نسبة النعم لغير الله
قال تعالى : ) يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون ( .
قال مجاهد ما معناه : هو قول
الرجل : هذا مالي ورثته عن آبائي .
وقال عون بن عبد الله :
يقولون : لولا فلان لم يكن كذا .
وقال ابن قتيبة : يقولون :
هذا بشفاعة آلهتنا .
وقال أبو العباس بعد حديث زيد
بن خالد الذي فيه : أن الله تعالى قال : ] أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر [ رواه البخاري ومسلم, الحديث - وقد تقدم – وهذا كثير في الكتاب
والسنة , يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به .
قال بعض السلف : وهو كقولهم : كانت الريح طيبة , والملاح حاذقاً , ونحو ذلك
مما هو جارٍ على ألسنة كثير.
• إضافة النعم إلى الله تعالى تمام التوحيد :
لا
يتحقق التوحيد إلا بإضافة النعم إلى الله تعالى اعتقاداً بالقلب وقولاً باللسان
فمن أنكر نعم الله بقلبه ولسانه فذلك كافر ليس معه من الإيمان شيء , ومن أقر بقلبه
أن النعم كلها من الله وحده , وهو بلسانه تارة يضيفها إلى الله , وتارة إلى نفسه
وعمله وإلى سعي غيره فهذا شرك أصغر مناف لكمال التوحيد ويجب على العبد أن يتوب منه
.
• حقيقة شكر الله على النعم :
الواجب على الخلق إضافة النعم إلى الله قولاً واعترافاً وشكره عليها فإن
الشكر الذي هو رأس الإيمان مبني على ثلاثة أركان :
1- اعتراف القلب بنعم الله كلها على الإنسان
وعلى غيره .
2- والحديث بها والثناء على الله بها .
3- والاستعانة بها على طاعة المنعم وعبادته
وهذا هو الشكر العملي بالجوارح .
– شكر الناس:
يقين
المسلم بأن كل ما أصابه من حسنة من الله , وشكر الله عليها لا يعني أن يتنكر
لمعروف الناس ويكون جافياً معهم فإذا جعلهم الله أسباباً لوصول النعم إليه فإن
السنة أن يشكرهم ويدعو لهم لما روى أبو داود والترمذي وأحمد مرفوعاً : (( لا يشكر
الله من لا يشكر الناس )) .