القائمة الرئيسية

الصفحات



الحــج  (أحكامه وشروطه ) 



https://abhaskom.blogspot.com/




المقدمة :
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة من أخلص له قلبه و انجابت عنه أكدار الشرك وصفا ، و أقر له برق العبودية ، واستعاذ به من شر الشيطان و الهوى ،  وتمسك بحبله المتين المنزل على رسوله الأمين محمد خير الورى صلوات الله و سلامه عليه دائماً إلى يوم الحشر و اللقا ، ورضي الله عن أصحابه و أزواجه و ذريته و أتباعه أجمعين ، أولي البصائر و النهى .
فانطلاقاً من قول الله عز وجل: } وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ  { آل عمران 97 ، وقوله r «خذوا عني مناسككم» وقوله r : «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه». وحرصاً على نشر العلم، ورغبةً في تحصيل الثواب لقوله عليه الصلاة والسلام: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، إن هذه الكلمات العطرة من جهد متواضع أملاه عليَّ حق الأخوة في الله، مبيناً فيه ما يشرع للحاج فعله من نُسك في أيام الحج مقتبساً ذلك من كلام الله تعالى ونور مشكاة هدي نبينا محمد r ومستنيراً بكلام علمائنا الأعلام .

تمهيد :

فإنه لا يجمل بأولي العلم إهمال معرفة الحج وأدلته وحكمه وفوائده ، و هي مشتملة على علوم جمة وفوائد مهمة ، لا يستغني عالم عنها ، ولا يعذر في العرو منها.
موضوعي هو بعنوان الحج و الذي تناولت فيه معنى الحج ، حكم الحج و دليله ، فوائده ، وقت الحج ، على من يجب الحج ، آداب السفر للحج ، أعمال الحج و كيفية التحلل من الحج .

  

الفصل الأول :الحج


  • ·     المبحث الأول : معنى الحج 

   1.  الحج لغة واصطلاحاً
2.  شروط الحج
3.  على من يجب الحج
4.  مواقيت الحج والعمرة 

  ·     المبحث الثاني : حكم الحج ودليله 

   1.  فوائد الحج
2.  منافع الحج


المبحث الأول : معنى الحج  :

الحجُّ لغةً: الحجُّ في اللغة من الجذر اللغوي حجج، والحجُّ القصد، وحجَّ فلانٌ إلى آخر أي قَدِمَ إليه، وحججْتُ فلان أي قصدته واعتمدته، ولذا كان التَّعارف على استعمال لفظة الحج؛ للدلالة على القصد إلى مكة لأداء النُّسك؛ لأنَّ الحج فيه قصدٌ وتوجُّه إلى بيت الله الحرام.
قال تعالى : ) وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ  (   آل عمران 97
فضل الحج : سئل الرسول – r – أي العمل أفضل ؟ قال: (إيمان بالله ورسوله))..قيل ثم ماذا ؟ قال: ((حج مبرور )) " أخرجه الصحيحان "
الحجُّ اصطلاحاً: الحجُّ في الاصطلاح الشَّرعي هو عبادةٌ قائمةٌ على قصد بيت الله الحرام في أشهرٍ مخصوصةٍ؛ للقيام بأعمالٍ مخصوصةٍ وفق شروطٍ معيَّةٍ ومحدَّدةٍ شرعاً، وهذه الأعمال وفقاً لجمهور الفقهاء تتمثّل بالوقوف بعرفة، والطَّواف بالبيت الحرام، والسَّعي بين الصفا والمروة
مشروعيته : الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، و هو فرض على كل مسلم بالغ له القوة و اليسار و الصحة .

شروط الحج:

يشترط لوجوب الحج الشروط الآتية:
1- الإسلام.                  2- العقل.                     3- البلوغ.
4- الاستطاعة، وهي وجود الزاد والراحلة الصالحين لمثله.    5-كمال الحرية.
6- وتزيد المرأة شرطاً سادساً وهو المَحْرَمُ؛ فإن حجَّت بدون محرم أثِمت وحجها صحيح.
وينبغي التنبه إلى مسائل متعلقة بالحج وشروطه ومن ذلك:
- إذا أحرم الصبي بالحج صحَّ منه نفلاً وتلزمه حجة الإسلام إذا بلغ.
- إذا مات من لزمه الحج ولم يحج أخرج من تركته مال يُحجّ به عنه.
- لا يحج عن غيره من لم يحج عن نفسه، ويصح أن يستنيب قادر وغيره في نفل حج أو عمرة.

على من يجب الحج :

يجب الحج على : المسلم، العاقل، البالغ، الحُرِّ، المستطيع؛ فلا يجب على الكافر؛ لأن العبادة لا تَصِحُّ من كافر، فلا يؤمَر بها حالَ كفرِه.
وأما "المجنون" فلا يلزمه الحج؛ لحديث: ((رُفِع القلم عن ثلاثةٍ: عن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يُفِيق، وعن النائم حتى يستيقظ)) ، والراجح: أنه لا يصح منه إلا أن يكونَ له نَوْباتُ إِفاقةٍ يتمكن فيها من الحَجِّ، واشترط الشافعي لصحة ذلك إفاقتَه عند الإحرام ، والوقوفِ ، والطواف ، والسعيِ دون ما سواها .

مواقيت الحج والعمرة

تُقسم مواقيت الحج إلى مواقيت زمنيّةٍ ومكانيّةٍ، وهي التي تُحدد زمان ومكان آداء فريضة الحج. المواقيت الزمنية: هي التي تُحدد الزمان الذي تُأدى به فريضة الحج وقد ذُكرت في القرآن الكريم: } الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ {  البقرة: 196 وهذه الأشهر هي: شوال ، وذو القعدة ، وعشر من ذي الحجة، ويُقصد بها أنّه يجوز الإحرام بهذه الأشهر ويُعتبر داخلاً في مناسك الحج التي تبدأ فعلياً باليوم الثامن من شهر ذي الحجة وهو يوم التروية.

المواقيت المكانيّة: هي الأماكن التي يجب على الحاج ألا يتجاوزها دون إحرامٍ وهو في طريقه إلى مكّة كلٌّ حسب المكان القادم منه ومن على طريقهم وهي: ذو الحليفة: لأهل المدينة. الجحفة: لأهل الشام. قرن المنازل: لأهل نجد. يلملم: لأهل اليمن. ذات عرق: لأهل العراق. مكة: لأهل مكة.

المبحث الثاني : حكم الحج ودليله :-

لقد شرع الله لعباده الشرائع وفصل لهم الأحكام تحقيقاً لمصالحهم  في الدين و الدنيا .
الحج فرض باتفاق المسلمين ، وركن من أركان الإسلام ، لم يخالف في ذلك ، أحد المسلمين ، ودليله: الكتاب ، السنة ، الإجماع .
لقد أشار لقرآن الكريم عند ذكر الحج إلى وجود منافع للناس
فقال تعالى :  ) لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ( ( الحج : 28 ) .
فضل الحج : سئل الرسول – r – أي العمل أفضل ؟ قال: (إيمان بالله و رسوله))..قيل ثم ماذا ؟ قال: ((حج مبرور )) "أخرجه الصحيحان "
و قال – r – ( من حج و لم يرفث و لم يفسق رجع كيوم ولدته أمه). متفق عليه .

فوائد الحج

للحج فوائد شخصية منها تطهير النفس و تقوية الإيمان و المساعدة على التوبة كما يذكر المسلمين بجهاد النبي – r – و السلف الصالح و يعلم الصبر و الانضباط و التضحية والإيثار أما فوائده الاجتماعية فإنه يؤدي إلى تعارف المسلمين على اختلاف أوطانهم و لغاتهم .

منافع الحج كثيرة و منها :

1- اجتماع المسلمين .
2- إحياء حقيقة الأخوة الإسلامية .
3- شد المسلمين جميعا مهما تباعدت ديارهم إلى محور مكة المكرمة .
4- مظهر من مظاهر المساواة بين المسلمين
5- أكبر مذكر يذكر المسلمين حال آبائهم و أسلافهم من الأنبياء والمرسلين .



الفصل الثاني :أركان الحج وأعماله

  • ·     المبحث الأول : أركان الحج وأعماله    

      1-       أركان الحج أربعة
2-       الطواف في الحج
3-       واجبات الحج

  • ·     المبحث الثاني : آداب الطواف والسعي 

     1-       سنن الطواف
2-       شروط الطواف   3-       السعي بين الصفا والمروة   4-       أيام الحج   

 المبحث الأول : أركان الحج وأعماله    أركان الحج للحج أربعة أركان عند جمهور العلماء:

(1) الإحرام: هو أول ركن من أركان الحج، وهو بمثابة النية للدخول في النسك، والحج يحتاج إلى نية لكون صحيحاً، ويجب أن تكون خالصة لوجه الله تعالى. يقوم الحاج بالإحرام من المواقيت التي حدّدها الرسول r للقادمين إلى مكة، مرتدين اللباس الخاص بالرجال؛ وهو منشفة غير مخيطة، وللنساء لباس ساتر لكل جسمها عدا الكفّين والوجه.

(2) الوقوف بعرفة: لقول النبي r: (إنّما الحج عرفة من جاء ليلة جَمْع قبل طلوع الفجر فقد أدرك) رواه أبو داود. يبدأ وقت عرفة من طلوع شمس اليوم التاسع من ذي الحجة وحتى زوال شمس يوم عرفة، فيقوم جميع الحجاج بالوقوف هناك في اليوم التاسع من ذي الحجة من طلوع الشمس حتى غروبها، ويحلّ له الوقوف بعرفة كلها وليس على جبل عرفة فقط. يُستحبّ عند الوقوف على عرفة الإكثار من الدعاء، وخاصة ما حثّ عليه الرسول r، وهو: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير.

(3)      طواف الإفاضة: لقوله سبحانه وتعالى: ) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ( سورة الحج،29 . بعد أن ينزل الحاج من جبل عرفة ويبيت بمزدلفة، يتوجه إلى بيت الله الحرام لتأدية ركن الطواف؛ وهو عبارة عن سبعة أشواط يُشترط فيها النية عند البداية، والطهارة من الحدث، وستر العورة كما المصلي، وتكون الكعبة على يساره، ويُردّد: (بسم اللّه واللّه أكبر، اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك واتباعاً لسنة نبيك -r -)، ويكون هذا عند بدء الشوط الأول.

(4) السعي بين الصفا والمروة: لقول الرسول r: ( اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي) رواه أحمد . بعد أن يُنهي الحاج الطواف يتوجّه إلى السعي بين الصفا والمروة حتى يُتمّم أركان الحج جميعاً، وصفة السعي تبدأ بالصفا، إذ وقف عليه السلام حتى رأى البيت، فوحَّد اللهَ وكبَّره، وقال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلْك وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، لا إله إلا الله وحده، أَنْجَز وعدَه، ونصر عبدَه، وهَزَم الأحزاب وحدَه)، ثم دعا بين ذلك، فقال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة، حتى انصبَّت قدماه في بطن الوادي. وبهذا يكون الحاج تمّم أركان الحج الأربعة الواجبة عليه، ولا يصح حجّ المسلم دونه.


الطواف في الحج :

النوع الأول : طواف القدوم: ويسمى طواف التحية، وهو سنة لمن أتى من الآفاق، ويؤديه المفرد بالحج أن القارن بين الحج والعمرة، كما يؤديه المتمتع بالعمرة إلى الحج. والأصل فيه حديث عائشة – t –: " أن أول شيء بدأ به رسول الله – r– حين قدم مكة أنه توضأ ثم طاف بالبيت". والأصل فيه أيضاً حديث جابر بن عبد الله – t – في قوله: "حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً"  .

وجمهور العلماء على أن طواف القدوم سنة تحية للبيت العتيق يبدأ به القادم  . وخالف في ذلك المالكية فقالوا بوجوبه؛ لأنه من أخذ المناسك عن رسول الله – r – في قوله: "خذوا عني مناسككم" . ويسقط طواف القدوم عن الحاج إذا أدركه يوم عرفة؛ لأن هذا اليوم أولى بالوقوف . وفي مذهب الحنابلة قال الإمام أحمد: "المتمتع إذا دخل مكة لطواف الزيارة يبدأ قبله بطواف القدوم، ويسعى بعده، ثم يطوف للزيارة بعدهما، وهكذا القارن والمفرد إذا لم يكونا دخلا مكة قبل يوم النحر، فإذا دخلاها للإفاضة، بدأ بطواف القدوم ... ثم طافا للزيارة؛ لأن طواف القدوم مشروع، فلا يسقط بتعيُّن طواف الزيارة" .

النوع الثاني: طواف الإفاضة: وهذا ركن من أركان الحج بلا خلاف، فليس للحاج أن يتحلل الأكبر إلا بعد أن يؤدي هذا الطواف، بعد إفاضته ، من عرفة وبياته في مزدلفة . وله أسماء عدة هي طواف الفرض، وطواف الزيارة، وطواف الركن ، وطواف الإفاضة . والأصل في فرضيته قول الله تعالى:  ) وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ( (الحج: 29) 

النوع الثالث : طواف الوداع : ويعد واجباً عند أكثر العلماء . والأصل في ذلك حديث ابن عباس – t – "أن رسول الله – r – أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن الحائض" . وفي مذهب الإمام مالك أنه مستحب؛ لأنه قد أجيز للحائض تركه، فلو كان واجباً لما أجيز لها ذلك . ويجب على الآفاقي ، فلا وداع على المكي ولا من هو في حكمه ، ولا يجب كذلك على الحائض والنفساء إذا فارقتا مكة قبل طهارتهما، فإن طهرتا قبل المغادرة طافتا للوداع.

ويفسد الطواف في أنواعه الثلاثة بعدم الطهارة من الحدثين أو من الجنابة، كما يفسد بخروج الدم الكثير وبالقيء، كما يفسد بالزيادة أو النقص. فالأصل أن عدده سبعة أشواط كما فعل ذلك رسول الله – r – فيما رواه جابر بن عبد الله –  t – في صفة الحجة النبوية بقوله "... حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً". فدل ذلك على أن عدده سبعة أشواط، فما زاد منه أو نقص أفسده ما لم يكن ذلك عن جهل أو خطأ. هذه أنواع الطواف في الحج، أما في العمرة فلها طواف واحد وسعي واحد

واجبات الحج

أمّا واجبات الحج فهي تختلف عن الأركان، إذ إنّه يصح له بترك بعض الواجبات مع شروط الأتيان بالفدية؛ وهي عبارة عن ذبح شاه في مكة المكرمة وتوزيعها على فقراء الحرم في حال تركه لواجب من واجبات الحج، ويعتبر حجّه صحيحاً، بذلك وهو الأمر الذي لا يجوز في الأركان، وواجبات الحج هي:
الإحرام من الميقات المعتبر شرعاً.
الوقوف بعرفة إلى الغروب لمن وقف نهاراً.
المبيت ليلة النحر بمزدلفة إلى بعد منتصف الليل، فهو واجب عند أكثر أهل العلم، حيث قال الرسول r : (لتأخذ أمتي نسكها فإني لا أدري لعلي لا ألقاهم بعد عامي هذا) رواه ابن ماجه، ويجوز للضعفاء من النساء وغيرها من المرضى الذين يخشون زحام الناس أن يقوموا بالتوجّه لرمي الجمرات ليلتها، إذ أرسل الرسول r أم سلمة بليلة النحر فرَمَت الجمرة ثم طافت.
المبيت بمنى في ليالي التشريق: إذ يُستحبّ للحاج أن يبيت بمنى، إلا أن الرسول r سمح لعمّه العباس أن يبت في مكة.
رمي الجمار بالترتيب، فيبدأ الحاج الرمي يوم النحر بجمرة العقبة المكوّنة من سبع حصيات، تيمّناً بالرسول r ، إذ يبدأ الحاج بالجمرةِ الصّغرى، ثمَ الوُسْطى، وينتهي بالجمرة الكبرى، وذلك لقولِ عائشةَ t : (ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مِنًى فَمَكَثَ بِهَا لَيَالِيَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ؛ يَرْمِى الْجَمْرَةَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ؛ كُلَّ جَمْرَةٍ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ؛ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ) رواه ابن داود ، فإن اختلف هذا الترتيب في الرمي بَطُلَ هذا الركن.
الحلق أو التقصير: حيث أمر الرسول عليه السلام بالحلق أو التقصير، فقال:( فليقصرأو فاليحلل )، ودعا للمحلقين ثلاث، وللمقصّرين مرة واحدة.
طواف الوداع : حيث قال الرسول r: (لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت) رواه مسلم

المبحث الثاني :- آداب الطواف والسعي
سنن الطواف:

         1- استقبال الحجر الأسود، واستلامه.2- الاضْطِبَاع في طواف القدوم.3- الرَّمَل في الأشواط الثلاثة الأولى. 4-     استلام الركن اليَمَاني.

شروط الطواف :

الشرط الأول: أن يكون الطواف حول الكعبة المشرفة، قال تعالى: "ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ" (الحج:29)، وقد طاف _ r _ حول البيت وقال: "لتأخذوا عني مناسككم" الحديث رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وغيرهم.

الشرط الثاني: أن يكون الطواف حول البيت داخل المسجد الحرام ولو بعيداً عنه حيث يجوز الطواف في أخريات المسجد ولو في أروقته وعند بابه من داخله وعلى أسطحته، وكل توسعة في الحرم داخلة فيه فيصح الطواف في جمعية لكن لا بد وأن يكون الطواف داخله فلا يصح خارجه.

قال النووي: واتفقوا على أن لو طاف خارج المسجد لم يصح طوافه بحال(5)، انتهى.
قلت: والدليل على ذلك فعله _r _ مع قوله فقد طاف عليه الصلاة والسلام داخل المسجد الحرام وقد قال: "لتأخذوا عني مناسككم" الحديث.

الشرط الثالث: دخول وقت الطواف إذا كان له وقت معين وذلك كطواف الإفاضة فإنه لا بد في صحته من دخول وقته، واشتراط دخول الوقت محل إجماع بين الفقهاء إنما اختلفوا فيما بينهم في ابتداء وقته وقد تقدم تفصيله بما يغني عن إعادته هنا في مبحث ابتداء وقت طواف الإفاضة.

الشرط الرابع: أن يكون الطواف من وراء الحِجْر ؛ لأن الحِجْر من الكعبة فلو طاف من داخل الحجر ما صح طوافه؛ لأن النبي _r _ كان يطوف من ورائه.

ثم يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم:
فإذا انتهى من الأشواط السبعة، غطَّى كتفه، ويُسَنُّ له صلاة ركعتين عند مقام إبراهيم، قال- تعالى: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّىالبقرة: 125 .
فعن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - r - حين قدم مكة طاف بالبيت سبعًا، وأتى المقام فقرأ: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّىالبقرة: 125 ، فصلَّى خلف المقام، ثم أتى الحجر فاستلمه .

السعي بين الصفا والمروة :

السعي يبدأ من الصفا ويختم من المروة، والسعي شوط واحد من الصفا إلى المروة هذا واحد، ومن المروة إلى الصفا شوط ثاني، وهكذا. فالمقصود أنها سبعة أشواط يبدأ الساعي من الصفا ويختم بالمروة، فإذا بدأ من الصفا ووصل المروة هذا واحد ، وإذا رجع من المروة إلى الصفا هذا اثنين ، وإذا رجع من الصفا إلى المروة ثلاثة ، وهكذا ، حتى يكمل السبعة .

أيام الحج :-

يَأتي موسم الحج في شهر ذي الحجة من كل عام، وشهر ذو الحجة هو الشهر الثاني عشر من العام الهجري.
تستمرّ عبادة الحج لأيام متتالية، متتابعة، حيث يؤدي الحاج العديد من المناسك المختلفة في كل يوم من هذه الأيام.
يبدأ موسم الحج من يوم الثامن من شهر ذي الحجة، وينتهي بانتهاء يوم الثالث عشر، ومن هنا فإن عدد أيام الحج هو ستة.
يسمى يوم الثامن من شهر ذي الحجة باسم يوم التروية، وقد سُمّي بهذا الاسم نظراً كونه اليوم الذي يتروّى فيه الناس بالمياه، حيث يذهبون فيه إلى منى، وهناك يصلون الصلوات جمعاً وقصراً، ومن السنة المبيت هناك.
أمّا التاسع من ذي الحجة فهو اليوم الأبرز من أيام الحج، حيث يسمى هذا اليوم باسم يوم عرفة ، وفيه يقف الحجيج على جبل عرفة المبارك، وهو يوم من أيام الله ، له فضل عظيم، ومكانة كبيرة في الديانة الإسلامية .
هذا ويعتبر الوقوف في عرفة من أهم وأعظم أركان الحج على الإطلاق ، أما يوم عرفة ، فوفقاً لما جاء في الشريعة الإسلامية فإنه اليوم الأفضل من بين أيام العام كلها.
بعد يوم عرفة يأتي يوم النحر ، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة ، وقد سمّى الله هذا اليوم في كتابه الكريم باسم يوم الحج الأكبر ؛ حيث يقوم الحاج فيه بالرمي ، والنحر ، والطواف حول الكعبة المشرفة ، والسعي بين الصفا والمروة ، والحلق ، أو التقصير .
أما الحادي عشر ، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة فهي التي تعرف باسم أيام التشريق ، وهي أيام ذبح الاضاحي وإتمام مناسك الحج ، وقد سميت هذه الأيام بهذا الاسم لأنّ الناس كانوا يقومون بتشريق اللحم وإبرازها للشمس ، هذا وتتبع هذه الأيام الثلاثة يوم العيد الأكبر ، أو عيد الأضحى .

الفصل الثالث :الوقوف على عرفة


  • ·     المبحث الأول : الوقوف على عرفة     

أفضل الأعمال في يوم عرفة
الحجاج في يوم عرفة

  • ·     المبحث الثاني : ما بعد الوقوف على عرفه      


المبيت في مزدلفة  رمي الجمرات
طواف الإفاضة
السعي بين الصفا والمروة
المبيت بمنى في ليالي التشريق
حلق الشعر أو تقصيره
يوم النّحر
التحلل من الحج

المبحث الأول : الوقوف على عرفة    

الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم للحج، كما قال النبي -r-: ( الحج عرفة، فمن أدرك عرفة بليل قبل أن يطلع الفجر، فقد أدرك الحج) .
زمن الوقوف ما بين زوال الشمس يوم عرفة اليوم التاسع إلى طلوع الفجر من ليلة النحر، هذا هو وقت الوقوف عند أهل العلم، هذا مجمع عليه بإجماع أهل العلم، ليس فيه خلاف، أن هذا هو وقت الوقوف، فإذا وقف فيه ولو قليلاً أجزأه الحج، فإن كان بالليل أجزأه وليس عليه فدية، وإن كان في النهار وجب عليه أن يبقى إلى غروب الشمس، كما وقف النبي - r - فإنه وقف نهاراً بعدما صلى الجمع ، بعدما صلى الظهر والعصر جمع تقديم ، بأذان وإقامتين تقدم إلى الموقف فوقف - r - على راحلته حتى غابت الشمس هذا هو الأفضل ، وهذا هو الكمال، أن يقف نهاراً ويبقى حتى غروب الشمس، فإن انصرف قبل غروب الشمس فعليه دم عند أكثر أهل العلم ، يذبح في مكة للفقراء، إلا إن رجع في الليل سقط عنه الدم ، إن رجع في الليل لو قليلاً سقط عنه الدم، وإذا وقف قليلاً ساعة ربع ساعة أو نصف ساعة المقصود مر بعرفات وهو محرم في الحج، فإن مروره بها أو وقوفه بها قليلاً يجزؤه، إن كان في الليل أجزأ بلا فدية، وإن كان في النهار ولم يبق حتى الغروب فعليه الفدية عند الجمهور وحجه صحيح عند جمهور أهل العلم.
أما الوقوف قبل الزوال فأكثر أهل العلم أن لا يجزئ، من وقف قبل الزوال ولم يرجع بعد الزوال ولا في الليل فإنه لا يجزئ عند الجمهور، وذهب أحمد بن حنبل -رحمه الله- وجماعة إلى أنه يجزئ قبل الزوال لحديث عروة بن مغرس حيث قال فيه النبي -r - قد وقف في عرفة قبل ذلك ليلاً أو نهاراً، فأطلق النهار، قال هذا يشمل ما قبل الزوال وما بعد الزوال، ولكن الجمهور قالوا: يحمل على ما بعد الزوال؛ لأن الرسول - r - وقف بعد الزوال ولم يقف قبل الزوال، وقال r : (خذوا عني مناسككم) .

أفضل الأعمال في يوم عرفة

الصلاة : من أكثر الأعمال فضلاً، وذلك بالحرص على أدائها في وقتها ومع الجماعة والتبكير إليها، والإكثار من السنن مع كثرة السجود، حيث قال -r -: (عليك بكثرة السجود، فإنّك لن تسجد لله سجدة إلّا رفعك الله بها درجة، وحط عنك خطيئة).

التكبير: حيث يستحب الجهر بالتكبير مع رفع الصوت ، ومن السنة التكبير بشكل فردي، فلم يرد التكبير بشكل جماعي عن الرسول -r - أو أحد من السلف الصالح، حيث قسّم العلماء التكبير إلى قسمين:

التكبير المقيد: ويكون بعد الصلوات الخمس المفروضة، حيث يبدأ بعد صلاة فجر يوم عرفة.

التكبير المطلق: يكون في أي وقت بشكل فردي، حيث يبدأ في الأول من ذي الحجة.

الصيام: هو من أفضل الأعمال، وفضل الصيام فيه له أجر عظيم، خاصة أن أجر الصيام على الله، حيث يكفر فيه ذنوب سنتين، فعلى المسلم إذا لم يستطع صيام التسعة أيام من ذي الحجة، أن ينوي على الأقل صيام هذا اليوم، حيث قال - r -: (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده)، وقال: ( ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلّا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً)، وقال النووي: ( صيام الأيام العشر مستحب بشدة ) ، ومن السنة عدم صيام الحاج ليوم عرفة ؛ لأنه عيد لهم؛ حيث نهى - r - عن صومه، وقال الشافعي: ( ترك صوم عرفة للحاج أحبّ إليّ من صوم يوم عرفة).

حفظ الحواس عن الحرام، حيث قال - r -: ( يوم عرفة، هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له ).
التلبية وإفراد الله بالعبودية ، وطلب العون والاستغاثة منه.
الخشية من الله ، والندم على التقصير في طاعته.
أعظم الذكر بعد تلاوة القرآن التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار. الصلاة على النبي، وصلة الرحم وبر الوالدين.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
البعد عن المشاكل والكراهية، وإصلاح النفوس.

الحجاج في يوم عرفة

يكون الحجاج في منى التي تبعد عن مكة 7 كم، فبعد طلوع شمس اليوم التاسع من ذي الحجة يتوجهوا إلى عرفة، ويقضون النهار كله حتى غروب الشمس.
يستحب التلبية والتكبير من منًى إلى عرفات: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).
تعجيل الذهاب إلى الوقوف بعرفة، فهو ركن أساسي لا يصح الحج بدونه.
من السنة للحاج استقبال الحاج للكعبة في الوقوف بعرفة.
يستحب الوضوء للحاج حتى يشهد المناسكَ، خاصة في الوقوف بعرفة، وإذا كان غير طاهر فلا حرج، لقول ابن قدامة: (لا يشترط الطهارة ولا استقبال القبلة ولا نية للوقوف بعرفة ولا نعلم لذلك خلافاً).
يُسنّ للحاج الصلاة في مسجد نمرة.
يقوم الحاج في هذا اليوم بأداء المناسك والطواف والأضحية وذبح الهدي والذكر والدعاء.

المبحث الثاني :  ما بعد الوقوف على عرفه 

المبيت في مزدلفة: ينبغي على الحاجّ بعد الانتِهاء من الوُقوف بعَرفة أن يتوجّه إلى مزدلفة ويبات فيها، ويكون ذلك ليلة يوم النّحر، ويجوز للحاجّ أن يتحرّك منها بعد انتصاف الليل إن كان عاجِزاً عن المبيت، أو كانت لديه أعمالٌ تتعلّق بالحجّ.

رمي الجمرات: حيث يرمي الحاجّ سبع جمرات -العقبة الأولى- في المكان المُخصَّص للرّمي، وذلك يوم النّحر، ويبدأ وقت رمي الجمرات من شروق شمس يوم النّحر ويستمر إلى زوال الشمس، فإن لم يَتمكّن من رمي الجمرات قبل زوال يوم النّحر جاز له أن يَرميها في وَقتٍ آخر من اليوم نفسه حتّى غروب الشمس، فإن عجِز عن ذلك لمرضٍ أو ازدحامٍ أو غير ذلك رماها أوّل أيام التّشريق.

طواف الإفاضة : لقوله سُبحانه : ) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (  ويبدأ وقت طواف الإفاضة بعد الانتهاء من المبيت في مزدلفة فوراً، ويجوز أن يقع في يوم النّحر -وهو الغالب- ويجوز للحاجّ أن يؤخّره عن يوم النّحر.

السّعي بين الصّفا والمروة : بعد طواف الإفاضة يسعى الحاجّ بين الصّفا والمروة إن كان مُتمتّعاً بالحجّ - حجّ التمتُّع ، فإن كان الحاجّ مفرداً أو قارناً فيكون سعيه بعد طواف القدوم عند دخول الكعبة مباشرةً لا يوم النّحر.

يوم النّحر

يتميّز يوم النّحر عن غيره من أيّام عيد الأضحى المُبارَك التي تُسمّى أيّام التشريق بمجموعة من الأعمال التي ينبغي على الحاجّ القيام بها، ومن هذه الأعمال ما يأتي: 
يعني النّحر: الذّبح؛ وذبَحَ الكبشَ من نَحرَه، ويومُ النّحر : هو اليوم العاشر من شهر ذي الحجّة، وقد سُمّي بذلك لما يجري فيه من نحر الهَدْي والأضاحي ، وتوزيعها على الفقراء والمساكين ، وهو يومٌ يُتمّم فيه الحاجّ أعمال الحجّ بعد الانتهاء من وقفة عرفة عن طريق القيام ببعض الأعمال ، ويوم النّحر يومٌ عظيم الفضل عند الله سبحانه وتعالى، حتى إنَّ بعض العلماء جعلوا فضل يوم النّحر أربى من فضل يوم عرفة - التاسع من شهر ذي الحجّة - وذلك لما جاء في الصّحيح المُسند من حديث عبد الله بن قرط، قال: قال النبيّ r : ( إنَّ أعظَمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ، قالَ عيسى: قالَ ثورٌ: وَهوَ اليومُ الثَّاني) ، ولِما رُوِي عن النبي - r - من حديث عبد الله بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: (وَقَفَ النَّبِيُّ -r - يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ، وَقَالَ: هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ) .

المبيت بمنى في ليالي التشريق: إذ يُستحبّ للحاج أن يبيت بمنى، إلا أن الرسول عليه السلام سمح لعمّه العباس أن يبت في مكة.

حلق الشعر أو تقصيره : فبعد أن يُتمّ الحاجّ أركان الحجّ يجوز له التحلُّل من إحرامه بحلق شعره أو تقصيره، ويقع ذلك يوم النّحر أو بعده .

التحلل من الحج  

يقصد بالتحلل الأول إذا فعل اثنين من ثلاثة، إذا رمى وحلق أو قصر ، أو رمى وطاف وسعى إن كان عليه سعي، أو طاف وسعى وحلق أو قصر، فهذا هو التحلل الأول.
وإذا فعل الثلاثة : الرمي، والطواف، والسعي إن كان عليه سعي، والحلق أو التقصير، فهذا هو التحلل الثاني.
فإذا فعل اثنين فقط لبس المخيط وتطيب وحل له كل ما حرم عليه بالإحرام ما عدا الجماع، فإذا جاء بالثالث حل له الجماع.
وذهب بعض العلماء إلى أنه إذا رمى الجمرة يوم العيد يحصل له التحلل الأول وهو قول جيد ولو فعله إنسان فلا حرج عليه إن شاء الله، لكن الأولى والأحوط ألا يعجل حتى يفعل معه ثانياً بعده الحلق أو التقصير أو يضيف إليه الطواف والسعي إن كان عليه سعي؛ لحديث عائشة – وإن كان في إسناده نظر – أن النبي r قال: ((إذا رميتم وحلقتم فقد حل لكم الطيب وكل شيء إلا النساء))، ولأحاديث أخرى جاءت في الباب، ولأنه r لما رمى الجمرة يوم العيد ونحر هديه وحلق، طيبته عائشة .
وظاهر النص أنه لم يتطيب إلا بعد أن رمى ونحر وحلق. فالأفضل والأحوط أن لا يتحلل التحلل الأول إلا بعد أن يرمي وحتى يحلق أو يقصر، وإن تيسر أيضاً أن ينحر الهدي بعد الرمي وقبل الحلق فهو أفضل وفيه جمع بين الأحاديث.

الخاتمة


الحج فريضة الله لعباده، وهي فرصة العبد من أجل الرجوع عن السيئات والخطايا، والعودة إلى الله، فعلى كل مسلم ومسلمة بذل قصارى جهده والمسارعة إلى أداء فريضة الحج؛ لأن فيه السبيل للحصول على رضا الله والفوز بجنته.
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك، يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة. وأما وقوفك بعرفة، إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا، فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي، جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج- أي متراكم- أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك. وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك. وأما حلقك رأسك، فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة. فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك » الطبراني وحسنه الألباني.
أخي المسلم .. لا تحرم نفسك من تلك الأجور وعظيم الهبات فإننا جميعا في أمس الحاجة إلى الحسنات، ومغفرة الذنوب والسيئات، فلماذا التسويف والتأجيل، ومن خطب جليل ؟! ولماذا الفتور والكسل وأنت مأمور بإحسان العمل . عن أبن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا صرورة في الإسلام » [رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وكما قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم ) ((آل عمران: 133)) وكقوله: ( شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم( (( الأعراف: 185))



المراجع

·      الشيخ الدكتور أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة ، صفحة 2، جزء 4.
·      د.سعيد بن علي بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 8، جزء 1.
·      د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 77، جزء 1.
·      أ ب ت النووي، الإيضاح في مناسك الحج والعمرة، صفحة 113، جزء 1.
·      د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 94، جزء 1.
·      د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 213، جزء 1.
·      أ ب د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني ، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 306، جزء 1.
·      "الحج والعمرة ومعناهما لغة وشرعا "، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، اطّلع عليه بتاريخ .
·       الشيخ عبد الله بن صالح القصير ، "تعريف الحج وحكمه "، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ.
·      أ ب الشيخ عادل يوسف العزازي ، "احكام الحج والعمرة "، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ.
·      مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف للألباني - الناشر: المكتبة الإسلامية.
·      فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين- جمع وترتيب: فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان- الناشر: دار الوطن - دار الثريا.
·      مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله- جمع محمد بن سعد الشويعر
·      السراج الوهاج للمعتمر والحاج للعلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين.
https://abhaskom.blogspot.com/

هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع