوا أنفسهم ويؤمنوا بالله الواحد الاحد منزل القرآن معجزة من لدنه ليكون للعالمين بشيرا ونذيرا  .
   فإن الآية تشير إلى أن الإنسان يتكون في رحم أمه من خلال ثلاث مراحل محددة. وبالفعل فقد كشف علم البيولوجيا الحديث أن مراحل تطور الجنين تتم في ثلاث مناطق محددة من رحم الأم. حيث نجد في كل كتب علم الأجنة التي تدرّس في اختصاصات الطب أن هذه المعلومات من أساسيات المعرفة في هذا المضمار. فعلى سبيل المثال في كتاب ''أساسيات علم الأجنة البشرية'' وهو مرجع أساسي في هذا الحقل نقرأ ما يلي :
أن الحياة في الرحم تكون على ثلاث مراحل المرحلة الأولى وهي مرحلة ما قبل الجينية المرحلة الجنينية وتكون في الأسبوعين والنصف الأولى، ثم تليها مرحلة الحميل وتستمر حتى نهاية الأسبوع الثامن، ثم تأتي بعدها مرحلة الجنين التي تمتد من الأسبوع الثامن وحتى الولادة .18
المرحلة ما قبل الجنينية
في هذه المرحلة تكبر البويضة الملقحة عبر الانقسام، وعندما تصبح مجموعة من الخلايا تدفن نفسها في جدار الرحم حيث تستمر الخلايا في النمو وتنظم نفسها في ثلاث طبقات:
المرحلة الجنينية غير الناضجة '' مرحلة الحمل.
المرحلة الثانية تستمر خمسة أسابيع ونصف وخلال هذه المرحلة التي يسمى فيها الطفل حميلاً تبدأ الأعضاء والأجهزة الأساسية بالظهور على شكل طبقات من الخلايا. المرحلة الثالثة، هذه المرحلة تبدأ في الأسبوع الثامن من الحمل وتستمر حتى لحظة الولادة، ومن خصائصها المحددة أن الجنين يبدو وكأنه إنسان له وجه ويدان ورغم أنه لا يتعدى طوله ثلاثة سنتمترات وفيها تتميز كل أعضائه وتستمر هذه المرحلة حوالي الثلاثين أسبوعا حيث يستمر نمو الجنين حتى موعد الولادة.
هذه المعلومات حول تطور الجنين في رحم أمه لم تكن لتتوفر لولا وجود تقنيات المراقبة الحديثة. ومع ذلك فان القرآن كشف عنها بطريقة إعجازية في آياته تماما كما كشف عن حقائق علمية أخرى. وكون القرآن الكريم قد أعطى هذه المعلومات الدقيقة والمفصلة في وقت كانت المعلومات الطبية بين أيدي الناس نادرة دليل واضح على أن القرآن الكريم ليس كلام بشر بل هو كلام الله سبحانه وتعالى .
ثانيا :  أطوار خلق الإنسان قال تعالى في سورة المؤمنون:   ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة، فخلقنا العلقة مضغة، فخلقنا المضغة عظاما، فكسونا العظام لحما، ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين .
   أشارت الآية الكريمة إلى أول طور من أطوار خلق الانسان هو طور خلق آدم أبى البشر من طين، والطين كما هو معلوم خليط من ماء وتراب، والتراب يتكون أصلا من عدة عناصر مختلفة والعناصر في الطبيعة يبلغ عددها نحو تسعين عنصرا، والطينة التى خلق منها آدم كانت خلاصة مستخرجه من هذه العناصر، وأشارت الآية بعد ذلك إلى العلقة والنطفة والمضغة وما تلا ذلك من تطورات في تكوين الجنين وقد أئبتت هذه التطورات التى ذكرها القرآن الصور الفوتوغرافية التى سجلتها آلات التصوير الدقيقة لها وهى تطابق ما جاء في القرآن عن تسلسلها حالة بعد حالة وشكلا بعد شكل في بطن الام
{ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوَلاَ تُصَدِّقُونَ. أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ءَأنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الخَالِقَونَ }
إن الوجوه الإعجازية في خلق الإنسان مذكورة في هذه الآية وكثير غيرها من الآيات. وقد ذكر في الآيات بعض المعلومات التفصيلية التي يستحيل أن يعرفها إنسان عاش في القرن السابع الميلادي. ومن هذه المعلومات:
- إن الإنسان لم يخلق من المني بشكل كامل بل من جزء معين من السائل المنوي.
- إن الجنين يلتصق برحم الأم مثلما تلتصق العلقة بالجسم.
- إن الجنين يتكون في ثلاث مناطق مظلمة في الرحم  
ثالثا : الرجل هو من يحدد جنس الجنين
   حتى زمن قريب كان الاعتقاد السائد أن جنس المولود تحدده خلايا الأم أو على الأقل تحدده خلايا الأم والأب مجتمعة. ولكن القرآن أعطانا معلومات مختلفة عن هذا الموضوع حيث ذكر أن الذكورة والأنوثة تخلق من نطفة إذا تمنى
{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى }
إن التطورات الحاصلة في علم الجينات والبيولوجيا أثبتت دقة المعلومات التي أعطاها القران الكريم وقد فهم آلان أن جنس المولود تحدده نطف مني الرجل وان المرأة لا دور لها في هذه العملية.
الكروموزومات هي العنصر الرئيسي في تحديد جنس المولود اثنان من (46) كروموزماً تسمى كرموزومات الجنس مسؤولة عن تحديد بنية الإنسان وهي x و y في الذكور و xx في الإناث، حيث يشبه شكل الكروموزومات هذه الأحرف إن تكون الإنسان يبدأ بتقاطع واحدة من هذه الكروموزومات التي توجد في الذكر وفي الأنثى على شكل أزواج. وكل مكونات الخلية الجنسية للأنثى التي تنقسم خلال الإباضة أي بعد خروج البويضة من المبيض تحمل كروموزوم اكس من ناحية أخرى الخلية الجنسية للرجل تنتج نوعين مختلفين من النطف أحدهما يحتوي على كروموزوم '' x'' والثاني يحتوي على كروموزوم '' y ''. إذا اتحد كروموزوم '' x'' من المرأة مع نطفة تحتوي على كروموزوم '' x'' من الرجل يكون المولود أنثى وإذا كانت النطفة تحتوي على كروموزوم '' y '' يكون المولود ذكرا.
وبكلمات أخرى إن جنس المولود تحدده كرموزومات الذكر التي تتحد مع بويضة المرأة.
   ولم يعرف أي من هذه المعلومات قبل أن يكتشف علم الجينات في القرن العشرين وبالفعل فإن الكثير من الحضارات كانت تعتقد أن جنس المولود يحدده جسم الأنثى ولهذا كانت المرأة ملامة إذا أنجبت أنثى.
   في حين أن القرآن الكريم كشف معلومات تنفي هذه الخرافات قبل ثلاثة عشر قرنا من اكتشاف جينات الإنسان وأشار إلى أن أصل جنس المولود لا يعود إلى المرأة بل إلى المني الذي يأتي من الرجل    .
رابعا : الإعجاز في كلمة العلق
يستخدم الله سبحانه وتعالى لفظ (علق) إذ يقول تعالى:
{اقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ }
والعلق في اللغة : هو الشيء الذي يلتصق في مكان ما والكلمة بحرفيتها تستعمل أيضا لوصف العلق الذي يلتصق بالجسم ليمتص الدم.
وطبعاً فإن استخدام الكلمة المناسبة لوصف تطور الجنين في رحم الأم تثبت مرة أخرى أن القرآن وحي من الله سبحانه وتعالى وأنه كلام الله .
الخاتمة :
من خلال كتابتنا لهذا التقرير ، زادت معرفتنا لمراحل خلق الإنسان ، وإدراك مدى إبداع الخالق في خلق الإنسان ، الذي هو أحسن مخلوقاته ، و وهبه النعم الكثيرة التي لاتعد ولا تحصى .
ولا أحد يستطيع أن ينكر شدة ودقة خلق الإنسان ،فكثيرٌهم الذين أسلموا بسبب تفكيرهم وتأملهم في خلق الله ، فالأنسان هو أحسن مخلوقاته ، خلق من طين إلى أن أصبح أنسان في الشكل الذي نراه الآن ، بداخله ملايين الجزئيات والخلايا ، والأنسجة والأجهزة . . فـعلى جميع أولي الأبصار التفكر والتأمل في خلق الله كي يزدادوا إيمانا فوق إيمانهم ..
فالحمدلله الذي وهبنا جسداً دقيقاً صحيحاً معافى من الأمراض والأسقام ، والحمدلله الذي خلقنا فأحسن صورنا . .



هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع