القائمة الرئيسية

الصفحات


الحجاب

https://abhaskom.blogspot.com/


مقدمة :

الحجاب تاج المرأة المسلمة، وهو من الفروض التي فرضها الله تعالى على جميع نساء المسلمات، فالحجاب له مميزات عديدة منها محافظة على كرامة المرأة وإظهارها في شكل يتسم بالعفاف، ويبعدها عن مظاهر التبرج الجاهلي ويساعدها على الاستقرار النفسي
فالحجاب هو من المظاهر الإيمانية للمجتمعات الإسلامية الفاضلة، وهو من المظاهر الصحية التي تدل على سلامة العقيدة وقوة الإيمان بالله واليوم الآخر والخوف من النار والطمع في رحمة الله والفوز بالجنة،
ولذا سوف أقوم بتعريفكم على كل ما يخص الحجاب، حيث سأوضح معلومات هامة عن حجاب المرأة المسلمة وشروطها ومواصفاتها.

تعريف الحجاب

الحجاب في اللغة: هو الستر ويقال حجب الشيء بالشيء أي ستره فلم يظهر منه أي جزء.
الحجاب في الاصطلاح: هو اللباس الشرعي السايغ الذي تتستر به المرأة المسلمة، ليمنع الرجال الأجانب من رؤية شيء من بدنها.

شروط وموصفات الحجاب

1.   يجب أن يتحقق الحجاب عند تطبيق الشروط الثمانية:
2.   يجب أن يكون ساترا لجميع بدن المرأة.
3.   ان يكون فضفاضا، غير ضيق.
4.   ان يكون صفيقا، لا يشف عما تحته.
5.   ان لا يكون مزينا يستدعي أنظار الرجال.
6.   ان لا يكون مطيبا باي نوع من أنواع الطيب (الروائح).
7.   ان لا يكون لباس شهرة.
8.   ان لا يكون لباس الرجل.
9.   ان لا يشبه لباس الأجانب.

شروط الحجاب الشرعي :

فرض الله تعالى الحجاب على المرأة المسلمة تكريما لها ، و حفاظا على مكانتها السامية من أن تمس بسوء من الفساق و أشباه الرجال . كما أن الحجاب يمنع من وقوع الرجال في فتنتهن ، و يحفظهن من الأذى المترتب على ذلك .
ففي الإسلام يجب على كل امرأة مسلمة أن تلبس الحجاب الشرعي أمام الرجال الأجانب ، و هم جميع الرجال باستثناء المحارم ، و هم :
( 1
ـ الآباء 2 ـ الأجداد 3 ـ آباء الأزواج 4 ـ أبناء الأزواج 5 ـ أبنائهن 6 ـ الأخوة 7 ـ أبناء الأخوة 8 ـ أبناء الأخوات 9 ـ الأعمام 10 ـ الأخوال 11 ـ المحارم من الرضاع ) .
و تحرم مخالفة شرط من شروط الحجاب الشرعي الثمانية أينما وجد الرجال الأجانب . فبعض النساء يرتدين حجابا شرعيا خارج بيوتهن ، و لكنهن يخالفن بعض هذه الشروط أمام بعض أقاربهن كأبناء أعمامهن ، أو أبناء أخوالهن فيغطين رؤوسهن ، و لكنهن يلبسن لباسا محددا للجسم كالبلوزة مثلا ، فيقعن بذلك في الحرام و الإثم .

و شروط الحجاب الشرعي هي :

1 ـ أن يكون ساترا لجميع العورة : أجمع أئمة المسلمين كلهم ـ لم يشذ عنهم أحد ـ على أن ما عدا الوجه و الكفين من المرأة داخل في وجوب الستر أمام الأجانب . قال الجزيري في كتابه الفقه على المذاهب الأربعة ج 5 / ص 54 : ( عورة المرأة عند الشافعية و الحنابلة جميع بدنها ، ولا يصح لها أن تكشف أي جزء من جسدها أمام الرجال الأجانب ، إلا إذا دعت لذلك ضرورة كالطبيب المعالج ، و الخاطب للزواج ، و الشهادة أمام القضاء ، و المعاملة في حالة البيع و الشراء ، فيجوز أن تكشف وجهها و كفيها . و عورة المرأة عند الحنفية والمالكية جميع بدن المرأة إلا الوجه و الكفين ، فيباح للمرأة أن تكشف وجهها و كفيها في الطرقات ، و أمام الرجال الأجانب . و لكنهم قيدوا هذه الإباحة بشرط أمن الفتنة . أما إذا كان كشف الوجه و اليدين يثير الفتنة لجمالها الطبيعي، أو لما فيهما من الزينة كالأصباغ و المساحيق التي توضع عادة للتجمل أنواع الحلي فإنه يجب سترهما ) . و كذا ورد في كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للدكتور وهبة الزحيلي ج 1 / ص 585 .أما تفصيل أقوال الفقهاء فهي كالتالي :

1
ـ الحنفية : قال ابن عابدين ( المتوفى سنة 1200 هـ ) في كتابه رد المحتار ج 1 / ص 272 : ( تمنع المرأة الشابة ، و تنهى عن كشف الوجه بين الرجال لا لأنه عورة ، بل لخوف الفتنة ، أي : تمنع من الكشف لخوف أن يرى الرجال وجهها ، فتقع الفتنة لأنه مع الكشف قد يقع النظر إليها بشهوة ) و قال الزيلعي ( المتوفى سنة 700 هـ ) في كتابه البحر الرائق / كتاب الصلاة تمنع المرأة الشابة من كشف وجهها بين الرجال في زماننا للفتنة )وقال الطحطاوي في حاشيته على مراقي الفلاح ص( 131 ) و مَنْعُ الشابة من كشفه لخوف الفتنة ،لا لأنه عورة )

2
ـ المالكية : قال الدسوقي ( المتوفى سنة 1230 هـ ) في حاشيته على الشرح الكبير للدردير ج 1 / ص 200 يجب ستر وجه المرأة و يديها إذا خيفت الفتنة بكشفها )وقال الدردير ( المتوفى سنة 1201 هـ ) في كتابه الشرح الصغير/باب الصلاة عورة المرأة مع رجل أجنبي منها أي : ليس بمحرم لها جميع البدن غير الوجه و الكفين ، و أما هما فليسا بعورة ، و إن وجب عليه سترهما لخوف الفتنة ) .و قال محمد الخطاب ( المتوفى سنة 954 هـ ) في مواهب الجليل شرح مختصر خليل /كتاب الصلاة إن خشي من المرأة الفتنة يجب عليها ستر الوجه و الكفين ) و قال القرطبي في تفسيره:ج 12 / ص 229: قال ابن خويز منداد ـ و هو من علماء المالكية ـ: المرأة إذا كانت جميلة ،و خيف من وجهها وكفيها الفتنة ،فعليها ستر ذلك

3
ـ الشافعية : قال الباجوري في حاشيته ج 1 / ص 141 عورة المرأة جميع بدنها عند الرجال الأجانب) و في تحفة الحبييب (عورة المرأة بحضرة الأجانب جميع بدنها ) وقال الشرواني في حاشيته على تحفة المحتاج/ باب شروط الصلاة عورة المرأة بالنسبة لنظر الأجانب جميع بدنها حتى الوجه و الكفين)

4
ـ الحنابلة : قال البُهوتي في كتاب كشاف القناع / باب الصلاة : ( و الكفان و الوجه من المرأة البالغة عورة خارج الصلاة ) و قال المرداوي في كتابه الإنصاف : ( المرأة كلها عورة حتى ظفرها ) ، وكذا ورد في كتاب المبدع شرح المقنع لإبراهيم بن مفلح المقدسي / كتاب الصلاة . و جاء في كشف المخدرات شرح أخصر المختصرات: ( كل المرأة البالغة عورة حتى ظفرها و شعرها مطلقا ، إلا وجهها في الصلاة ) .

و هكذا ، فقد ثبت بالإجماع عند جميع الأئمة ( سواء منهم من يرى أن وجه المرأة عورة كالشافعية و الحنابلة ، و من يرى منهم أنه غير عورة كالحنفية و المالكية ) أنه يجب على المرأة أن تستر وجهها عند خوف الفتنة بأن كان من حولها من ينظر إليها بشهوة . كما أنهم اتفقوا على جواز كشف المرأة وجهها ترخصا وضرورة كتعلم، أو تطبب ، أو عند أداء شهادة ، أو تعامل من شأنه أن يستوجب شهادة .

2
ـ ألا يكون زينة في نفسه، أو مبهرجا ذا ألوان جذابة تلفت الأنظار، لقوله تعالى:{ و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } [ النور :31 ] و معنى {ما ظهر منها} أي بدون قصد ولا تعمد ،فإذا كان في ذاته زينة فلا يجوز إبداؤه ،و لا يسمى حجابا ،لأن الحجاب هو الذي يمنع ظهور الزينة للأجانب.فأين هذا الشرط مما تفعله المتحجبات المتبرجات بأنفسهن ؟فعلى من يريد أن ينسب حقا إلى الحجاب الشرعي أن يراعي فيه أن يكون من لون داكن،وأفضل الألوان لذلك اللون الأسود لأنه أبعدها عن الزينة و الفتنة ،كما يجب أن يكون خاليا من الزخارف و الوشي مما يلفت النظر

3
ـ أن يكون سميكا لا يشف ما تحته من الجسم ، لأن الغرض من الحجاب الستر ، فإن لم يكن ساترا لا يسمى حجابا لأن لا يمنع الرؤية ، و لا يحجب النظر ، لقوله e فيما رواه مسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ، و لا يجدن ريحها ، و إن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا ..) و في رواية مسيرة خمسمائة سنة .و معنى قوله e : ( كاسيات عاريات ) أي :كاسيات في الصورة عاريات في الحقيقة لأنهن يلبس ملابس لا تستر جسدا ، و لا تخفي عورة . و الغرض من اللباس الستر ، فإذا لم يستر اللباس كان صاحبه عاريا . و معنى ( مميلات مائلات ) : مميلات لقلوب الرجال مائلات مشيتهن يتبخترن بقصد الفتنة والإغراء .و معنى (كأسنمة البخت) أي : يصففن شعورهن فوق رؤوسهن حتى تصبح مثل سنام الجمل،وهذا من معجزاته صلى الله عليه و سلم

4
ـ أن يكون فضفاضا غير ضيق ولا يجسم العورة ولا يظهر أماكن الفتنة في الجسم ،وذلك للحديث السابق عن(الكاسيات العاريات) و ما تفعله بعض المتحجبات من ارتداء ملابس محددة للخصر و الصدر كالبلوزة و التنورة ، و لو كانت طويلة ، لا يفي بشروط الحجاب الصحيح

5
ـ ألا يكون الثوب معطرا ،لأن فيه إثارة للرجال، فتعطر المرأة يجعلها في حكم الزانية ، لقوله e كل عين زانية ، و المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا و كذا يعني زانية ) رواه الترمذي . أي كالزانية في حصول الإثم لأنها بذلك مهيجة لشهوات الرجال التي هي بمنزلة رائد الزنا .

6
ـ ألا يكون الثوب فيه تشبه بالرجال ، أو مما يلبسه الرجال ، للحديث الذي رواه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( لعن النبي e الرجل يلبس لبسة المرأة ، و المرأة تلبس لبسة الرجل ) ، وقال e فيما رواه البخاري و الترمذي و اللفظ له : ( لعن الله المخنثين من الرجال ، و المترجلات من النساء ) أي المتشبهات بالرجال في أزيائهن و أشكالهن ، كبعض نساء هذا الزمان .

7
ـ ألا تشبه زي الراهبات من أهل الكتاب ، أو زي الكافرات ، و ذلك لأن الشريعة الإسلامية نهت عن التشبه بالكفار ، و أمرت بمخالفة أهل الكتاب من الزي و الهيئة ، فلقد قال e لعبد الله بن عمرو بن العاص حينما رأى عليه ثوبين معصفرين ـ مصبوعين بالعصفر ـ : ( إن هذا من ثياب الكفار فلا تلبسهما ) رواه مسلم .

8
ـ ألا يكون ثوب شهرة ، لقول e فيما رواه ابن ماجه : ( من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ) و ثوب الشهرة هو الثوب الذي يقصد بلبسه الاشتهار بين الناس كالثوب النفيس الثمين الذي يلبسه صاحبه تفاخرا بالدنيا و زينتها ، و هذا الشرط ينطبق على الرجال و النساء ، فمن لبس ثوب شهرة لحقه الوعيد إلا أن يتوب رجلا كان أو امرأة .
و الشروط الثلاثة الأخيرة يجب أن تتقيد بها المرأة المسلمة سواء كانت في دارها ، أو خارجة عنه ، و سواء أكانت أمام أجانب عنها أم محارم . فالواجب على المرأة المسلمة أن تحقق كل هذه الشروط في حجابها ، و كذلك يجب على كل مسلم أن يتحقق أن هذه الشروط متوفرة في حجاب زوجته ، و كل من كانت تحت ولايته ، و ذلك لقوله e فيما رواه البخاري : ( كلكم راع ، و كلكم مسؤول عن رعيته ) ، كما عليه أن يعود بناته منذ سن العاشرة على ارتداء الحجاب الشرعي ، و ليتذكر قوله e فيما رواه الحاكم: ( الحياء و الإيمان قرنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ).

و ليتذكر أخيرا قول الله تعالى : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } [ النور : 63

تاريخ الحجاب

كان الحجاب معروفا عند الأقوام والمجتمعات منذ القدم، وكان الحجاب شعارا لشرف المرأة وشعار الحياء والخفر، وعنوان الطهارة والعفاف، ومن هذه المجتمعات:

1-  الحجاب عند الأشوريين:

الأشوريين هم من أقدم المجتمعات التي أخضعت النساء للحجاب، وهذا ما أكدته الحفريات في أشور القديمة، حيث عثر على لوحات طينية ترجع إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، تحتوي على قواعد قانونية
وقد ذكر في هذه اللوحات أن الرجل الذي يتزوج ينبغي عليه أن يستدعي خمسة أو ستة من معارفه، ويحجب أمامهم المرأة قائلا ((إنها زوجتي)) فتصبح زوجه له.

2-  الحجاب عند اليونان:

اليونان قبل انهيارها كان الحجاب معروفا للمرأة كي يصون شرفها وعفتها، فكان اليونان يبنون بيوتهم إلى قسمين: قسم النساء، وآخر للرجال، وما كان نساؤهم يشاركن في المجالس والأندية المختلطة، ولا يرزن في الأماكن العامة.

3-  الحجاب عند الرومان:

الرومان كانوا في بعض فترات حضارتهم يسلون القوانين التي تحرم على المرأة الظهور بالزنية في الطرقات، بل كان من قوانينهم قانون اوبيا الذي يحرم على المرأة المغالاة في الزينة حتى لو كانت في البيت.
ونقل من دائرة معارف القرن العشرين ((إن عمران المملكة الرومانية كان سببه عدم اختلاط المرأة بالرجل في ميادين العمل يوم كانت النساء يشتغلن في بيوتهن)).

وفي دائرة معارف لاروس قال ((كانت النساء يستعملن الخمار إذا خرجن ويخفين وجوههن وكانت النساء تستعمله في القرون الوسطى، واستمر إلى القرن الثالث عشر حيق صارت النساء يخفن منه إلى إن صار مما هو الأن نسيجا خفيفا يستعمل لحماية الوجه من التراب والبرد)).

·       المرأة قبل الإسلام وبعده في الحجاب

عاشت المرأة قبل الإسلام حقبا من التاريخ عانت فيها اشد العناء من ويلات الذل والمهانة والحرمان وحرمت فيها من معظم حقوقها الإنسانية عموما ناهيك عن الذاتية، وذاقت فيها صنوف الأذى والتعسف والطيان من قبل الرحل، وساء حالها في كل العصور والأمم.
أما عندما جاء الإسلام فقد وصع المرأة في إطار الحقوق والواجبات الشرعية الكاملة التي تحميها من الإهانة والمذلة وحدد لها العلاقات التي تكفل لها السعادة في المنزل والأسرة والمجتمع، وقد زاد المرأة عزة وكرامة وتزكية وطهرا حين أمرها بالحجاب الشرعي ومواره زينتها عن الأجانب حماية لعرضها وصونا لعفافتها بعيدا عن غايات الطامعين ونظرات المغرضين وصونا للمجتمع من دواعي التحلل وإشباب الفساد.

·       الأدلة على فرض الحجاب

يوجد أدلة من الكتاب والسنة تؤكد على فرض الحجاب وهي:

أولا: نصوص من القران الكريم:

_قال تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)) [سورة الأحزاب (59)]
ففي هذه الآية بيان من الله سبحانه وتعالى بوجوب الستر والحجاب على جميع نساء المسلمين، حيث امر الله نبيه بان يأمر أمهات المؤمنين وبنات النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين بالستر وارتداء الحجاب.
_قال تعالى ((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) [سورة النور (30/31)]
وفي هذه الأية تدل على وجوب الحجاب وتنهي عن إبداء الزينة إلا ما ظهر منها، وهو ما لا يمكن إخفاؤه، كالرداء والثياب، أو ما يبدو عن حركة المرأة، أو إصلاح شان من شؤونها، أو ما تكشفه الريح منها، أو ما تدعو الحاجة إلي كشفه وإظهاره.

ثانيا: نصوص من السنة النبوية:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقالت أم سلمة رضي الله عنها-فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبرا، فقالت إذا تنكشف أقدامهن، قال: فيرخينه ذراعا، لا يزدن عليه)).
عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال لتلبسها أختها من جلبابها)).
فهذان الحديثان يدلان على وجوب الحجاب وستره لجميع جسم المرأة وهذا ما فهمته نساء الصحابة رضي الله عنهن

فهذه أم سلمة رضي الله عنها تسال النبي صلي الله عليه وسلم عما ترفع به عن نفسها الخيلاء، وما تحفظ به قدميها من التكشف، فبين لها النبي صلي الله عليه وسلم بانه يجوز للمرأة أن ترخي ذيلها ذراعا ولا تزد عليه، إذا هو كاف في ستر أقدامها، وكان هذا الحرص على ستر القدمين فالأولى ستر مفاتن الجسم ومجامع المحاسن منه.

وهذه أم عطية رضي الله عنها تسال عمن تريد أن تشهد مواطن الخير ودعوة المسلمين، غير إنها لا تجد الستر الكافي لجسمها من الثياب وهو الجلباب، هل يرخص لها أن تخرج بستر اقل من ذلك؟ فيجيبها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((لتلبسها أختها من جلبابها)).

·       فوائد الحجاب

أولا: الفوائد الدينية للحجاب:

الحجاب دليل على إيمان العبد، كما قال الله تعالي ((وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)) [سورة النور الأية (31)]
الحجاب في كتاب الله عز وجل علامة على التقوى وبيان أن الزي سترا جسديا ومظهرا جماليا، كما قال الله تعالى ((يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)) [سورة الأعراف الأية (26)]
الحجاب دليل على الولاء للمسلمين والبراء من المشركين.

الحجاب شعار على التمييز إلي أحد الفريقين لإشاعة قيم المعروف أو قيم المنكر، كما قال الله تعالي ((الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) [سورة النور الأية (67)]
الحجاب دليل على وحدة المنهج الرباني في تربية المسلمين إذ ان وظيفة هذا الدين تزكية الظاهر والباطن، كما قال الله تعالى ((وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ۚ)) [سورة النور الأية (71)]

ثانيا: الفوائد الاجتماعية للحجاب:

حصانة ضد الزنا والإباحية، حيث أن الحجاب وسيلة من جملة الوسائل المتعددة التي شرعها الله تعالى للوقاية من وقوع الفاحشة.
حفظ الأعراض، حيث أن الحجاب حراسة شرعية لحفظ الأعراض ورفع لأسباب الريبة والفتنة والفساد.
معلومات هامة عن التلوث البيئي وانواعه بالمراجع

ثالثا: الفوائد الأخلاقية للحجاب:

طهارة القلوب: فالحجاب داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات وعمارتها بالتقوى.
مكارم الأخلاق: فالحجاب هو لباس الشرف والحشمة والفضيلة في الستر والاحتشام.
حفظ الحياء: فالحجاب يبعث على الحياء ويدفع الرذائل.
حفظ الغيرة: فالحجاب باعث على تنمية الغيرة على المحارم وحفظ النساء وأعراضهن وشرفهن.
المرأة عورة: فالحجاب ساترا لها ولذلك فرضه الله عليها.

رابعا الفوائد الصحية للحجاب:

الحجاب حماية ووقاية للبشرة والراس والعنق من التعرض لأشعة الشمس، وتقلبات الجو.
الحجاب يحافظ على الصحة النفسية للحياء الاجتماعية ووقايتها من الأمراض الروحية النابعة من الخلاعة والتمتع.
الحجاب وقاية من انتشار الأمراض التناسلية، حيث انه يمنع الفاحشة.
الحجاب وقاية من اضمحلال القوى الجسدية.
آداب الحجاب
غض البصر.
ترك إبداء الزينة
أن لا يكون في كلامها لين وخضوع.
إلا تمشي بطريقة تدل على ما تخفي من زينتها.
أن تراعي كل متطلبات الوقار.
عدم مصافحة الرجال باليد.
منع الخلوة.
إلا تسافر إلا مع ذي محرم.
إلا تخرج متعطرة.
البعد عن مواطن الريبة.

التوصيات على الحجاب

ضرورة الدعوة إلى الحجاب بالحكمة والموعظة الحسنة في إطار ربطه بالعقيدة الإسلامية والأحكام الشرعية.
توجيه الأسرة وبالأخص الوالدين إلى الاهتمام بتربية الفتيات منذ الصغر على الحجاب وتعويديهن عليه مع الحث والترغيب والتشجيع.
ضرورة اهتمام المؤسسات التعليمية من المدارس والجامعات ووسائل الإعلام بالحجاب وأثره في حفظ قيم الأمة وأخلاقها.
إجراء دراسات تربوية تتعلق بجوانب أخرى من الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة المسلمة لتعرف المرأة والقائمون على أمرها في المجتمع على الأهداف والوسائل التربوية المناسبة لبناء الشخصية السوية المتكاملة للمرأة المسلمة.
الاهتمام بمسالة الحجاب اهتمام بالغا من قبل الحكومات في مختلف البلاد الإسلامية.
أن تصدر الدولة قرارا يفرض الحجاب على المرأة المسلمة في الشارع العام وفي المدراس والجامعات وأماكن العمل وسن القوانين للمحافظة على الأخلاق والمراعة للمظهر العام.
محاربة المجالات الخليعة التي تفسد الأخلاق ونشر الثقافة الشرعية النافعة.
كيف ويف التيار العلماني الغربي في العالم الإسلامي والعربي وكشف الوجه الأخر البشع للحياة الاجتماعية الغربية وتقديم الإحصاءات ورصد الظواهر في تلك المجتمعات حيث يتبين لهم انه الحق.
تعرف على الأثار النفسية والاجتماعية للانترنت
في نهاية بحث عن الحجاب ارجوا ان أكون قد استوفيت كل العناصر ووضحتها جيدا حتى تساعدكم في معرفة كل ما لا تعرفوه عن الحجاب وارجوا لكم التوفيق والنجاح.



هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع