اضطرابات اللغة لدى الأطفال
· مقدمة :
الحمد لله الذي شرف بني آدم وكرمهم على
كثير من الخلق فجعل لهم القدرة على التواصل والتعبير عن الآراء والأفكار بعبارات وكلمات
تعطي دلائل واضحة لدى الشخص المتلقي هناك من الأشخاص من يعانون في عملية التواصل قد
تطرقنا إليها في البحث الذي نرجوا أن يكون امتداد لأبحاث أخرى وقد احتوى هذا البحث
على تعريف النطق والكلام وأسباب الاضطرابات وتشخيصها وطرق علاجها ونأمل أن نكون قد
وفقنا في طرح ذلك من المراجع التي استندنا عليها.
· التعاريف المختلفة لعمليات النطق والكلام
:
التواصل: عبارة عن نشاط يتضمن إرسال واستقبال
ما تريده الكائنات الحية من بعضها البعض.
تعريف آخر للتواصل: هو استخدام الكلام
كرموز لغوية للتعبير عن الأفكار والمشاعر والحاجات بين الأفراد وهنا يعتبر الاتصال
سلوكا ً مختصا ً بالبشر ويميز الإنسان عن باقي الكائنات الحية.
· اضطرابات النطق والكلام :
يعرف اضطرابات النطق والكلام بأنها اضطراب
ملحوظ في النطق أو الصوت أو الطلاقة الكلامية أو التأخر اللغوي أو عدم تطور اللغة التعبيرية
أو اللغة الاستقبالية الأمر الذي يجعل الطفل بحاجة إلى برامج علاجية أو تربوية خاصة.وحتى
نطلق على الصعوبة في التواصل اضطراباً لابد أن تتوافر الشروط الآتية:
• الخطأ في عملية إرسال الرسائل أو استقبالها.
• إذا اثر هذا الخطأ على الفرد وجعله
في صعب تعليما أو اجتماعياً.
• إذا أثرت هذه الصعوبة على تعامل الفرد
مع الآخرين بحيث يكونون اتجاهاً سلبياً نحوه.
· أسباب اضطرابات التواصل:
أولا:الأسباب العضوية:
وتتمثل في وجود اضطراب في المناطق المسئولة
عن النطق والتفكير والسمع والاستيعاب وتكوين اللغة في المخ يودي إلى اضطراب بهذه الوظائف.وهذه
الأمور قد تحدث قبل أو أثناء الحمل والولادة , وقد ترتبط بوجود تاريخ عائلي لبعض هذه
الاضطرابات أو باختلاف زمرة دم الأبوين ,أو بتناول الأدويه أثناء الحمل ,أو بتعرض للأشعة
, أو بالإصابة ببعض الأمراض , أو أي مشاكل تحث للطفل أثناء الطفولة المبكرة مثل :
• ارتفاع درجة الحرارة
• الالتهابات
• الحوادث
• الإصابات أو الأمراض التي تحدث في أي
عمر مثل الحوادث والأمراض والأورام والتقدم في السن.
· وترتبط الأسباب العضوية لاضطرابات الكلام
واللغة بالآتي :
1- جهاز النطق والكلام:
الذي يمثله الجهاز السمعي والحنجرة واللسان
والشفاة وسقف الحلق والأسنان فأي خلل في هذه الأجزاء قد يؤدي إلى اضطرابات كلامية.
2- الدماغ: وعندما
يتأثر الدماغ بأي خلل قد يؤدي إلى اضطرابات النطق والكلام.
· ثانيا: الأسباب الاجتماعية (البيئية):
تعود هذه الأسباب إلى التنشئة الأسرية
والمدرسية وأساليب العقاب الجسدي الذي يؤدي بدوره إلى الاضطرابات اللغوية.
ويلعب تقليد الأطفال للآباء الذين يعانون
من الاضطرابات في الكلام واللغة دوراً هاما ً في الاضطرابات الكلامية واللغوية.
ويؤثر الحرمان الثقافي والبيئي وما يوجد
في البيئة من العوامل التي تؤثر على التواصل مثل الرصاص والزئبق والكلور.. وبقية العناصر الكيميائية التي
قد تؤدي إلى اضطرابات في اللغة.
كما أن غياب التدريب المناسب للطفل والحرمان
الأسري والعيش في الملاجئ والأماكن التي لا تتوفر فيها عوامل التنشئة الاجتماعية المناسبة
قد تؤثر على محصول الطفل اللغوي.
· ثالثا : الأسباب التعليمية:
أن مهارات اللغة والكلام مهارات متعلمة
,لذلك قد يحدث اضطراب في طبيعة التفاعل بين المتحدث والمستمع مما يؤثر في النمو اللغوي
لذلك يجب توفير بيئة تعليمية مناسبة للطفل.
· رابعاً:الأسباب الوظيفية:
تتيح الاضطرابات جراء استخدام أجهزة الكلام
,ويعتبر الجهاز البلعومي من أكثر الأجهزة التي تستخدم بشكل سيئ والذي يؤدي إلى تلف
عضوي في تلك الأجهزة.
· خامساً:الأسباب النفسية :
هناك تأثير في الاضطرابات النفسية والعقلية
على القدرة في التواصل اللغوي مع الآخرين كما قد توصل إلى أن تكون أسباب عضوية وحرمان
الطفل من عطف الوالدين أو إهمال الطفل قد يؤثر نفسياً على الطفل وانعدام الأمن النفسي
يؤثر على نموه اللغوي وهناك أدله تشير إلى وجود أثرا للقلق وتوتر على عملية التواصل
.ويعتمد النمو العادي للغة عند الأطفال أيضا على التوافق السيكولوجي الانفعالي السوي
.وبعض الأطفال الذين يعانون من إعاقات انفعالية يظهرون اضطرابات في اللغة خاصة في المواقف
التي تتضمن نوعا من التواصل الشخصي المتبادل .
· تصنيفات اضطرابات النطق والكلام:
تتعدد مظاهر الاضطرابات اللغوية وذلك
تبعا لتعدد الأسباب المؤدية إليه فهناك بعض الاضطرابات اللغوية المرتبطة بالقدرة على
إصدار الأصوات وتشكيلها ومع ذلك فيمكن ذكر المظاهر التالية للاضطرابات اللغوية بشكل
عام كما يذكرها هلهان وهيوارد وكيرك.
· أولاً : اضطرابات النطق وتشمل المظاهر
التالية:
أ-الحذف:
ويقصد بذلك أن يحذف الفرد حرفا وتعتبر
ظاهرة الحذف أمرا طبيعيا ومقبولا حتى سن دخول المدرسة ولكنها لا تعتبر كذلك فيما بعد
فالفرد الذي يكثر من مظاهر الحذف للكلمات المنطوقة يعاني من مظهر من مظاهر الاضطرابات
اللغوية.
ب_الإضافة:
ويقصد بذلك أن يضيف الفرد حرفا جديدا
إلى الكلمة المنطوقة (لعبات بدلا من لعبة)وتعتبر ظاهرة إضافة الحروف للكلمات أمرا طبيعيا
ومقبولا حتى سن دخول المدرسة ولكنها لا تعتبر كذلك فيما بعد ذلك العمر فالفرد الذي
يكثر من مظاهر الإضافة للكلمات المنطوقة يعاني من مظهر من مظاهر الاضطرابات اللغوية
.
ج- الإبدال:
ويقصد بذلك أن يبدل الفرد حرفا بآخر من
حروف الكلمة (حشن بدلا شحن) وتعتبر ظاهرة إبدال الحروف في الكلمة أمرا طبيعيا ومقبولا
حتى سن دخول المدرسة ولكنها لا تعتبر ظاهرة
الإبدال للكلمات المنطوقة يعاني من مظهر من مظاهر الاضطرابات اللغوية .
د- التشويه:
ويقصد بذلك أن ينطق الفرد الكلمات بالطريقة
المألوفة في مجتمع ما وتعتبر ظاهرة التشويه في نطق الكلمات أمرا مقبولا حتى سن دخول
المدرسة ولكنها لاتعتبر كذلك فيما بعد ذلك العمر فالفرد الذي يكثر من مظاهر تشويه نطق
الكلمات يعاني من مظهر ما من مظاهر الاضطرابات اللغوية.
· ثانياً: اضطرابات الصوت:
ويقصد بذلك الاضطرابات اللغوية المتعلقة
بدرجة الصوت من حيث شدته أو ارتفاعه أو انخفاضه أو نوعيته وتظهر اثأر مثل هذه الاضطرابات
اللغوية في الاتصال الاجتماعي مع الآخرين.
· ثالثاً: اضطرابات الكلام:
ويقصد بذلك تلك الاضطرابات اللغوية المتعلقة
بالكلام وما يرتبط بذلك من مظاهر ترتبط بطريقة تنظيم الكلام ومدته وسرعته ونغمته وطلاقته
وتشمل اضطرابات الكلام المظاهر التالية:
أ-التأتأة في الكلام:
في هذه الحالة يكرر المتحدث الحرف الأول
من الكلمة عددا من المرات أو يتردد في نطقه عددا من المرات ويصاحب ذلك مظاهر جسمية
انفعالية غير عادية مثل تعبيرات الوجه أو حركة اليدين.
ب-السرعة الزائدة في الكلام:
وفي هذه الحالة يزيد المتحدث من سرعته في نطق الكلمات ويصاحب تلك الحالة مظاهر جسمية وانفعالية غير عادية
أيضا مما يؤدي إلى صعوبة فهم المتحدث ومشكلات في الاتصال الاجتماعي.
ج-ظاهرة الوقوف أثناء الكلام:
وفي هذه الحالة يقف المتحدث عن الكلام
بعد كلمة أو جملة ما لفترة غير عادية مما يشعر السامع بأنه انتهى كلامه مع أنه ليس
كذلك تؤدي اضطرابات الكلام أيا كانت إلى صعوبات في التعبير عن الذات تجاه الآخرين.
· رابعاً:اضطرابات اللغة:
ويقصد بذلك تلك الاضطرابات اللغوية المتعلقة
باللغة نفسها من حيث زمن ظهورها أو تأخيرها أو سوء تركيبها من حيث معناها وقواعدها
أو صعوبة قراءتها أو كتابتها وعلى ذلك تشمل اضطرابات اللغة المظاهر التالية:
أ- تأخر ظهور اللغة:
في هذه الحالة لا تظهر الكلمة الأولى
للطفل في العمر الطبيعي لظهورها وهو السنة الأولى من عمر الطفل بل قد تتاجر ظهور الكلمة إلى عمر الثانية أو أكثر ويترتب على
ذلك مشكلات في الاتصال الاجتماعي مع الآخرين وفي المحصول اللغوي للطفل وفي القراءة
والكتابة فيما بعد.
ب- صعوبة الكتابة:
وفي هذه الحالة لا يستطيع الطفل أن يكتب
بشكل صحيح المادة المطلوب كتابتها والمتوقع كتابتها ممن هم في عمره الزمني فهو يكتب
في مستوى يقل كثيرا عما يتوقع منه.
ج-صعوبة التذكر والتعبير:
ويقصد بذلك صعوبة تذكر الكلمة المناسبة
في المكان المناسب ومن ثم التعبير عنها وفي هذه الحالة يلجأ الفرد إلى وضع أية مفردة
بدلا من تلك الكلمة.
د- فقدان القدرة على فهم اللغة وإصدارها :
في هذه الحالة لا يستطيع الطفل أن يفهم
اللغة المنطوقة كما لا يستطيع أن يعتبر عن نفسه لفظيا بطريقة مفهومة ويمكن التعبير
عنها بأنها فقدان القدرة على فهم اللغة أو إصدارها المكتسبة والتي تحدث للفرد قبل اكتسابه
اللغة ويترتب على إصابة الفرد بهذه الحالة مشكلات في الاتصال الاجتماعي مع الآخرين
وفي التعبير عن الذات وفي المحصول اللغوي للفرد فيما بعد وتصاب مثل هذه المشكلات أثار
انفعالية سلبية على الفرد نفسه.
هـ- صعوبة فهم الكلمات أو الجمل:
ويقصد بذلك صعوبة فهم معنى الكلمة أو
الجملة المسموعة وفي هذه الحالة يكرر الفرد استعمال الكلمة أو الجملة دون فهمها.
و-صعوبة القراءة:
في هذه الحالة لا يستطيع الطفل أن يقرأ
بشكل صحيح المادة المكتوبة والمتوقع قراءتها ممن هم في عمره الزمن فهو يقرأ في مستوى
يقل كثيرا عما يتوقع منه.
ز-صعوبة تركيب الجملة:
يقصد بذلك صعوبة تركيب كلمات الجملة من
حيث قواعد اللغة ومعناها لتعطي المعنى الصحيح وفي هذه الحالة يعاني الطفل من صعوبة
وضع الكلمة المناسبة في المكان المناسب.
· قياس وتشخيص اضطرابات التواصل :
تهدف هذه المقاييس إلى جمع معلومات عن
البناء اللغوي لدى الفرد ومحتواه ودلالات الألفاظ واستخدام اللغة ونطق الكلام والطلاقة
اللغوية وخصائص الصوت والهدف من التشخيص هو تحديد طبيعة اضطراب التواصل ومعرفة مدى
قابليته للعلاج، ويتطلب ذلك دراسة حالة الطفل التي يجب أن تحتوي على المظاهر النمائية
والتطورية لدى الطفل.
ويجب أن تشمل عملية التقييم النواحي الآتية:
1.فحص النطق وتحديداً أخطاء النطق عن
الطفل.
2. فحص السمع لمعرفة هل سبب الاضطراب
يعود لأسباب سمعية.
3. فحص التمييز السمعي بهدف تحديد مدى
قدرة الطفل على تمييز الأصوات التي يسمعها .
4. فحص النمو اللغوي لتحديد مستوى النمو
اللغوي لدى الطفل ومعرفة ذخيرته اللفظية وقياسها مع العاديين.
عملية القياس يجب أن يقوم بها فريق متخصص يتكون مما يلي:
1.أخصائياً في الأعصاب.
2.أخصائيا في علم النفس.
3.أخصائياً اجتماعياً.
4.أخصائياً في سمع.
5.معلم في التربية الخاصة.
وقياس العوامل النفسية المرتبطة باضطرابات
التواصل تأخذ واحداً أو أكثر من الأشكال التالية:
1- المنحنى التشخيصي العلاجي:
ويركز على دراسة خصائص الفرد السلوكية ويفترض هذا
المنحى بأن الاضطرابات في التواصل ناتجة عن خلل
نمائي أو اضطراب نفسي وبعد تحديد أسباب الاضطراب يقدم العلاج المناسب، وقد يشمل
العلاج تحليل مهارات الفرد الكلامية واللغوية لدى الفرد وتحديد المهارات التي يفتقر
إلى تدريبه عليها.
2- المنحنى السلوكي
التعليمية:
يقيم هذا الاتجاه اضطرابات اللغة والكلام
على أساس مبادئ التعلم السلوكي الإجرائي ويحدد المثيرات البيئية واللفظية ذات العلاقة بالاضطراب التواصلي وتحديد المفردات
وطرق تعديل السلوك المفيدة في العلاج.
3- المنحنى التفاعلي بين الشخص:
ويركز هذا المنحى على تحديد مواطن الضعف
والقوى لدى الفرد في مجال استخدام الكلام اللغة في الاتصال مع الآخرين بهدف تنظيم الأنماط
السلوكية المناسبة لدى الفرد.
4- المنحنى النفسي التحليلي:
ويهدف هذا المنحى إلى تحديد العوامل النفسية
والانفعالية ذات العلاقة باضطرابات التواصل خاصة في غياب الأسباب البيولوجية أو عضوية
قد تكون مسئولة عن الاضطراب ويعتقد أصحاب هذا المنحى بأن الأفكار المكبوتة في اللاشعور
هي المسئولة عن حدوث الاضطرابات ولذلك فإن العلاج ينصب على إخراجها من اللاشعور إلى
الشعور، وقد يفيد في العلاج الاختبارات الاسقاطية والدراما.
5-المنحنى البيئي:
ويهدف إلى دراسة جميع الخصائص الشخصية والأبعاد البيئية
التي تربط باضطرابات التواصل وتكون عملية القياس والتشخيص منصبة على تقييم ديناميكيات
الشخصية لدى الفرد ومهاراته اللفظية وغير اللفظية ومهاراته في التواصل الاجتماعي.
· العوامل التي ساعدت في انتشار اضطرابات
النطق والكلام:
•الإعاقات السمعية وضعف السمع والقصور
في التمييز السمعي.
• ربط اللسان.
• خروج اللسان للخارج.
• عدم تطابق الفكين.
• شلل في عضلات النطق.
• عدم وجود تناسق في عضلات النطق.
• إصابة أحد الوالدين باضطرابات النطق.
• تقليد الطفل للوالدين المضطربين النطق.
• مستوى الأسرة الثقافي والاجتماعي.
• ترتيب الطفل في الأسرة.
• حجم الأسرة.
· وتتلخص عملية قياس وتشخيص الاضطرابات
اللغوية في أربع مراحل أساسية متكاملة هي:
المرحلة الأولى:
مرحلة التعرف المبدئي على الأطفال ذوي
المشاكل اللغوية:
وفي هذه المرحلة يلاحظ الآباء والأمهات،
والمعلمون والمعلمات، مظاهر النمو اللغوي، وخاصة مدى استقبال الطفل للغة، وزمن ظهورها
والتعبير بواسطتها والمظاهر غير العادية للنمو اللغوي مثل التأتأة، أو السرعة الزائدة
في الكلام، أو قلة المحصول اللغوي وفي هذه المرحلة يحول الآباء والأمهات أو المعلمون
والمعلمات الطفل الذي يعاني من مشكلات لغوية إلى الأخصائيين في قياس وتشخيص الاضطرابات
اللغوية.
المرحلة الثانية:
مرحلة الاختبار الطبي الفسيولوجي للأطفال
ذوي المشكلات اللغوية:
وفي هذه المرحلة وبعد تحويل الأطفال ذوي
المشكلات اللغوية، أو الذين يشك بأنهم يعانون من اضطرابات لغوية، إلى الأطباء ذوي الاختصاص
في موضوعات الأنف والأذن والحنجرة، وذلك من أجل الفحص الطبي الفسيولوجي، وذلك لمعرفة
مدى سلامة = الأجزاء الجسمية ذات العلاقة بالنطق، واللغة، كالأذن، والأنف، والحبال
الصوتية، واللسان، والحنجرة.
المرحلة الثالثة:
مرحلة اختبار القدرات الأخرى ذات العلاقة
للأطفال ذوي المشكلات اللغوية:
وفي هذه المرحلة وبعد التأكد من خلو الأطفال
ذوي المشكلات اللغوية من الاضطرابات العضوية يتم تحويل هؤلاء الأطفال إلى ذوي الاختصاص
في الإعاقة العقلية، والسمعية، والشلل الدماغي، وصعوبات التعلم، وذلك للتأكد من سلامة
أو إصابة الطفل بإحدى الإعاقات التي ذكرت قبل قليل، وذلك بسبب العلاقة المتبادلة بين
الاضطرابات اللغوية وإحدى تلك الإعاقات، وفي هذه الحالة يذكر كل اختصاصي في تقريره
مظاهر الاضطرابات اللغوية للطفل ونوع الإعاقة التي يعاني منها، ويستخدم ذو الاختصاص
في هذه الحالات الاختبارات المناسبة في تشخيص كل من الإعاقة العقلية أو السمعية أو
الشلل الدماغي، أو صعوبات التعلم.
المرحلة الرابعة:
مرحلة تشخيص مظاهر الاضطرابات اللغوية
للأطفال ذوي المشكلات اللغوية:
وفي هذه المرحلة وعلى ضوء نتائج المرحلة
السابقة، يحدد الأخصائي في قياس وتشخيص الاضطرابات اللغوية مظاهر الاضطرابات اللغوية
التي يعاني منها الطفل، ومن الاختبارات المعروفة في هذا المجال:
• اختبار الينوي للقدرات السيكولوجية،
والذي يتكون من اثنى عشر اختباراً فرعياً، ويصلح هذا الاختبار للفئات العمرية من سن
الثانية وحتى سن العاشرة.
• اختبار مايكل بست لصعوبات التعلم، ويتكون
هذا الاختبار من 24 فقرة موزعة على خمسة أبعاد، وقد تم تطوير هذا المقياس على عينة
أردنية.
· علاج مشكلات التواصل:
إن الهدف الرئيسي للعلاج يتمثل في تدريب
الطفل على إصدار الأصوات غير الصحيحة بطريقة صحيحة ويكون البرنامج على شكل جلسات علاجية
قد تكون فردية أو جماعية أو مشتركة معاً يقوم بإعدادها أخصائي عيوب النطق ولكل طبيب
خبرته الخاصة في ذلك ولكن تجدر الإشارة بأنه يجب على الطبي أو الأخصائي أن يقوم بما
يلي:
قياس
معامل ذكاء الطفل لاستبعاد مشاكل التخلف العقلي.
إجراء
دراسة حالة للطفل تشمل أسرته وطرق تنشئته والأمراض التي أصيب بها ومشكلات النمو المختلفة.
تشخيص
الاضطراب ومعرفة سببه هل هو نفسي أم سيكلوجي غيره، ومعرفة نوع هذا الاضطراب وشدته والعلاجات
التي استخدمت مع الحالة والتأكد من أن الحالة لا تعود إلى مشكلات في السمع.
مراقبة
الطفل من خلال اللعب الحر ومشاهدته في التحدث والقفز وغيرها.
ملاحظة
قدرة الطفل على التوازن.
ملاحظة
مشاكل الطفل هل هي عدوانية أم انسحابية أم غيرها.
· بعد القيام بهذه الإجراءات ترسم الخطة
العلاجية وقد تكون فردية أو جماعية وعلى المدرس أو الأخصائي القيام بما يلي:
- توظيف ما تعلمه الطفل من أصوات جديدة
أثناء القراءة الجهرية.
- مساعدة الطفل على التعرف على الكلمات
من خلال تدريبه على التهجئة التي تحتوي على الأصوات التي يتدرب عليها في البرنامج العلاجي.
- إشراك الطفل في نشاطات خاصة بالنطق
واللغة وتعليمه طرق إخراج الأصوات المختلفة وتدريبه على تمييز هذه الأصوات.
- عدم الاستهزاء من لغة الطفل.
- أن يعي ويحدد الأصوات المراد تعليم
الطفل عليها في البرنامج العلاجي وأن يعزز الطفل على تقليدها عن طريق التشجيع والاستحسان
أو الجوائز المادية أو غيرها.
- تحويل الطفل إلى طبيب نفسي إذا كانت
مشكلاته تعود لأسباب نفسية كالخجل مثلاً.
* الخصائص السلوكية لذوي الإضطربات اللغوية:
1- الخصائص العقلية:
ويقصد بالخصائص العقلية أداء المفحوص
على اختبارات الذكاء المعروفة مثل مقياس ستانفورد بينية أو وكلسر ويشير هلهان وزميلة
كوفمان إلى تدني أداء ذوي الاضطرابات اللغوية على مقاييس القدرة العقلية مقارنة مع
العاديين المتناظرين في العمر الزمني وفي الوقت الذي يصعب فيه تعميم مثل ذلك الاستنتاج
إلا أن ارتباط الاضطرابات اللغوية بمظاهر الإعاقة
العقلية أو السمعية والانفعالية أو صعوبات التعلم أو الشلل الدماغي يجعل ذلك الاستنتاج
صحيحا إلى حد ما,وعلى ذلك فليس من التحصيل الأكاديمي, مقارنة مع العاديين ,خاصة إذا
أضفنا أثر العوامل النفسية والاجتماعية في تدني التحصيل الأكاديمي لديهم.
2- الخصائص الانفعالية والاجتماعية:
ويقصد بالخصائص الانفعالية والاجتماعية
تلك الخصائص المرتبطة بموقف ذوي الاضطرابات اللغوية من أنفسهم ومن موقف الآخرين منهم
ويسبب ارتباط بعض مظاهر الاضطرابات اللغوية بمظاهر الإعاقة العقلية أو السمعية والانفعالية
أو صعوبات التعلم أو الشلل الدماغي فليس من المستغرب أن نلاحظ تماثل خصائص ذوي الاضطرابات
اللغوية مع خصائص الأطفال الذين يمثلون تلك الإعاقة من النواحي الانفعالية والاجتماعية
وإذا اذكرنا الأسباب النفسية المؤدية إلى الاضطرابات اللغوية مثل الشعور بالرفض من
الآخرين أو الانطواء والانسحاب من المواقف الاجتماعية أو الإحباط والشعور بالفشل أو
الشعور بالنقص أو بالذنب أو العدوانية نحو الذات أو نحو الآخرين أو العمل على حماية
أنفسهم بطرية مبالغ فيها أو مايعتبر عنه باسم الحماية الزائدة.
· علاج أمراض الكلام:
إرشاد الوالدين:
القلقين بخصوص تلافي أسباب اضطرابات الكلام
وخاصة عدم إجبار الطفل الأيسر على الكتابة باليد اليمنى وتجنب الإحباط والعقاب وتحقيق
أمن الطفل بكافة الوسائل حتى يكتسب الطلاقة في الكلام والابتعاد عن التصحيح الدائم
لكلام الطفل حتى بقصد العلاج.
العلاج النفسي:
لتقليل اتجاه الخجل والارتباك والانسحاب
التي تؤثر على الشخصية وقد تزيد من الأخطاء والاضطرابات، وعلاج الطفل القلق المحروم
انفعالياً وإفهام الفرد أهمية العملية الكلامية في نمو وتقدمه في المجتمع وتشجيعه على
بذل الجهد في العلاج وتقوية روحه المعنوية وثقته بنفسه وإماطة اللثام عن الصراعات الانفعالية
وحلها وإعادة الاتزان الانفعالي وحل مشكلات الفرد وعلاج فقدان الصوت الهستيري بالإيحاء
والأدوية النفسية، ويجب الاهتمام بالعلاج الجماعي والاجتماعي، والعلاج باللعب وتشجيع
النشاط الجسمي والعقلي كذلك يجب علاج حالات الضعف العقلي.
العلاج الكلامي:
عن طريق الاسترخاء الكلامي والتمرينات
الإيقاعية في الكلام، والتعليم الكلامي من جديد والتدرج من الكلمات والمواقف السهلة
إلى الصعبة، وتدريب اللسان والشفاه والحلق (مع الاستعانة بمرآة)، وتمرينات البلع والمضغ
(لتقوية عضلات الجهاز الكلامي)، وتمرينات التنفس، واستخدام طرق تنظيم سرعة الكلام
(التروي والتأمل)، والنطق المضغي وتمرينات الحروف الساكنة والحروف المتحركة والطريقة
الموسيقية والغنائية في تعليم كليات الكلام والألحان.
العلاج الطبي:
لتصحيح النواحي التكوينية والجسمية في
الجهاز العصبي وجهاز الكلام والجهاز السمعي وأحياناً العلاج الجراحي (سد فجوة في سقف
الحلق)، وعلاج الأمراض المصاحبة لاضطراب الكلام.
العلاج النفسى الكلامى Speech
Psychotherapy :
للعلاج النفسى الكلامى طرق عدة وهى متداخلة
فيما بينها وتهدف إلى مساعدة المتلعثم على مقاومة تلعثمه وزيادة الثقة بنفسه وكفاءتها
، دون لفت الأنتباه لحالة التلعثم لديه . ومن هذه الطرق " الأسترخاء الكلامى
" والذى فيه يكون الأهتمام منصب حول هدفين : الأول : هو التخفيف من الشعور بالاضطراب
والتوتر أثناء الكلام والآخر : هو إيجاد ارتباط بين الشعور والراحة والسهولة أثناء
القراءة وبين الباعث الكلامى ذاته .
والجدير بالذكر ، أن هناك استمارة تمارين
خاصة تبدأ بالحروف المتحركة ثم بالحروف الساكنة ثم تمرينات على كلمات متفرقة لصياغتها
فى جمل وعبارات وعادة تقرأ الأحرف والكلمات والجمل بكل هدوء ، واسترخاء حيث يبدأ الأخصائى
بقراءة هذا أولاً ... ثم يطلب من المتلعثم تقليده بنفس الطريقة والنغمة يلى ذلك تمرينات
على شكل أسئلة بسيطة تؤدى على نحز يتسم بالهدوء .
ولما كان التحسن لدى المتلعثم بطريقة
الاسترخاء الكلامى وقتياً فإنه يفضل الاستعانة بطريقة أخرى تعتمد على ما نطلق عليه
تعليم الكلام من جديد ، والذى يتم من خلال تمرينات يكون الهدف منها تشجيع المتلعثم
على الأشتراك فى إشكال مختلفة من المحادثات مثل المناقشات الجماعية وبخاصة إذا ما تمت
هذه المناقشات بشكل حر دون رقابة .
ومما يزيد من فاعلية طريقة الاسترخاء
الكلامى أن تدعم بتدريبات على الاسترخاء الجسمى وبعض التمارين الرياضية وبخاصة التدريبات
على التنفس .
طريقة تمرينات الكلام
الإيقاعى :تعتمد هذه الطريقة على الحركات الإيقاعية
والتى يكون الهدف منها هو صرف انتباه المتلعثم عن مشكلته وتؤدى فى نفس الوقت إلى الأحساس
بالارتياح النفسى ومن هذه الحركات الإيقاعية : نذكر النقر بالأقدام ، النقر باليد على
الطاولة ، الصفير ، الخطوات الإيقاعية .
وتفيد هذه الطريقة مع طريقة القراءة الجماعية
أو الكورس فى حالات التلعثم لدى الأطفال حيث تكون طريقة مسلية للطفل المتلعثم أن يبتعد
عن مشكلته الحقيقية وتجعله يندمج مع الآخرين فى وضع لا يميزه عنهم . هذا إلا أن هذه
الطريقة لا يفضل الأعتماد عليها كلية ذلك لأنها تسحب كثيراً من الطاقة العقلية الموجهة
لعملية النطق ذاتها فتنتج حالة استرخاء مما يسهل معها إنتاج الكلام ويمكن توضيح هذا
الأمر إذا ما أخذنا فى الأعتبار إن المتلعثم يكون عادة موزعاً فكرة بين حدوث التلعثم
وحركات النطق لهذا كان محتملاً أن الأنتباه الجزئى لحركة جديدة يحرر أجهزة النطق من
تركيز الأنتباه عليها أو فيها . ولكن وجه الخطأ فى هذا أن العلاج ينصب على العرض دون
السبب الأصلى للتلعثم . وما دام السبب موجوداً دون معالجة فعلية له فإن الأنعكاس محتمل
الظهور فى أى وقت .
طريقة النطق بالمضغ
: وتهدف إلى استبعاد ما علق فى فكر المتلعثم
من أن النطق والكلام بالنسبة إليه صعب وعسير ، وفيها يبدأ المعالج بسؤال المتلعثم عن
إمكانه إجراء حركات المضغ ، ثم يطلب منه أن يقوم بحركات المضغ بهدوء وسكون ، وبعد ذلك
يطلب منه أن يتخيل أنه يمضغ قطعة طعام ، وعليه أن يقلد عملية مضغ هذه القطعة وكأنه
فى الواقع ، فإذا تمكن من ذلك يطلب منه أن يحدث لعملية المضغ صوتاً فإذا وجد صعوبة
أو شعر بالخجل من ذلك على المعالج أن يحدث نفس العملية أمامه ، وبعد ذلك يوجه للمتلعثم
بعض الأسئلة بصحبة نفس الأسلوب من المضغ مثل : ما اسمك ، ما اسم والدك ، عنوانك ، اسم
اخوتك ، ومدرستك وما إليه ... إلخ ، وتدريجياً يجعل المعالج المتلعثم يجيب عن هذه الأسئلة
بأسلوب النطق بالمضغ .
وهذه الطريقة تفيد فى تحويل انتباه المتلعثم
وتجعله ينطق الكلمات بهدوء يتناسب مع عملية المضغ كذلك فإنها تسهم فى التخفيف من مشاعر
الخوف فيما يتعلق ببعض الكلمات حيث يتلخص المتلعثم منها من خلال محاولة نطقها ومضغها
.
استخدام الغناء
والموسيقى :لما كانت حالة التلعثم غالباً ما يصاحبها
اضطراب وتوتر فإن الأستعانة بالغناء والموسيقى يساعد كثيراً فى تخفيف حدة التوتر حيث
أنهما يعودان المتلعثم على احترام الإيقاع عند ترديد الغناء .