القائمة الرئيسية

الصفحات

أسباب الوقوع في الفاحشة وسبل الوقاية منها


أسباب الوقوع في الفاحشة وسبل الوقاية منها

https://abhaskom.blogspot.com/



إن لكل جريمة أسبابها ودوافعها المؤدية إليها، وحتى نأمن وقوع أي فاحشة لا بد أن نسعى جادين إلى منع الأسباب المفضية إليها، فمتى ما وجدت الأسباب والدوافع وجدت النتيجة الحتمية غالباً، لذا جاء الإسلام بقاعدة سد الذرائع المفضية إلى كل شر. قال تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً)
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي: النهي عن قربان الزنا أبلغ من النهي عن مجرد فعله، لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه، فإن (من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه)، خصوصاً هذا الأمر الذي في كثير من النفوس، أقوى داع إليه.

الأسباب المؤدية إلى الوقوع في الفاحشة:

أولاً:ضعف الإيمان وعدم خوف الله ومراقبته:
فضعف الإيمان في النفوس وعدم الخوف من الله وعدم مراقبته سبحانه أدى إلى الوقوع في كل جرم، فإذا كان المرء لا يرجو ما عند الله ولا يخشى وعيده فما الذي يمنعه من الحرام لاسيما مع وجود المغريات بجميع أنواعها.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)، لذا فإن تعميق الإيمان في النفوس وزرع خوف الله ومراقبته لدى جميع أفراد المجتمع من أهم الحواجز الواقية من الوقوع في الحرام بإذن الله تعالى، فإذا ما عرضت دواعي الوقوع في الحرام تذكر المسلم قول الله: (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)

ثانياً: غياب التوجيه من قبل الأسرة والمربين:


إن مسؤولية تربية الأولاد مسؤولية عظمى تقع بالدرجة الأولى على كاهل الأسرة وبالذات الوالدين. فعدم متابعة الأولاد ومراقبتهم وتوجيههم إلى الخير وتحذيرهم من الشر منذ نعومة أظفارهم حتى بلوغهم الحلم أدى ويؤدي إلى انحرافهم وضياعهم ومن ثم الوقوع فيما لا تحمد عواقبه. فعلى الوالدين أن يتقوا الله ربهم في تربية أولادهم وأن يدركوا عظم هذه الأمانة، أمانة تربية الأولاد وقد قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ
إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)
لقد حرص الإسلام على صيانة الأسرة من الضياع والانهيار الخلقي وأحاطها بسياج منيع من الآداب والأخلاق لتبقى النفوس طاهرة وسليمة من العطب لا تثار فيها الشهوات ولا تهاج فيها الغرائز، وما على الوالدين إلا السعي لغرس مبادئ الإسلام وأخلاقه في نفوس أولادهم.

ثالثاً: إطلاق النظر إلى الحرام:

وهو من أخطر دواعي الزنا وأبرزها، وهو بريد الزنا. فإطلاق النظر إلى النساء وإلى كل ما يثير الشهوة من دواعي الزنا القوية سواء كان هذا النظر مباشرة أو عبر التلفاز أو أشرطة الفيديو الساقطة أو المجلات الهابطة التي تعرض النساء والعري الفاضح.

تجنب الوقوع في الفاحشة :

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ليعمر الأرض، والله سبحانه وتعالى يعلم أنّ الإنسان سيرتكب الكثير من المعاصي، ولكنه عزّ وجلّ ترك له باب التوبة من المعاصي مفتوحاً على مصراعيه، لذا يجب على المسلم والمسلمة التوبة إلى الله سبحانه وتعالى في كل لحظة من كل أمر يقع فيه، فكيف للعبد أن يتوب من ذنوبه؟
روى مسلم عن أبي هريرة (رض)، عن النبي (ص) في ما يحكي عن ربه عزّ وجلّ، قال: "أذنب عبد ذنباً. فقال: اللّهمّ اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً، فعلم أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثمّ عاد فأذنب. فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً، فعلم أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك". قال عبدالأعلى: لا أدري أقال في الثالثة أو الرابعة: "اعمل ما شئت".
-       البعد عن أسباب المعصية، فإن كل معصية لها سبب يدفع إليها ويقويها، ويسهم في الاستمرار فيها. ومن أصول العلاج البعد عن كل سبب يقوي المرض.
-       الحذر من رفقاء السوء، فإن بعض الشباب يريد ترك المعصية ولكن صديقه يدفعه إليها، وفي الحديث الصحيح: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل". لذا يجب على المسلم العاقل أن يبتعد عن صديق السوء قبل أن يصبح ممن قال الله تعالى عنهم: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا) (الفرقان/ 27-29).
-       تذكر فجأة الموت، يقول الله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (العنكبوت/ 57)، فليتخيل الإنسان أنّ الموت قد يأتيه وهو يقارف المعصية، ويسأل نفسه ماذا سيتمنى حينها؟ قال الله سبحانه وتعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (المؤمنون/ 99-100). إنّه يتمنى الرجوع إلى الحياة، لا ليستمتع بها ولكن ليعمل عملاً صالحاً على خلاف الذنوب والمعاصي التي كان يرتكبها.
-       تذكر الميزان يوم القيامة، وهو ميزان دقيق توزن به الحسنات والسيئات، قال الله سبحانه وتعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء/ 47)، وليسأل نفسه عن طبيعة أعماله التي ستوضع في هذا الميزان، هل هي طاعات وأعمال صالحة؟ (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المؤمنون/ 102)، أم هي سيئات وذنوب؟ (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) (المؤمنون/ 103).

https://abhaskom.blogspot.com/


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع