القائمة الرئيسية

الصفحات


أنماط الاستهلاك

https://abhaskom.blogspot.com

المقدمة

الاستهلاك يعرّف على أنّه «النفقات على السلع والخدمات المستخدمة في تلبية احتياجات ورغبات خلال فترة معينة  وهي في العادة سنة تقويمية، ويشمل استهلاك الدولة للبضائع الاستهلاكية كالملبس والمأكل والأدوات المنزلية بالإضافة إلى المواد الخام كمواد البناء والقطن والوقود والمعادن. ويعرف أيضًا بأنه:"الفعل المتحقق من قبل الفرد في شراء أو استخدام أو الانتفاع من منتج أو خدمة متضمنة عدد من العمليات الذهنية والاجتماعية التي تقود إلى تحقيق ذلك الفعل. ويعرف أيضًا بأنه "ذلك الفعل الشخصي الذي يقوم في جوهره على الانتفاع والاستخدام الاقتصادي للسلع والخدمات ومتضمنة عدد من العمليات المترتبة على تحقيق القرار لذلك الفعل".
ويمكن النظر إلى الاستهلاك على أنه الهدف أو الغاية الأساسية لكل النشاطات الاقتصادية. وللاستهلاك علاقة عضوية بـ الإنتاج، فالاستهلاك يواجه دائماً إما بالسلع التي تنتج في ذلك الوقت وإما بالسلع التي أنتجت من قبل. وللاستهلاك دور أساسي في تركيب البنيان الاقتصادي وفي تحريك العجلة الاقتصادية، إذ إن الاستثمارات وفرص العمل هما أمران متعلقان بحجم الطلب الكلي على السلع والخدمات.
ويعتبر الاستهلاك أحد مكونات الدخل القومي لأي بلد، كما أنه أحد مؤشرات الرفاهية في المجتمع، وتصب كل دراسات سلوك المستهلك في محاولة معرفة مجددات الاستهلاك، وتوازن المستهلك، كما يعتبر الاستهلاك مفهوماً منافساً للادخار؛ حيث يعتبر الأخير تأجيلاً للاستهلاك في الوقت الحاضر إلى استهلاك مستقبلي، وبمعنى آخر على مستوى الاقتصاد الكلي هو تنازل الجيل الحالي عن جزء من الاستهلاك الحالي لصالح الأجيال القادمة؛ وذلك لأن الدخل يمكن تقسيمه إلى استهلاك إضافة إلى ادخار ولا بد من تحقيق موازنة معقولة بين الاثنين تؤدي إلى الوصول إلى مستوى الإشباع المطلوب.
يعادل استهلاك دولة ما حوالي 80% من الدخل الإجمالي. ويتضمن استهلاك الحكومة نفقات الدفاع. أما الاستهلاك الشخصي فهو نقود تصرفها العائلات على ما تحتاج من سلع وخدمات، ويرتبط المبلغ الذي تصرفه هذه العائلات بشكل رئيسي بالدخل المتاح أو الدخل بعد الحسم الضريبي ،وهو المبلغ المتبقي من الدخل بعد دفع ضريبة الدخل والضرائب الأخرى، ومن العوامل الأخرى التي تؤثّر على الاستهلاك الشخصي تكلفة الإيداعات المصرفية ومعدّل التضخُّم المالي اللذان يؤثران في نزعة الناس للتوفير.
وتُعرف باللغة الإنجليزية بمصطلح (Consumer culture)، وهي مجموعة من المبادئ التي تعتمد على الأفكار الفردية، والاجتماعية في تحديد طبيعة الاستهلاك للفرد الواحد، أو الأسرة كاملة، وتعرف أيضاً بأنها المفاهيم والأفكار السائدة في مجتمع ما، والمرتبطة بمجموعة من المنتجات التي تتناسب مع طبيعة الاستهلاك البشري ضمن منظومة فكريّة ثابتة، ومعتمدة على نقاطٍ واضحة، ومفهومة التي تؤدّي إلى ظهور فكر ثقافي مؤثّر على القطاع الاقتصادي في المجتمع المحلي.

أنماط ثقافة الاستهلاك

هي مجموعة من الأساليب التي تحدّد طبيعة ثقافة الاستهلاك السائدة في المجتمع، وتقسم إلى النمطين التاليين:
·     نمط الاستهلاك العادي: هو الذي يعتمد على استهلاك الحاجات الأساسية الخاصة بالأفراد، والتي تعتبر جزءاً من أجزاء الغذاء اليومي، مثل: الخُبز، فيعتبر هذا النمط الاستهلاكي دائماً، ومستمراً ولا يمكن الاستغناء عنه لفترة زمنية طويلة، ولا يرتبط فقط بالطعام وحده، بل يعتمد أيضاً على توفير المأوى، وغيره من الحاجات الأساسية الأخرى.
·     نمط الاستهلاك غير العادي: هو الذي يفوق استهلاك الحاجات الأساسية، ويعتمد على المستهلكات الإضافية، أو التي لا تعتمد على الاستهلاك الرئيسي، ومن الأمثلة عليها: الإنفاق على تكاليف إقامة المناسبات، والتي تنفق خلال فترة زمنية محددة، وتنتهي مع انتهائها.

محددات ثقافة الاستهلاك

هي التي تضع ثقافة الاستهلاك ضمن منظوراتٍ ثابتة في كل اتجاه فكري خاص بها، وتقسم إلى التالي:
·     المحدد الأول: هو الذي يعتمد على ربط الوضع الاستهلاكي بالفكر الرأسمالي، والذي أدّى إلى انتشار سلع تشابهه، فكلما كانت نوعية السلعة ممتازة كان سعرها مرتفعاً، والعكس صحيح.
·     المحدد الثاني: هو الذي يرى أنّ السلع الاستهلاكية الرئيسية هي التي توفر كافة احتياجات الأفراد، وتعتمد نوعية هذه السلع على الوضع الاجتماعي الخاص بالأسرة.
·     المحدد الثالث: هو الذي يعتبر الاستهلاك وسيلةً من وسائل تحقيق السعادة للأفراد.

خصائص ثقافة الاستهلاك

تتميز ثقافة الاستهلاك بالعديد من الخصائص المرتبطة بها، وهي:
·     تعتبر ثقافة مادية، أي إنّها تعتمد في الحصول على السلع على وجود أسواق تجارية متخصّصة بعمليات البيع، والشراء مما يؤدّي إلى إنفاق المال من أجل الاستهلاك.
·     تعتمد على الأسلوب الاستهلاكي، أي إنّ لكل سلعة تأثيرٌ على مجموعة من الأفراد، يختلف عن غيرهم، لذلك يتحكم أسلوب الاستهلاك في ثقافة الاستهلاك، مثال: يفضل بعض المستهلكين شراء الشاي من شركة معينة بشكل دائم، ولا يفضلون استخدام منتجات الشركات الأخرى.
·     تتميز بالتطور المستمر، أي إنّ المستهلك يتأثر بطبيعة التطورات الاستهلاكية التي تحصل حوله، ممّا يؤدّي إلى تطور ثقافته الاستهلاكية، فمثلاً اعتمد الناس قبل عشر سنوات على استخدام الهواتف الخلوية العادية، والآن يستخدمون الهواتف الخلوية الذكية، كنتيجة من نتائج التطور المستمر.
·     تهتمّ بنوعية العلامات التجارية للمنتجات، أي إنّ كل سلعة مستهلكة ترتبط بمصدر تصنيع معين، مثل: الملابس التي تصنع وفقاً لمواصفات معينة، وأسماء تجارية مشهورة تؤثر تأثيراً واضحاً على الثقافة الاستهلاكية.

الخاتمة

إن البلدان النامية تسعى في العادة للحد من الاستهلاك، ولاسيما الاستهلاك الكمالي، وتحاول إيجاد البدائل المحلية للسلع المستوردة وتشجع الادخار والاستثمار وذلك كله بالتخطيط الاقتصادي والاجتماعي وباعتماد السياسات المالية والنقدية الهادفة إلى تحقيق أعلى نسبة من «النمو» الممكن في الدخل من جهة وإلى دفع حركة «التطوير» الاقتصادي والاجتماعي من جهة أخرى. وقد حفلت النصوص المتخصصة «بالتنمية» بالمعالجات المتنوعة لكل الجوانب الاقتصادية وغير الاقتصادية المتعلقة بالبلدان النامية ومن ضمنها بناء «النماذج الرياضية» model building المعقدة والقادرة على احتواء «المتغيرات» الكثيرة المواكبة لعملية التنمية والمتفاعلة معها. ويكتفى هنا بالإشارة إلى أبسط هذه النماذج وهو ما يعرف بـ«نموذج هارود دومار للنمو» Harrod Domar Growth Model لأنه يعتمد على التفاعل المبسط «للمضاعف والمسّرع»، الذي سبق أن أشير إليه آنفاً، والذي ينتج منه في ظل شروط معينة نمو اقتصادي متصاعد ومستمر.


هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع