منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو )
وهي
أبرز المنظمات الدولية في مجال رعاية الطفولة وينص دستور المنظمة على أنها تسهم في
توطيد السلم والأمن بتشجيع التعاون بين الأم عن طريق التربية والعلوم والثقافة لذا
تعمل المنظمة على نشر التعليم والنهوض بالعلوم والبحوث العلمية وتبادل الثقافات
وتقاربها ونشر المعرفة الإنسانية وإرساء حقوق الدولية وتشجيع الترجمة والتأليف
والنشر والاختراع وتدعيم الفنون والتقدم وتوصي المنظمة بعقد الاتفاقات الدولية
اللازمة لإنـجاز الأهداف السابقة كما تعمل بالمبادرة إلي زيادة المعرفة .
أهداف المنظمة
-
تحسين
السياسات التي سوف تؤدي إلى نفاذ متزايد إلى التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة
- تحسين جودة الممارسات في التعليم في
مرحلة الطفولة المبكرة
-
بناء
القدرات الوطنية والإقليمية المتعلقة بالرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة
لذلك يهدف مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية
في الدول العربية إلى تحسين السياسات التي تؤدي إلى نفاذ متزايد للتعليم في مرحلة
الطفولة المبكرة في الدول العربية كما والى تحسين نوعية ممارسات التعليم في مرحلة
الطفولة المبكرة.
ينصّ
إعلان جومتيين حول التعليم للجميع على أن التعلّم يبدأ عند الولادة ويؤكد الإعلان
على أن الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة عنصران اساسيان من عناصر
التعليم الأساسي.
ويعيد إطار عمل دكار التأكيد على أهمية الطفولة المبكرة
ويضع تطوير الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة كهدف من أهدافه الستة :
1.
توسيع
وتحسين الرعاية والتربية على نحو شامل في مرحلة الطفولة المبكرة، وخاصةً لصالح
أكثر الأطفال تأثراً وأشدهم حرماناً. وقد
اظهرت الأبحاث أن أسس التنمية البشرية توضع خلال سنوات الطفل الأولى وأن التعليم
في مرحلة الطفولة المبكرة يعتبر عاملاً مهماً لتأسيس عملية تعلّم فعّالة في
المراحل الابتدائية والمراحل اللاحقة في المدرسة. وبعد أن أدركت غالبية الدول
العربية هذا الأمر، سجّلت ارتفاعاً في معدلات التسجيل في المرحلة ما قبل
الابتدائية .
أخر الإنجازات:
وتمهيداً لعام 2016-2017، تعمل الوزارة
مع منظمات الأمم المتحدة والجهات المانحة ومنظمات المجتمع المدني تحت شعار
"أنا حاضر"، لتوفير المستلزمات الدعم المالي والتقني والمعلي واللوجستي
بهدف توسيع النجاح الذي تمّ تحقيقه خلال العام الماضي وضمان وصول جميع الأطفال
والشباب من عمر الثالثة وحتى الثامنة عشر لفرص تعليم مجانية، بما فيها التعليم
المبكر.
رعاية وتنمية الطفولة المبكرة في مصـر
قام مكتب اليونسكو بالقاهرة بالتعاون مع
برنامج الخليج العربي لصندوق الأمم المتحدة الإنمائي (الأجفند) ووزارة التربية
والتعليم المصرية بوضع مشروعاً رائداً حول رعاية وتنمية الطفولة المبكرة والذي بدأ
في عام 2003. ومنذ ذلك الحين حقق ما يلي:
- تطوير
مركز نموذجي للطفولة المبكرة
- بناء قدرات أكثر من 630 مدربا ومعلما وأكاديميا في مجال رعاية
وتنمية الطفولة المبكرة في مصر والمنطقة العربية والبلدان النامية الأخرى
- إعداد مجموعة من الوثائق منها:
·
منهج مطور نموذجي
·
استراتيجية شاملة لتنمية الطفولة
المبكرة في مصر
·
دليل المعلم
·
دليل شامل للتدريب
ولا يبدأ التعلّم وقت التحاق الأطفال
بالمدارس الابتدائية فحسب، بل إنه يبدأ أيضا منذ الولادة وفي المنزل. وترمي
البرامج والخدمات الشاملة للرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة إلى تعزيز
التنمية والتعلّم المتكاملين لصغار الأطفال منذ الولادة وحتى سن الثامنة.
ويشمل مصطلح "الرعاية" جوانب
عدة منها الصحة والتغذية والنظافة في بيئة آمنة ومؤاتية لتنشئة الطفل. أما مصطلح
"التربية"، فيغطي مفاهيم الحفز والتهيئة الاجتماعية للأطفال والإرشاد
والمشاركة وكذلك الأنشطة التعليمية والإنمائية. و"الرعاية"
و"التربية" أمران متلازمان لا يمكن الفصل فيما بينهما: فكلاهما ضروري
وكل منهما يعزز الآخر لبناء أساس متين يتيح للأطفال أن يتعلموا مدى الحياة وأن
ينعموا بالرفاه.
والأمهات والآباء هم أول من يقدّم
الرعاية والتربية إلى صغار الأطفال.
وتتخذ برامج الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة أشكالاً شتى
في الأطر النظامية وغير النظامية وغير الرسمية ومنها مثلاً ما يلي:
-
برامج تعليم الأمهات والآباء؛
-
برامج رعاية الأطفال التي ترتكز على
المنزل؛
-
برامج محو الأمية على صعيد الأسرة التي
تعزز المهارات القرائية والمعارف المتعلقة بتنشئة الأطفال لدى أولياء الأمور وتعزز
أيضاً القدرة على الكتابة والقراءة في مرحلة الطفولة المبكرة؛
-
رياض الأطفال ودور الحضانة النظامية؛
-
برامج الاستعداد المدرسي التي تيسّر
الانتقال إلى المراحل الأولى من التعليم الابتدائي، وما إلى ذلك.
الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة:
يعتمد التقرير الراهن نهجاً شموليا بخصوص
تعريف الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يرى أن الاهتمام بهذا النهج
الشمولي "يدعم بقاء الأطفال ونموهم وتنميتهم وتعلمهم – بما في ذلك الجوانب المتعلقة
بالصحة والتغذية والنظافة والتنمية المعرفية والاجتماعية والجسدية والعاطفية- منذ الولادة
وحتى دخول المدرسة الابتدائية في البيئات النظامية وغير الرسمية وغير النظامية."
ويعني ذلك أن التقرير الراهن يقف عند المرحلة العمرية السابقة على الإلتحاق في المرحلة
الإبتدائية بوصفها مرحلة الإعداد الجسدي والنفسي والاجتماعي والعاطفي للإلتحاق بالمرحلة
الأولية.
ويطرح هذا النهج الشمولي مسألة على قدر كبير
من الأهمية تتعلق بالفائدة من استقطاب تلاميذ في المرحلة الإبتدائية بنسب كبيرة وهم
يفتقدون هذه الجوانب الهامة التي يلح ويؤكد عليها مفهوم الرعاية والتربية في مراحل
الطفولة المبكرة. فمن الملاحظ أن الكثير من التلاميذ في العديد من الدول الأقل نمواً
في أفريقيا وآسيا غالباً ما يلتحقون بالمرحلة الإبتدائية وهم يفتقدون الحدود الدنيا
اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا وصحيا، الأمر الذي لا يؤهلهم للإستمرار في التعليم من جانب،
وتعظيم الإستفادة المعرفية من جانب آخر. فمعظم هؤلاء الأطفال يأتون من أسر فقيرة متواضعة
اقتصاديا بما يجعل من استمرارهم في التعليم مسألة شبه مستحيلة في ظل المصاريف التي
تفرضها معظم المدارس عليهم، وفي ظل الإحتياج لهؤلاء الأطفال للعمل الاسري في الكثير
من مناطق العالم الأكثر فقراً.
ويرى التقرير أن الإهتمام بالأطفال في هذه المرحلة العمرية منذ الولادة
وحتى الإلتحاق بالمرحلة الإبتدائية يجب التعامل معه بوصفه حق مكتسب مثل غيره من الحقوق
الاجتماعية التي تنص عليها الدساتير المحلية والعالمية. وفي هذا السياق، يقسم التقرير
مرحلة ما قبل التعليم الإبتدائي إلى مرحلتين: الأطفال دون سن الثالثة والأطفال من سن
الثالثة إلى سن الدخول في المدرسة الإبتدائية الذي يكون عادة في سن السادسة.
مسوغات توفير الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة:
يكتسب هذا التقرير أهميته من ناحية تأكيده
على ضرورة رعاية الأطفال في مرحلة ماقبل التعليم الابتدائي، ليس لأن ذلك يمثل حقاً
قانونيا لهم، نصت عليه الدساتير العالمية والمحلية على السواء، ولكن لأن الأطفال في
هذه المرحلة العمرية لا يمكنهم مساعدة أنفسهم بأنفسهم. فالأطفال يمثلون من هذه الناحية
أضعف الفئات الاجتماعية التي تلتمس قوتها واستمراريتها ووجودها من القوة الفاعلة للكبار
المحيطين بهم، والمشرفين عليهم، والمتعاملين معهم. فالتطور الفيزيقي والمعرفي والعاطفي
والنفسي يعتمد بدرجة كبيرة على من يتولون تربية الأطفال ومراعاتهم، سواء أكانوا من
أعضاء الأسرة المباشرين، أو من الأقارب، أو من هؤلاء المشرفين على دور الحضانة والرعاية
في مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي.
إن التجارب الأولى التي يمر بها الأطفال
تمثل عوامل مفصلية في باقي عمرهم. وما يمكن تلافيه وتجنبه في المراحل العمرية الأولى
عن طريق التربية والرعاية الجيدة، يصبح من غير الممكن تلافيه فيما بعد. كما أن التقرير
يلفت النظر أيضاً إلى أن رعاية الطفل في تلك المراحل المبكرة أكثر وفراً من رعايته
فيما بعد، وفي ظل تدهور مستوياته الصحية والتعليمية والنفسية والاجتماعية.
يرى التقرير أن ما يمر به الطفل في سنين عمره الأولى من معاملة سيئة وتغذية
رديئة وضعف تربوي وتعليمي كلها تنتقل معه إلى باقي مراحله العمرية المختلفة، بحيث يصعب
علاجها، وتترك بصماتها الواضحة على شخصيته وجملة ممارساته المختلفة. من هنا فإنه من
الضروري أن تركز البرامج المختلفة، المصممة من أجل التعامل مع الطفل في هذه المرحلة
العمرية الحرجة والحساسة من عمره، على رفاهيته وبالقدرة على إشباع حاجياته المختلفة
بشكلٍ كلي وشامل وتام.
وعلى رأس هذه الإشباعات تأتي الصحة الجيدة
والتغذية الكافية بوصفهما عاملين هامين مرتبطين بالعملية التعليمية. فالتقرير يؤكد
من خلال منظوره الكلي الشامل على أهمية الربط بين الصحة والتغذية من جهة والتعليم من
جهة أخرى. فبدون شروط صحية مناسبة وعملية تغذية جيدة لن يمكن تحقيق المستويات المأمولة
من العملية التعليمية. فمن غير المنتظر أن يلتحق الأطفال المرضى وغير الأصحاء بالمدارس
في المرحلة الابتدائية، وهو ما سوف يزيد من عدم القيد في هذه المرحلة والإلتحاق بها.
ولا يقف الحال عند هذا المستوى من عدم الإلتحاق بالمرحلة الابتدائية لكنه يتعدي ذلك
إلى الضعف الصحي العام، الذي يعيق النمو اللغوي والحركي والاجتماعي والعاطفي.
إن المنظور الشامل للتقرير لا يقف فقط عند
الجوانب التي تتعلق بالتغذية المباشرة للطفل، لكنه يقف أيضاً عند البيئة المحيطة به،
وتأثيراتها المباشرة عليه، من حيث توافر مياه الشرب المأمونة الجانب، والصرف الصحي
السليم. فلا يمكن الوقوف فقط عند عنصر التغذية السليمة، في ظل وجود عوامل بيئية غير
مأمونة الجانب ملازمة للطفل في حياته وممارساته اليومية. وهنا تبرز أهمية برامج الرعاية
الاجتماعية المبكرة للأطفال بوصفها تمثل جانباً تعويضيا للفئات المحرومة مما يقلل من
التأثيرات السلبية المصاحبة لهذه العوامل البيئية المعاندة والمضادة، والتي تقلل بدرجة
أو بأخرى من الإلتحاق بمرحلة التعليم الابتدائي.
وفي هذا السياق يؤكد التقرير على الدور الفاعل والمؤثر لبرامج الرعاية
والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة في تعزيز الرفاهية الجسدية، والمهارات المعرفية
واللغوية، والتنمية الاجتماعية والعاطفية للأطفال. ويكشف التقرير، من خلال إحدى الدراسات
الميدانية، أنه "في إحدى المقاطعات الفقيرة في نيبال كانت نسبة الأطفال الذين
واصلوا تعليمهم في المدارس الابتدائية من بين الأطفال الذين شاركوا في برنامج لمرحلة
الطفولة المبكرة 95% مقابل 75% من الأطفال الذين لم يشاركوا في مثل هذا البرنامج."
إن الهدف من نشر وتفعيل البرامج الخاصة بمراحل
الطفولة المبكرة يمثل إستثمارً جيداً في رأس المال البشري من ناحية، كما أنه يمثل تمييزاً
إيجابيا للكثير من الفئات المحرومة في الكثير من مناطق العالم من ناحية أخرى. ويمثل
برنامج هيد ستارت أحد البرامج التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية عام 1964 في
إطار حربها ضد الفقر وتعويض الفئات الأكثر حرماناً مثل الأفارقة والمهاجرين القادمين
من أمريكا اللاتينية. إن مثل هذه البرامج القائمة على التمييز الإيجابي تحد بلاشك من
التفاوتات القائمة مجتمعيا، كما أنها تساعد في ضمان وصول الأطفال المعدمين والفقراء
للمرحلة الابتدائية بأمن وسلام، وتضمن استمراريتهم في التعليم.
ومن أهم البرامج المطروحة، وأيسرها تطبيقاً
وتنفيذاً، ما يسمى ببرامج الرعاية الأبوية، والبدء بالمنزل. يراعي التقرير هنا، كون
الأبوان هما أول من يتعامل معهما الطفل، وكون المنزل هو الوحدة الاجتماعية الأولى التي
ينشأ بين جنباتها، ويكتسب معارفه من خلالها. والتقرير يدعو إلى تدريب الآباء والأمهات
على كيفية تعاملهم مع أطفالهم من ناحية، ومدهم بالمواد الترفيهية والتعليمية المختلفة
مثل الكتب وأدوات الرسم والتعلم، بما يشكل بيئة جيدة للتعليم والرعاية المبكرة.
إضافة إلى ذلك، يؤكد التقرير على أهمية تمويل
المراكز التعليمية المختلفة، التي تنمي الحس المعرفي عند هؤلاء الأطفال، وبشكلٍ خاص
القراءة والنطق السليم. ويمنح التقرير الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة، أهمية كبيرة من
حيث ضرورة الاهتمام بهم، والعمل على دمجهم ضمن محاولات الرعاية والتعليم المبكر. والجدير
بالذكر هنا، أن التقرير لا يتعامل مع الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة بوصفها
هدفاً في حد ذاته، لكنه يتعامل معها، بوصفها معبراً للمرور إلى مرحلة التعليم الابتدائي،
وكلما اتسم العبور بالسلاسة والمرونة والإلمام المعرفي والتربوي، كلما تعامل الطفل
مع المرحلة الابتدائية بدرجة كبيرة من السلاسة والمقبولية والنجاح.
ويطرح التقرير في النهاية مجموعة من العوامل
يرى أنها تساعد على المزيد من الاهتمام بموضوع الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة.
وتشمل هذه العوامل: التأييد السياسي على مستوى عال، والمشاركة الواسعة من جانب كافة
الأطراف، وتعظيم الشراكة بين الحكومات والمنظمات الدولية والوكالات المانحة والمنظمات
غير الحكومية، ودمج برامج الرعاية والتربية المبكرة مع الإطار التنموي العام، وبشكلٍ
خاص برامج الحد من الفقر، واخيراً الاستفادة من الحملات الإعلامية في لفت الانتباه
نحو أهمية برامج الرعاية والتربة المبكرة. إن مسألة الرعاية والتربية المبكرة تقتضي
تعاون ومشاركة كافة فئات ومنظمات المجتمع، سواء أكانت حكومية أو غير حكومية، فلا يمكن
إلقاء العبء فقط على الحكومات والهيئات الرسمية لكنه يجب أن يتعداه إلى منظمات المجتمع
المدني الأخرى والهيئات الدولية المانحة، بحث تتحول المسألة في النهاية إلى هم انساني
عام يهدف لتطوير الأطفال وتنميتهم التعليمية والمعرفية.