القائمة الرئيسية

الصفحات


بسم الله الرحمن الرحيم

- المقــدمـة –

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير المرسلين ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . وبعد :
إن المخدرات من أخطر الظواهر الصحية والاجتماعية التي يواجهها المجتمع في هذا الزمن ، فلقد أبتلي العالم بوباء الإدمان على المخدرات هذا الداء الخبيث وذلك لما يشكله من تهديد للأمن وزعزعة للاستقرار , وإزهاق للأرواح .

والعالم اليوم اقترب بعضه من بعض , واصبح الانتقال من بلد إلى آخر سهلا جدا ، وبذلك انتقلت مع هذا التقارب بعض العادات والتصرفات ، وانتقلت معها ظاهرة المخدرات , والمملكة جزء لا يتجزأ من هذا العالم تتأثر به وتتفاعل معه ، فهي لم تسلم من انتشار هذه الظاهرة الخبيثة في المجتمع فكان لا بد أن يؤدي المجتمع دوره في الوقاية والمكافحة من خطورة الإدمان وأن توضح خطورته للنشء , وللأسرة وأن تكثف حملات التوعية الصحية والفكرية بين مختلف شرائح المجتمع واستغلال جميع الإمكانيات المتاحة وتسخيرها لمحاربة هذا الداء سواء كان ذلك من خلال قنوات الإعلام المسموعة أو المرئية أو المقروءة أو من خلال فرض العقوبات أو سن القوانين واتخاذ الإجراءات الصارمة للتصدي لهذا الخطر والحد منه.

ولابد كذلك أن يعمل المجتمع يداً بيد بكل مؤسساته وأجهزته وشرائحه لتتضافر الجهود , والتنسيق مع الدول الأخرى من حيث التعاون الأمني والاستفادة من تجارب الغير في مكافحة المخدرات .

وفي بحثنا هذا سوف نحاول إلقاء الضوء على الجوانب الخطيرة للمخدرات وأضرارها على المجتمع , ونسأل الله العزيز القدير أن يحمي مجتمعنا من كل سوء ومكروه , ويحفظ لنا شبابنا ويهديهم إلى سواء السبيل .

(( مفهوم المخدرات ))
تعريف المخدرات :
(( المادة المخدرة هي كل مادة خام أو مستحضرة تحتوي على عناصر منبهة أو مسكنة من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة أن تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها , مما يضر بالفرد والمجتمع جسمياً ونفسياً واجتماعيا )) (1) .
ونلاحظ هذا التعريف أنه لم يأخذ في اعتباره المواد المسببة للهلوسة مثل (LSD) أو (MDD) لذا تعرف بأنها (( عقاقير تؤثر على الجهاز العصبي المركزي بالتنشيط أو التثبيط أو تسبب الهلوسة والتخيلات , وتؤدي بمقتضاها إلى التعود أو الإدمان وتضر بالإنسان صحياً واجتماعياً ، وينتج عن ذلك أضرار اقتصادية واجتماعية للفرد والمجتمع . (2)
  ولقد حاول بعض الباحثين تعريف المخدرات قانونيا والآخر علمياً .
التعريف القانوني للمخدر :
(( المادة التي تشكل خطرا على صحة الفرد وعلى المجتمع )) (3) .
أيضا هنالك تعريف قانوني ((هي مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وترهق الجهاز العصبي، ويحضر تداولها او زراعتها أو صنعها إلا لأغراض يحددها القانون، ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك)) . (4)
التعريف العلمي :
(( مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم )) لذلك لا تعتبر المنشطات ولا العقاقير المهلوسة وفق التعريف العلمي من المخدرات. بينما يعتبر الخمر من المخدرات . (5)
التعريف اللغوي للمخدرات :
يقال ( تخدر _ واختدر ) أي استتر . والخادر هو الفاتر الكسلان . والخدر هو تشنج يصيب العضو فلا يستطيع الحركة . وعليه فإن المخدر والمسكر والخمر هو : التغطية والستر والتظليم والتعتيم والغموض والفتور والكسل .
والمخدرات والمسكرات تنطبق عليها هذه المعاني تماماً ، فهي تغطي صاحبها عن الحقيقة , وتستر على عقله , وتحجبه عن كل فضيلة , وتدفعه إلى كل رذيلة ، فهي المحيرة , فتجعل صاحبها يعيش في غموض وظلام وكسل وفتور .
مفهوم التعاطي :
(( استخدام أي عقار مخدر بأية صورة من الصور المعروفة في مجتمع ما للحصول على تأثير نفسي أو عقلي معين ))

وهناك من يعرف تعاطي المخدرات بأنه (( رغبة غير طبيعية يطهرها بعض الأشخاص نحو مخدرات أو مواد سامة تعـرف - إراديا أو عن طريق المصادفة – على آثارها المسكنة والمخدرة أو المنبهة والمنشطة , وتسبب حالة الإدمان ، تضر بالفرد والمجتمع جسمياً ونفسياً واجتماعياً ))  .
مفهوم الإدمان :
هو حالة تسمم مزمنة ناتجة عن الاستعمال المتكرر للمخدر ، وخصائصه هي :
·      تشوق وحاجة مكرهة لتعاطي المخدرات والحصول عليها بجميع الوسائل
·      نزعة لزيادة الكميات
·      تأثيرات مؤذية للفرد والمجتمع
·      خضوع وتبعية جسدية ونفسية لمفعول المخدر
·      ظهور عوارض النقص عند الانقطاع الفوري عن المخدر اختيارياً كان أم إجباريا .
كما يعرّف بأنه ((  الحد الذي تفسد معه الحياة الاجتماعية والمهنية للفرد المدمن حيث يصل إلى صورة مركبة معقدة تتميز ببعض السمات مثل الرغبة الملحة في تكرار التعاطي , الاتجاه نحو زيادة الكمية ، والتأثيرات السلبية على الفرد وعلى الوسط الاجتماعي المحيط به )) .
لمحــــة تاريـخـية
عرفت المخدرات منذ القدم واستعملها بعض الناس في جلب المنفعة وفي تسكين الآلام والأوجاع. ولكن كان استعمالها محدودا وخطرها مجهولا، حتى الطب لم يدرك خطرها خارج النطاق الطبي إلا منذ عهد قريب.
ولا شك أن اكتشاف هذه المواد جاء بصورة عفوية أو بطريق الصدفة، أو ربما بالتجربة نتيجة البحث عن علاج جراء تعامل الإنسان مع الطبيعة بصورة مباشرة لغرض العيش وإيجاد حلول مناسبة تساهم في حل مشاكله ومنها الصحية لاشك.
عرفت المجتمعات الإنسانية منذ فجر التاريخ نبات القنب الهندي والذي استخرج من أليافه وأنسجته عدة أغراض استخدمها الإنسان ومنها التخدير... تشير الدراسات إلى أن الصينيين عرفوا ذلك قبل ميلاد السيد المسيح بثمان وعشرين قرنا، ولم يستعملوه كمخدر مثل جيرانهم الهنود الذين استعملوه في طقوسهم الدينية.. كما أن الكهنة المسيحيين استعملوا بدورهم القنب الهندي كمادة مخدرة في الطقوس والمراسم الدينية.
وفي البلاد العربية عرفت المخدرات أيضا منذ فترة طويلة وعلى المنوال السابق في بعض بلاد العالم الأخرى، فالحشيش كما يقول ابن البيطار، كان يزرع في مصر، وكان الفقراء يتعاطون هذا العقار.
أما القات فقد انتقل إلى اليمن حينما غزتها الحبشة عام 925 م، وانتقل من اليمن إلى بعض المناطق في فلسطين مع هجرة اليهود من اليمن. وعرفت بلاد الرافدين وحضارة النيل سابقا الأفيون، وتكلمت أوراق البردي المصري عنه منذ 1500 قبل الميلاد، كما سبق، إلا انه لم يتحول إلى موضوع للتعاطي كما تحول الحشيش والقات.
أنواع المخدرات
النوع الأول : مخدرات طبيعية
وهي التي تكون في الأصل نباتات وتستعمل مباشرة بشكلها الأصلي عن طريق الفم ، ومثال ذلك الحشيش والأفيون والكوكا والقات .
النوع الثاني : مخدرات تصنيعية ( نصف طبيعية )
هي المواد المخدرة التصنيعية التي تستخلص من المواد الطبيعية ، وتجرى عليها بعض العمليات الكيميائية ، وتصبح مواد أخرى أشد تركيزاً وأثراً ، ومن أمثلة هذا النوع المورفين والهيروين والكوكايين والكودايين وغير ذلك من المواد التصنيعية .
النوع الثالث : المخدرات التخليقية
هي عقاقير من مواد كيميائية لها نفس تأثير المواد المخدرة الطبيعية أو التصنيعية ، وهي تصنع على شكل حبوب او أقراص أو كبسولات ، أو حقن أو مساحيق ، وكذلك أشربه ، وتنقسم هذه النوعية إلى عدة أقسام منها :
·      المخدرات التخليقلية المهبطة او المخدرة مثل الميثادون والسيكونال والفاليوم .
·      المخدرات التخليقية المنشطة مثل الامفيتامينات والكبتاجون
·      المخدرات التخليقية المهلوسة مثل أل-أس-دي (LSD)    أم.أم.دي (MMD)  وغيرهما .
أسباب وعوامل انتشار تعاطي المخدرات

تختلف الأسباب من دولة إلى أخرى بل من مجتمع محلي إلى آخر في نفس الدولة .
وسوف نستعرض هنا الأسباب بشكل عام ثم المتغيرات الخاصة بالمجتمع الخليجي والتي أسهمت في انتشار المخدرات
أولا : أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار المخدرات:
1- تركيب الشخصية :
يعتقد بعض الباحثين أن هناك أفراداً يميلون إلى إدمان المخدرات بحكم تكوينهم النفسي والجسمي . ومن بعض الشخصيات الموجودة في المدمنين على النحو التالي:
أ – شخصية طبيعية سوية :
يحدث الإدمان عند هؤلاء نتيجة سوء استخدام للمادة المخدرة العلاجية .
ب – الشخصية القلقة :
وهي التي تتعاطى العقار لإزالة الشعور بالقلق مثل الشخصية الإنطوائية .
ج – الشخصية السيكوبائية :
وهي التي تتعاطى العقار لغرض الحصول على النشوة او لاكتساب الشعور بالأهمية أو للتعبير عن كراهية المجتمع .
د – الشخصية المريضة عقلياً :
وتشمل المصابين بالاكتئاب الشديد والذين يتعاطون المخدر لإزالة الشعور بالقلق والتوتر .
2 – ضعف الوازع الديني :
من أهم الأسباب خصوصا في حالة عدم قيام الأسرة أو المدرسة أو المجتمع بإبراز الأحكام الشرعية المتعلقة بالمخدرات .
3- سهولة توافر المخدرات وتساهل المجتمع نحو تعاطيها :
حيث ترتفع نسبة تعاطي المخدرات في المجتمعات التي يسهل الحصول على المخدرات فيها , وكذلك فإن التسامح في تعاطي بعض أنواع المخدرات كتناول المشروبات الكحولية مثلا قد يكون البداية لتعاطي مواد مخدرة أخرى .
4- وسائل الإعلام :
وتبرز المشكلة عند قلة وجود التوجيه والرقابة من قبل الأسرة والمجتمع والدولة على نوع المادة المعروضة ( كالأفلام ) ومدى خطورتها على الأطفال والمراهقين .
5- تأثير الأصدقاء والأصحاب :
يعتبر أقران السوء من أهم أسباب انتشار المخدرات , حيث يضغط الأقران على زملائهم حتى يقعوا في حمأة الرذيلة ومستنقع المخدرات .
6 – النقص في وسائل الترويح وقضاء الأوقات :
يعتبر وجود وسائل الترويح لاستخدامها في وقت الفراغ من العوامل المهمة الواقية من الانحراف والضجر والسأم وتشتت الفكر وانتشار بعض الظواهر مثل المخدرات .
7- تناول المخدرات لأغراض صحية :
قد ترجع أسباب تناول المخدرات للاعتقاد في أنها تفيد علاج أمراض جسمية كالربو وآلام المفاصل والبواسير وغيرها
8- تناول المخدرات لغرض النشوة الجنسية :
لعل من الأسباب الرائجة في تعاطي المخدرات البحث عن اللذة الجنسية من ناحية الإثارة والإطالة في فترة الجماع ،وهذا وهم ، فقد تزداد الإثارة الجنسية لذة بسيطة في بداية تأثير المخدر ، فمثلا متعاطي الحشيش يشعر بالسعادة ويغرق في الأحلام الوردية والتخيلات وينتابه السرحان فيتخيل أن الوقت يمر بطيئاً وطويلا . ومن هنا يكون الوهم بأنها تطيل فترة الجماع واللذة الجنسية ، ولكن باستمرار تعاطي المخدرات فأن الشخص يدخل في دائرة الإدمان ويفقد اهتمامه بالجنس ويتجه كلياً إلى البحث عن المخدر .
9 – المشاكل الأسرية :
وسوف نستعرض في هذا البحث دور الأسرة في انتشار المخدرات بشيء من التفصيل في الفصل القادم
10 – التقليد الأعمى للآخرين :
تبين أغلب الدراسات الاجتماعية أن أغلب المتعاطين من الشباب بغرض الاستطلاع التجريبي .
11- انتشار البطالة :
من العوامل المباشرة للانحراف عدم وجود فرص العمل المناسبة الأمر الذي يدفع العاطل للاتجاه للمخدرات بغرض الهروب من الواقع والشعور بالإحباط .
ثانياً : المتغيرات الخاصة بالمجتمع الخليجي والتي أسهمت في انتشار المخدرات
من أهم هذه المتغيرات :
1- التغير الاجتماعي السريع : لقد ساهم ظهور النفط في حدوث تغيرات جذرية وسريعة في المجتمع وطفحت على السطح العديد من المشاكل النفسية , ولقد أدى التغير الاجتماعي المفاجئ إلى حدوث شروخ عميقة في الأسرة فأصبح الشباب يعاني من الضياع والتوتر بشكل ملموس .
2 – التطور الحضاري السريع : أدى ذلك إلى تأثر القيم الاجتماعية والمعنوية وتفاوت العادات والتقاليد نتيجة لتغير الأوضاع الاقتصادية والثقافية والتعليمية مما يجعل الفرد عرضة للاجتهاد في تبرير سلوكه .
3- غياب التوجيه الأسري :  نتيجة انجراف الآباء وراء سعيهم الدائب للرزق والتحصيل المادي , مما يوجد فراغاً في توجيه النشء .
4- الموقع الجغرافي : يقع الخليج العربي في منطقة استراتيجية مهمة وذلك لقربه من منطقة الهلال الذهبي ( باكستان , إيران , أفغانستان) وبلدان شرق آسيا المنتجة للمخدرات . وقد أدى ذلك إلى تدفق كميات كبيرة من المخدرات من هذه المناطق إلى الخليج .
5- ارتفاع المستوى الاقتصادي : لاشك بأن توفر القدرة الشرائية لدى الشباب الخليجي أدى إلى سهولة الحصول على المخدرات .
6- العمالة الوافدة : تعتبر العمالة الوافدة من أهم الظواهر السياسية والاقتصادية والسكانية التي حدثت في دول الخليج العربي , فقد أدت فرص العمل في الخليج إلى تدفق هائل للعمالة الأجنبية وخاصة الآسيوية , وقد جلب بعض العمال الوافدين معهم انحرافاتهم وسلوكياتهم .
7- السفر إلى الخارج وبدون مراقبة : يعتبر ذلك من أسباب انتشار المخدرات سواء كان ذلك بجلبها إلى الداخل لنشرها وبث سمومها أو استخدامها في الخارج .
8- استغلال مواسم الحج والعمرة :ستغل بعض المهربين مواسم الحج والعمرة لتهريب مالديهم من مخدرات ، وقد اشتهرت حبوب (( الأمفيتامين )) باسم حبوب الكونغو لأنها جاءت أول مرة مع مجموعة من المهربين المتعذرين بالحج والعمرة من الكونغو .
9- الفجوة بين الأجيال :وتتمثل في الفجوة الثقافية والتعليمية التي قد تؤدي إلى عدم الانسجام بين الأجيال او أفراد الأسرة الواحدة وتسبب الصراعات والقلق والتوتر الذي يدفع للانحراف وتعاطي المخدرات .
10- قصور الإجراءات الأمنية : وذلك من عدة جهات فيكون هناك قصور من رجال الجمارك مثلا فلا يتم التفتيش بالدقة المطلوبة ، وهناك قصور في الأمن الداخلي فلا تتم مطاردة المهربين بالدرجة المعقولة ، وغيرها .
11- قلة التوعية بأضرار المخدرات : وذلك له دور أساسي في انتشار المخدرات وبالذات في المجتمعات الغير متعلمة
12- الاعتقاد الخاطئ بأنها غير محرمة : إن نسبة من المتعاطين يعتقدون أنها جائزة وغير محرمة لذا فإنهم يتناولونها .
دور الأسرة في انتشار المخدرات
تشكل المتغيرات الأسرية بشقيها البنائي والوظيفي عوامل مؤثرة بنسب محددة متفاوتة في انتشار المخدرات في المجتمع ، وسنستعرض فيما يلي التغيرات البنائية والوظيفية وأثرها في انتشار المخدرات .
أولاً : المتغيرات البنائية للأسرة
وتنقسم لقسمين :
 أ- انهيار بناء الأسرة : مثل الطلاق أو وفاة الوالدين أو أحدهما وتؤدي هذه الظروف إلى زعزعة الأمن الحياتي والمعيشي والاجتماعي عند الأبناء سيما الأطفال منهم , كما يفقد الأبناء الاستقرار النفسي والحنان العاطفي ، بالإضافة إلى فقدان السلطة الأبوية المشرفة والموجهة في حالة وفاة الأب . أما في حالة وفاة الأم فيفتقد الأطفال الحنان ، وقد تؤدي مثل هذه الظروف إلى الإحباط واليأس وظهور شخصية عدوانية قابلة للانحراف ببعض أشكاله ونماذجه ومنه تعاطي المخدرات .  
ب- اختلال بناء الأسرة : مثل غياب أحد الوالدين لفترة طويلة كغياب الأب عن أسرته لوجوده في الخارج لغايات العمل أو التجارة يؤدي ذلك الغياب إلى حرمان الأطفال من الحنان والعطف الأبوي ، ويقلل من فرص متابعتهم ومراقبتهم وتوجيههم وبالتالي يحدث خلل في العملية التربوية والعاطفية عندهم ويقلل من فرص تنشئتهم التنشئة الاجتماعية السليمة والمتكاملة حيث يسهل وقوعهم في دائرة السوء والانحراف ومنها تعاطي المخدرات .
ثانياً : المتغيرات الوظيفية :
ترتبط المتغيرات الوظيفية للأسرة بالأمور التالية :
1- المتغيرات الصحية :
تكمن في حالات مرض أحد الوالدين أو كليهما لفترات طويلة وينتج عن ذلك تراجع في أداء دور المريض نحو أفراد أسرته ، كالإشراف على الأبناء ومراقبتهم وتوجيههم .ومما لاشك فيه أن مثل هذه الظروف تساعد في تهيئة أسباب ومقومات الانحراف ومجاراة رفاق السوء والوقوع في شباكهم بسبب ضعف الرقابة والتوجيه
2- المتغيرات الاجتماعية : 
وتتمثل في ظهور ملامح ضعف الوازع الديني واضمحلال في يقظة الضمير عند أحد الوالدين أو كليهما ، وهذا من شأنه أن يزرع في نفوس الأبناء مفاهيم وأفكار ومعطيات قيمية خاطئة
3- المتغيرات الاقتصادية : 
كالفقر والبطالة وتدني مستوى الدخل ، ومن شأن هذه الظروف المالية الصعبة أن تولد عند البعض نقصاً أمام زملائهم في الأسر الميسورة ، فيقبلون على ممارسة الانحراف كالسرقة مثلا ، أو استغلالهم من قبل عصابات الاتجار بالمخدرات مقابل اغراءات مادية .

الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات على حياة الفرد والأسرة والمجتمع
1- ولادة أطفال مشوهين :
قد يؤثر تعاطي المخدرات على الجنين خلال فترة الحمل ، وقد أبرزت إحدى الدراسات بالولايات المتحدة أن نسبة %55من المواليد يصابون بأمراض وتشوهات مختلفة أبسطها الإسهال والتشنجات ... وحينما يكبرون تغلب عليهم السمات الانطوائية .
2- التأثير على النواحي الصحية بصفة عامة للمتعاطي :
حيث يؤثر تعاطي المخدرات على الجهاز الهضمي ينتج عنه العزوف عن الطعام ، والإحساس بالشبع والامتلاء ، ثم الكسل في حركة الأمعاء ، ينتج عنه إمساك مزمن شديد ، ونتيجة لذلك يحدث الهزل والضعف العام وفقر الدوم ،وينعكس على الاستجابات الاجتماعية مثل زيادة التوتر العصبي والاتجاه للعنف ، تصرفات لا إرادية ، زيادة السهر والأرق .
3- إفراز أطفال منحرفين :
لقد أشارت الدراسات إلى أن الأسر التي يوجد فيها أفراد منحرفون هم في الغالب متأثرون بنحو أو آخر من أنماط الانحراف داخل الأسرة ، ويتمثل ذلك في كون الأب سكيراً أو مدمناً على المخدرات (1)
4- ازدياد نسبة الجريمة :
هنالك تناسب طردي بين الجريمة والإدمان , وبينت الدراسات الأمريكية وجود علاقة بين تعاطي المخدرات والـجريمة ، (2) وان متعاطي المخدرات والكحول قد يرتكب الجريمة للأسباب التالية :
أ‌-    إن التعاطي للممنوعات في حد ذاته جريمة يعاقب عليها القانون فالمتعاطي يدرك أنه مخالف للقانون مما يشجعه على المخالفة الدائمة .
ب‌-   الأثر الذي يحدثه دخول الفرد السجن فيحاول جذب بقية المجرمين نحو المخدرات والكحول وأيضاً معاملة المجتمع للفرد بعد خروجه من السجن وندور فرص العمل إن لم نقل انعدامه مما يؤدي للسلوك الإجرامي .
ت‌-  المخدرات والخمر تكلف كثيرا فيضطر الفرد للسرقة والرشوة والاختلاس لشرائها .
ث‌-  عصابات المخدرات ومروجو الخمور تمارس جرائم أخرى فتشرك المتعاطين في الجرائم وخاصة الأخلاقية كالبغاء والسرقة والقتل .
ج‌-   يلجأ المجرمون كثيراً لتعاطي المخدرات فهناك علاقة دائرية بين الإجرام والكحول والمخدرات .
كما أن متعاطي الخمور والمخدرات قد يخون وطنه ببيع أسرار الدولة للأعداء مما يسبب مشكلات لوطنه وقد تدمرها .
5- السقوط من القمة :
نعم ، السقوط من القمة فإن الإدمان على المخدرات ينزل بالرجل المرموق ذا المنصب العالي إلى الحضيض ، فقد يكون غنياً ثم بين عشية وضحاها يصبح فقيراً معدما وقد يكون ذا منصب قيادي فيفصل من العمل ويضيع مستقبله بسبب الإدمان
6- الطلاق :
كثرة حدوث الطلاق في الأسر التي يتناول الأبوان أو أحدهما المخدرات ، فلابد أن يحدث الطلاق إذا تزوج المدمن من امرأة لا تدمن ، حتى ولو كان قد تزوجها قبل الإدمان فأنه لابد مطلقها ، أو هي تطلب الطلاق ، والسبب يعود إلى انه قد يطلقها وهو تحت تأثير المخدر ، وقد يطلقها إذا لم تعطه نقوداً أو تعطه مجوهراتها ، لكي يبيعها ويستفيد من قيمتها في شراء المخدرات .
7- إعطاء المثل السيئ لأفراد الأسرة :
حيث يقوم المتعاطي أو المدمن بشراء المواد المخدرة من قوته وقوت أولاده وأسرته تاركاً أسرته للجوع والحرمان ، الأمر الذي قد يؤدي بأفراد أسرته إلى السرقة والتسول كما قد يؤدي بزوجته إلى الانحراف لتحصل على قوتها (1) ، كما قد يؤدي التعاطي إلى حرمان الأبناء من التعليم أو الحصول على العلاج أو السكن الملائم ، وذلك لما يسببه المتعاطي من استنزاف لموارد الأسرة المالية . هذا بالإضافة إلى اهتزاز النموذج الوالدي أمام الأبناء والذي قد يتمثل في إهمالهم وعدم تقديرهم للمسئولية التي تنعكس على أسلوب تنشئة الأطفال في الأسرة .
8- نقل عادة التعاطي إلى أفراد الأسرة :
فإذا تكرر تعاطي رب الأسرة للمخدرات فهذا سوف يثير فضول أبنائه ويدفعهم إلى التعاطي ، كما قد يرسل الآباء أبناءهم لجلب المخدرات من أماكن بيعها ، ومن المعروف أن الأطفال سريعو التأثر بآبائهم وتقليد أفعالهم (1) .
9- عدم الأمان في الأسرة :
حيث يكون المنزل بصفة مستمرة عرضة للتفتيش من جانب أجهزة الأمن بحثاً عما بحوزة الشخص أو يحرزه من المخدرات التي يتعاطاها ، وشعور أفراد الأسرة بعدم الأمان بالإضافة إلى الشعور بعدم قدرة عائلها على حمايتها .
10- التفكك الأسري :
يؤدي تعاطي المخدرات إلى سيادة التفكك الأسري لما يسببه من مشكلات ينتج عنها الطلاق أو الهجر بالإضافة إلى ما يميز سلوك الآباء المتعاطين للمخدرات بعدم احترام زوجاتهم والاعتداء عليهن أمام الأطفال ، كما يتسم سلوك متعاطي المخدرات بعدم الالتزام بالقيم الأخلاقية المرعية في المجتمع ، وهذا ينعكس على بيوت المتعاطين في ظهور التفكك والانفصال والتنازع بين الزوجين .
وقد أبرزت دراسة إيرل ولتر Earl , Walter   على أطفال الأسر المتفككة والأسر غير المتفككة والتي تبين من خلالها أن المشكلات السلوكية لدى أطفال الأسر المفككة أكثر منها بين أطفال الأسر المترابطة لما يؤدي إليه التفكك الأسري من نقص في إشباع الحاجات النفسية الاجتماعية للأبناء ودفعهم إلى السلوك الانحرافي الذي تبدو مظاهره في تعاطي المخدرات .
11- التأخر الدراسي :
أبرزت الدراسات والكتابات أن تعـــاطي المخدرات له آثار سلبية على النواحي التعليمية للطلاب الذين يتعاطون المخدرات ، وذلك لأنهم يهملون واجباتهم المدرسية ويتغيبون عن حصصهم الدراسية كما يميل بعض الطلاب إلى ارتكاب أفعال لا اجتماعية سواء مع زملائهم او مدرسيهم ، وهذا يوقعهم في دائرة التأخر الدراسي (2) .
12- فقدان الأبناء للحب والحنان داخل الأسرة :
حيث يؤثر تعاطي المخدرات على نمط العلاقات بين الزوجين ، فيكثر الشجار بينهما مما يفقد الطفل الشعور بالأمن ، لأنه يخاف على مصيره ، وقد يخشى أن يتحول الشجار إليه فيضربه أبوه أو تضربه أمه ويقسوان عليه ، وكثيراً ما يشعر بالحيرة والبلبلة بين أن ينضم إلى أبيه أو لأمه ، ويبح في وضع متأرجح يملؤه الخوف والقلق والإحساس بالضياع ، وقد يؤدي ذلك إلى تعاطيه للمخدرات في سن مبكرة .
13- التغيب عن العمل وطلب الإجازات المرضية :
متعاطي المخدرات غالباً ما يلجأ إلى التغيب عن العمل وطلب الإجازات المرضية ، مما يؤثر على أداء العمل ، ويسبب مشاكل للمستفيدين من خدمات المؤسسة أو يعطل الإنتاج بالمؤسسة التي يعمل بها .
         كما أن اعتلال صحة المتعاطي الناجم عن المخدرات يؤثر في المجتمع لأن الفرد ليس بمعزل عن مجتمعه ، بل هو جزء منه يؤثر فيه ويتأثر به ، فإذا كان المتعاطون كثيرين دب الضعف في المجتمع ، واكتنفه الوهن ، وفقد سيطرته على قواه .
         وقد أشار Gabriel .G في دراسه له عن تعاطي الحشيش إلى أن تعاطي المخدرات والحشيش يؤدي إلى سيادة الأمراض الاجتماعية في المجتمعات ، مثل السلبية والتواكل والانتهازية وتعطيل أمور الناس في الدوائر الأعمال العامة والخاصة ، وهذا من شأنه أن يؤثر على تقدم المجتمع و نموه .
14- ارتفاع نسبة الانتحار بين المتعاطين للمخدرات :
قد يؤدي الإدمان على المخدرات والكحول إلى درجة من القسوة لا تخطر ببال ، فقد ينتهي الأمر بالمدمن للانتحار إذا هو لم يستطيع الحصول على بغيته .
فلقد أجريت عدة دراسات بالولايات المتحـدة الأمريكية ، وإنجلترا ، تبين منها أن نسبة % 50-45  من حوادث الانتحار في أمريكا كانت من بين المدمنين ومتعاطي المخدرات  .
15- ازدياد حوادث المرور :
إن استعمال المخدرات يؤدي إلى زيادة حوادث المرور لأن سائق السيارة عندما يتعاطى المخدر يظن أن تركيزه يزداد ويقل خوفه ويشعر بالأمان والواقع عكس ذلك فتحصل بسبب ذلك حوادث مرورية مروعة وكم من أبرياء ذهبوا ضحية سائق مدمن متهور .
تأثيرات المخدرات على جسم الإنسان
يصاب البدن بآفات متعددة ومختلفة، وقد لا يخلو عضو من أذية عميقة أو سطحية تبعا لنوع المخدر المستعمل ومدة الإدمان. ويمكننا أن نلخص في الجدول التالي أهم الإصابات التي يتعرض لها المدمنون.
أولا- الجلد والمخاطيات:
1.             ندبات ناجمة عن تكرر الحقن الوريدية.
2.             تلون  الأوردة في: المرفق- الساعد- الفخذ- الساق.
3.             انتباج (تورم) الأوردة وتصلبها (بطول قد يصل إلى 20 سم أحيانا).
4.             انكماش الجلد وضموره.
5.             احتراق الجلد بأعقاب السجائر المشتعلة خاصة في اليد والرقبة.
6.             الوشم: وهو علامة التعارف بين المدمنين.
7.      احمرار الجلد التحسسي الناجم عن تحرر الهيستمين بعد استعمال: الهيروثين أو الكودئين أو الكينين أو الباربتيورات.
8.             اصفرار المخاطيات (شحوب) ناجم عن فقر الدم- نقص الحديد- انحلال الدم.
9.             التهاب الشبكية (ناجم عن تكرر تناول البهارات).
ثانيا- العقد اللمفية:
1.             ضخامة العقد في: الكتف- الرقبة- الإبط.
2.             اضطراب الكريات البيضاء اللمفية.
ثالثا - الأطراف:
1.             آفات في الأطراف ناجمة عن التهاب موضع الحقن.
2.             التهاب في الشرايين يؤدي إلى اختفاء النبض نتيجة الحقن.
3.             وذمات في الأطراف العلوية والسفلية ناجمة عن الحقن الوريدية المتكررة.
رابعا- الرأس والعنق:
1.      ـ العينان:
- ارتعاش واهتزاز ناجم عن الهيروين.
- اصفرار الملتحمة ناجم عن التهاب الكبد.
- انقباض الحدقة ناجم عن الأفيونات.
- اتساع الحدقة ناجم عن تعاطي الـ (
LSD ) والحشيش والأمافيتامين والآتروبين.
2.             الأذنان:
  طنين ناجم عن تعاطي المنومات أو الأسبرين (أحيانا).
3.               الأنف :
 انثقاب الحجاب الأنفي ناجم عن استعمال الكوكائين.
4.      الفم:
- الأسنان بحالة سيئة.
- المضغ صعب ناجم عن الأمفيتامين.
5.      العنق:
- إصابة الوريد الوداجي بندبات اصطباغية.
- اضطراب وظيفة الغدة الدرقية.
خامسا - القلب:
1-     التهاب شغاف القلب: ناجم عن الإصابة بالمكورات العنقودية والعقدية والعصيات الكولونية والمكورات لرشوية والمبيضات.
2-            إصابة الصمامات القلبية (نصف الحالات).
3-            قصور الشريان الأبهر.
4-            ارتفاع الضغط الرئوي (وجود خثرات دموية).
5-            قصور القلب الأيمن والأيسر.
6-            اضطراب النظم القلبي.
سادسا- الرئتان:
·   أ‌-        ارتفاع الضغط الرئوي، ناتج عن تشكل خثرات صغيرة بسبب الشوائب في العقاقير (منومات- بابيتورات)، غش الهيروئين.
·   ب‌-     الالتهاب الرئوي: ناجم عن المكورات الرئوية والعصيات السلية- وقد يكون مرافقا للآفات القلبية.
·      ت‌-     الربو
·   ث‌-     تعاطي المورفين والهيروين يؤدي إلى تخرش العصب الرئوي المعدي وانتفاضات قلبية نتيجة لتحرر الهيستامين.
·      ج‌-     قصور قلبي حاد بسبب شوائب الكينين.
·      ح‌-     ارتفاع الضغط الشرياني الرئوي (خثرات صغيرة).
·   خ‌-      الموت. وينجم عن نقص الأوكسجين بسبب تخرش البصلة من جراء استعمال كميات كبيرة من المورفين أو الهيروين.
سابعا- الجهاز البولي التناسلي:
1.      الكليتان:
-  قصور كلوي  يؤدي إلى التهاب الأنابيب الحاد.
-  التهاب الكبب الكلوية المزمن.
2.             الحالبان: آلام شديدة مشابهة للنوبات الحصوية ناجمة عن النقص والحاجة إلى المخدر.
3.      الجهـاز التناسلي :
- الرجل. عجز جنسي- عقم- قذف مبكر.
- المرأة: نقص الشهوة.
- الجنسان: انتشار الداء الإفرنجي (الزهري) بسبب البغاء.
- استعمال الـ
LSD  يؤدي إلى تشوه المورثات الناجم عن التهاب الكبد الإنتاني.
4.      الشرج: بواسير نزفية بسبب:
- إخفاء العقاقير في الشرج (التهريب).
-  اللواط.
ثامنا - الأحشاء:
1.      الكبد:
- التهاب إنتاني.
- ضخامة الكبد.
- اضطراب وظائف الكبد (مخبربا).
- آفات الكبد التي قد تؤدي إلى الموت في أقل من (3) سنوات.
2.      الطحال: ضخامة تؤدي إلي:
- التهاب الكبد النشط.
- خمج الدم.
- ارتفاع الضغط في وريد الباب.
3.      البنكرياس:
- التهاب البنكرياس المزمن (آلام شديدة).
- تعاطي المورفين يؤدي إلي اضطراب عمل الأنسولين
4.      الحويصل الصفراوي:
- التهاب حاد مرافق أحيانا لالتهاب الكبد.
- أحيانا الادعاء الكاذب بوجود التهاب الحويصلة لطلب المسكنات من الطبيب.
5.      القرحة المعدية:
- نادرة وغير ناشئة عن الإدمان.
- يلاحظ أحيانا نقص في الحموضة المعدية العامة والحرة.
- آلام معدية كاذبة أحيانا للتزود بالمسكنات.
تاسعا- الاضطرابات العصبية:
1-            آفات عصبية محيطية (عرضية).
2-            آفات اضطرابية ناجمة عن التهاب السحايا أو الخثرات الدماغية أو التهاب الدماغ.
3-            نوبات تكززية: ناجمة عن بعض الحقن.
4-            نوبات صرعيه لدى أطفال الأمهات المدمنات (استعمال المنومات والمسكنات).
5-            نوبات  صرعيه: كثيرة المشاهدة بسبب الاستعباد للعقار (مهدئ- مخدر) وخاصة بعد (8) أيام من الاستعباد .
عاشرا- نقص المناعة المكتسبة (الأيدز):
وهو الخطر المرضي المعاصر الذي انتشر في الولايات المتحدة وأوروبا وأفريقيا، وشرق آسيا ولم تنج منه بعض البلاد العربية، ويعتبر تعاطي المخدرات من أهم الوسائل التي تساعد على انتقال الحمة الراشحة من المصاب إلى الآخرين.
المخدرات وآثارها السياسية :
1- يهتز الكيان السياسي لأي دولة إذا لم يكن في وسعها ومقدورها بسط نفوذها على كل أقاليمها ولقد ثبت أن كثيراً من مناطق زراعة المخدرات في أنحاء متفرقة من العالم لا تخضع لسلطات تلك الدول التي تقع ضمنها ، إما لاعتبارات قبلية ، أو لاعتبارات جغرافية ، وهناك روابط وثيقة بين الإرهاب الدولي والاتّجار غير المشروع في الأسلحة والمفرقعات من جانب الاتّجار غير المشروع في المخدرات من جانب آخر.
2- كما يهتز كيان الدولة السياسي إذا اضطرت الدولة إلى الاستعانة بقوات مسلحة أجنبية للحفاظ على كيانها ، وقد حدث مثل هذا في إحدى دول أمريكا الجنوبية اللاتينية ؛ حيث توجد عصابات لزراعة الكوكا وإنتاج مخدر الكوكايين وتهريبه وهي عصابات جيدة التنظيم ، ولديها أسلحة متقدمة ووسائل نقل حديثة حتى إن هذه العصابة وُجد بحوتها قواعد عسكرية ومهابط طائرات (لم تكن متصورة) وقد سيطرت هذه العصابات على مناطق زراعة الكوكا والقنب ومنعت القوات الحكومية من دخولها الأمر الذي دعى الدولة إلى الاستغاثة واستدعاء قوات أجنبية.
3- الحركات الانفصالية في العالم تغذيها أموال تجار المخدرات.
4- مهربو المخدرات والمتاجرون في المخدرات لا يؤمنون بدين أو عقيدة ولا ينتمون إلى وطن وليس لديهم انشغال سوى التفكير في الكسب المادي الغير مشروع من وراء الاتّجار بالمخدرات فهم على استعداد لبيع أنفسهم وأسرهم وأوطانهم وشعوبهم مقابل السماح لهم بالمرور بالمخدرات وتهريبها فيفشون الأسرار ويقدمون المعلومات للأعداء مما يجعل من المتعاطي ومهربي المخدرات فريسة سهلة للعدو ومخابراته.
الأضرار النفسية لتعاطي المخدرات
1-   يحدث تعاطي المخدرات، اضطراباً في الإدراك الحسي العام، وخاصة إذا ما تعلق الأمر بحواس السمع والبصر، حيث يحدث تخريف عام في المدركات، هذا بالإضافة إلى الخلل في إدراك الزمن واختلال إدراك المسافات، واختلال إدراك الحجم.
2-   يؤدي تعاطي المخدرات إلى اختلال في التفكير العام وصعوبة وبطء فيه، وبالتالي يؤدي إلى فساد الحكم على الأمور والأشياء التي يحدث معها من التصرفات الغريبة، إضافة إلى الهذيان والهلوسة.
3-   تؤدي المخدرات أثر تعاطيها، إلى آثار نفسية، مثل القلق والتوتر المستمر والشعور بعدم الاستقرار والشعور بالانقباض والهبوط مع عصبية وحِدّة في المزاج وإهمال النفس والمظهر وعدم القدرة على العمل أو الاستمرار فيه .
4-   تحدث المخدرات اختلالاً في الاتزان، والذي يُحدث بدوره بعض التشنجات والصعوبات في النطق والتعبير عما يدور في ذهن المتعاطي، بالإضافة إلى صعوبة المشي.
5-   يحدث تعاطي المخدرات اضطراب في الوجدان، حيث ينقلب المتعاطي عن حالة المرح والنشوة والشعور بالرضي والراحة ويتبع هذا ضعف في المستوى الذهني وذلك لتضارب الأفكار لديه، فهو بعد التعاطي يشعر بالسعادة والنشوة والعيش في جو خيالي وغياب عن الوجود وزيادة النشاط والحيوية، ولكن سرعان ما يتغير الشعور بالسعادة والنشوة إلى ندم وواقع مؤلم وفتور وإرهاق مصحوبان بخمول واكتئاب .
6-   تتسبب المخدرات في حدوث العصبية الزائدة والحساسية الشديدة والتوتر الانفعالي الدائم والذي ينتج عنه بالضرورة ضعف القدرة على التواؤم والتكيف الاجتماعي.
الاضطرابات الانفعالية:
1- الاضطرابات السارة:
تشمل الاضطرابات السارة الأنواع التي تعطي المتعاطي صفة إيجابية ، حيث يحس بحسن الحال والطرب أو التيه ، أو التفخيم أو النشوة .
فمثلاً حسن الحال : يحس المتعاطي في هذه الحالة ، بالثقة التامة ، ويشعر بأن كل شيء على ما يرام. وفي الطرب والتيه: يحس المتعاطي بأنه أعظم الناس وأقوى البشر وأذكى الخلق ... الخ. (ويظهر من الحالات السابقة الذكر (الطرب والتيه ، وحسن الحال ، والتفخيم) الهوس العقلي والفصام العقلي وأخيراً النشوة، ويحس المتعاطي في هذه الحالة بجو من السكينة والهدوء والسلام  ويظهر فيها الهستيريا والصرع والفصام............. الخ.
2- الاضطرابات الغير سارة :
وتشمل الاضطرابات الغير سارة الأنواع التي تعطي صفة سلبية ، ومنها :
الأسى والحسرة : حيث يظهر الفرد فيها بأنه حزين يحدث حزن عميق  وذلك قد يكون سببه إما الفشل في العمل أو لفقد عزيز عليه فينشغل بالتفكير العميق في مثل هذه الأمور :
الاكتئاب : ويشعر الفرد فيه بأفكار (سوداوية) حيث يتردد في اتخاذ القرارات وذلك للشعور بالألم. ويقلل الشخص المصاب بهذا النوع من الاضطرابات من قيمة ذاته ويبالغ في الأمور التافهة ويجعلها ضخمة ومهمة.
القلق : ويشعر الشخص في هذه الحالة بالخوف والتوتر.
جمود أو تبلد الانفعال : وهو تبلد العاطفة حيث إن الشخص في هذه الحالة لا يستجيب ولا يستشار بأي حدث يمر عليه، مهما كان ساراً، أو غير سار.
عدم التناسب الانفعالي : وهذا اضطراب يحدث فيه عدم توازن في العاطفة، فيرى الشخص المصاب يضحك ويبكي من دون سبب مثير لهذا البكاء أو الضحك.
اختلال الآنية : حيث يشعر الشخص المصاب بهذا الاضطراب وبأن ذاته متغيرة فيحس بأنه شخص متغير تماماً وأنه ليس هو وذلك بالرغم من أنه يعرف هو ذاته.
ويحدث هذا الإحساس أحياناً بعد تناول بعض العقاقير ، كعقاقير الهلوسة مثل (أل . أس . دي) والحشيش. وأحب أن أضيف هنا عن المذيبات الطيارة ((تشفيط الغراء أوالبنزين... إلخ)).
يعاني متعاطي المذيبات الطيارة شعوراً بالدوار والاسترخاء والهلوسات البصرية والدوران والغثيان والقيء وأحياناً يشعر بالنعاس. وقد يحدث مضاعفات للتعاطي كالوفاة الفجائية نتيجة لتقلص الأذين بالقلب وتوقف نبض القلب أو هبوط التنفس، كما يأتي الانتحار كأحد المضاعفات وحوادث السيارات وتلف المخ أو الكبد أو الكليتين نتيجة للاستنشاق المتواصل ويعطب المخ مما قد يؤدي إلى التخريف هذا وقد يؤدي تعاطي المذيبات الطيارة إلى وفاة بعض الأطفال الصغار الذي لا تتحمل أجسامهم المواد الطيارة.
وتأثير هذه المواد يبدأ عندما تصل إلى المخ وتذوب في الألياف العصبية للمخ. مما يؤدي إلى خللاً في مسار التيارات العصبية الكهربائية التي تسري بداخلها ويترتب على ذلك نشوة مميزة للمتعاطي كالشعور بالدوار والاسترخاء.
واقع المخدرات في المجتمع السعودي
كما أن العالم العربي جزء لا يتجزأ من العالم فكذا الحال بالنسبة للمملكة العربية السعودية فهي كدولة من ضمن دول العالم اجمع لم تسلم من آفة المخدرات وان كان نسبة تفشي التهريب والترويج فيها اقل بكثير من بقية الدول الأخرى وقد قلت هذه النسبة بشكل كبير بعد تطبيق قرار مجلس الوزراء المبني على قرار هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بتطبيق شرع الله في مهربي المخدرات واعتبارهم من الساعين في الأرض فسادا  وذلك بقتلهم وكذا  الحال بالنسبة لمروجي المخدرات للمرة الثانية، وقد ساهم التنفيذ العلني لهذه العقوبة وخاصة في الأيام التي تسبق وفود أعداد كبيرة من دول أخرى إلى المنطقة كمواسم العمرة والحج في تقليص عمليات التهريب والترويج وان كانت لا تزال موجودة ولا يمكن بحال من الأحوال القضاء عليها أو القضاء على الجريمة بصفة عامة كون الجريمة وكما هو معروف ظاهرة اجتماعية تتواجد بتواجد المجتمع وتبقى ببقائه.
وتؤكد وثائق مؤتمر الأمم المتحدة لمنع الجريمة ومعاملة المذنبين المنشورة في جنيف عام 1975م بان المجتمع السعودي والى وقت قريب لم يكن يعرف من المخدرات سوى القات، وساهم في دخول المخدرات إلى المنطقة في الآونة الأخيرة الثورة التكنولوجية في أنظمة المواصلات والاتصالات التي أزالت الكثير من الحواجز الطبيعية بين الدول.
 وقد تنبهت حكومة المملكة العربية السعودية لهذه الظاهرة وعملت جهدها لمحاربتها والحد منها فسنّت القوانين الرادعة وأنشأت الإدارات المختصة والقادرة على التعامل مع هذه الظاهرة وحرصت على التطوير المستمر لهذه الإدارات والعاملين بها وتزويدهم بأحدث الأجهزة والإمكانيات التي تساعدهم في نجاح جهودهم. وتوج هذه الجهود وكما أسلفنا بقرار مجلس الوزراء المبني على فتوى هيئة كبار العلماء بقتل مهربي المخدرات ومروجيها للمرة الثانية وكان للتشديد في تطبيق هذه العقوبة دون استثناء ولعلنية التنفيذ وتوقيته اثر كبير بعد فضل الله في الحد من هذه الآفة وردع ذوي النفوس الشريرة وحماية المواطنين والمقيمين من هذه الآفة.    
 وبناء لاستشعار المملكة لخطورة هذا الداء محليا وعربيا ودوليا فقد قامت بواجبها حيال مكافحة الداء محليا مع العمل على تكثيف التعاون العربي والعالمي حيث انه لا بد من تضافر الجهود في جميع هذا القنوات الثلاثة لضمان الخروج بنتائج ايجابية. فالعمل على مستوى واحد لا يؤدي إلى نتيجة إطلاقا فهو كمن يقطع أغصان الشجرة دون استئصال الجذور. ومن ضمن جهود المملكة المحلية إنشاء جهاز مخصص لمحاربة هذا الداء ومساندته بأجهزة أخرى مساندة وهي أجهزة غير متفرغة لهذا العمل ولكن يدخل من ضمن أعمالها بعض الأعمال التي تصب في مهمة مكافحة المخدرات.
ومن هذه الأجهزة المساندة جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي القي عليه مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي المهمة المعروفة شرعا بمهمة الحسبة، وبالرغم من أن جهاز الحسبة ليس بالجهاز الحديث فقد عرف منذ عهد صدر الإسلام إلا انه عمله الحالي لا يخرج كثيرا عن أعمال الحسبة الشرعية وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكافة صوره. وقد طوّر هذا الجهاز ودعّم بشريا وماديا بما يكفل أداء عمله علي الوجهة الأكمل وبما يتمشى مع متطورات العصر ومستجدات الأحداث وسيتم التطرق إلى دور الهيئة بشكل أكثر لاحقا.    
طرق الوقاية
يمكن إجمال طرق الوقاية بالنقاط التالية :
1- وقاية دينية – اجتماعية، تعتمد التنشئة الدينية الصحيحة والمعتدلة، وتنشئة اجتماعية متوازنة، تعتمد اللين والحزم تجاه الأبناء ومتابعتهم في البيت والمدرسة والشارع.
2- عملية – صحية، تقوم على بث الوعي العلمي والصحي من خلال تقوية الإعلام الصحي عن طريق القنوات الإعلامية كافة (المسموعة والمرئية والمقروءة) ومواقع الإنترنت المتخصصة، والنشرات والملصقات التي تحذر من خطر المخدرات. وفي هذا الصدد نذكر أن هناك الكثير من النشاطات والجهود التي تبذلها البلدان المهددة بهذا الخطر، مثال المؤتمرات العلمية التي تناقش موضوع المخدرات وخطرها.
3- وقاية قانونية – بوليسية: وذلك من خلال تشديد العقوبة على المتاجرين والمتعاملين والمروجين والمتسترين عليه. هذا بالإضافة إلى المتعاطين له. وقد خصصت معظم البلدان المعنية أقساما بوليسية وبحثية لمكافحة المخدرات، كما تخصص دوريات وحراسات كبيرة وترصد لها الأموال الطائلة لمراقبة الحدود وإحباط عمليات التهريب. مثال ذلك ما تقوم به إيران لضبط حدودها مع أفغانستان.
4- حضارية – ثقافية: وذلك بتنمية الحس الحضاري وفتح آفاق النجاح وفرصه وما تجنيه، وإيجاد بدائل مفيدة وشغل أوقات الفراغ بالنشاطات العلمية والثقافية والرياضية.
5- تربية وطنية تعتمد التحذير من مخاطر المخدرات وإنها سلاح يستخدم ضد أبناء الوطن، يستخدمه الأعداء لغرض هدم الإنسان في بلادنا والنيل من قيمنا وعاداتنا وديننا وثرواتنا.
سبل العلاج
من المهم أن نشير إلى انه لا يوجد علاج تام ومتخصص للمدمن، ولكن هناك وسائل من شأنها المساعدة في ذلك، حيث لا يوجد عقار يأخذه المدمن فيكف عن التعاطي أو يشفي.
وهناك أساليب اتبعت مع من نجوا من الإدمان، وهي:
1-       إرادة قوية ورغبة أكيدة من المدمن في الإقلاع عن التعاطي.
2-       رعاية صحية أكيدة تهتم بصحة الجسم.
3-       رعاية نفسية مركزة ورعاية اجتماعية متخصصة.
4-       تغيير محيط أو بيئة رفقاء السوء للمدمن.
5-       شغل أوقات الفراغ للمتعاطي.
6-       تقوية الوازع الديني.
7-            القضاء على أسباب تعاطي المخدرات.
8-     وهناك ما يسمى بطرق العلاج السلوكي ومنها طريقة بودن (Boden) والتي تعتمد على ثلاثة مقومات أساسية،  وهي:
1-           تدريب المدمن على ملاحظة الذات.
2-           تدريب المدمن على تقييم الذات.
3-           برمجة تعديل السلوك بناء على المعطيات التي يتم التوصل إليها.

 

فتوى هيئة كبار العلماء بالسعودية في عقوبة المتعاطي والمهرب والمروج

أولا: عقوبة المتعاطي:
أفتت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في حكم متعاطي المخدرات بقرارها رقم (85) وتاريخ 11/11/1401 هـ حيث جاء في القرار : (من يتعاطاها للاستعمال فقط فهذا يجري في حقه الحكم الشرعي للسكر فإن أدمن على تعاطيها ولم يجد في حقه إقامة الحد كان للحاكم الشرعي الاجتهاد في تقرير العقوبة التعزيرية الموجبة للزجر والردع ولو بقتله).
ثانياً: عقوبة المروج:
ترويج المخدرات هدم للأخلاق والقيم في المجتمع المسلم وهو من باب إشاعة المنكرات والتعاون على الإثم والعدوان الذي حذر الله منه في كتابه بقوله : )ولا تعاونوا على الإثم والعدوان( [سورة المائدة/ 2].
ولذا ينبغي أن تكون العقوبة له رادعة زاجرة ولو بلغ بها الحاكم إلى القتل عقوبة تعزيرية ، وقد نص على ذلك قرار هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية رقم (85) وتاريخ 11/11/1401هـ حيث جاء في القرار: (من يروجها سواء كان ذلك بطريق التصنيع أو الاستيراد بيعاً وشراءً أو إهداء ونحو ذلك من ضروب إشاعتها ونشرها فإن كان ذلك للمرة الأولى فيعزر تعزيراً بليغاً بالحبس أو الجلد أو الغرامة المالية أو بهما جميعاً حسبما يقتضيه النظر القضائي وإن تكرر منه ذلك فيعزر بما يقطع شره عن المجتمع ولو كان ذلك بالقتل لأنه بفعله هذا يعتبر من المفسدين في الأرض وممن تأصل الإجرام في نفوسهم وقد قرر المحققون من أهل العلم أن القتل ضرب من التعزير).
ثالثا : عقوبة المهرب:
تهريب المخدرات له من الآثار السيئة على الفرد والمجتمع مثل ما لترويجها أو أكثر ، ولذا ينبغي أن تكون عقوبة المهرب مثل عقوبة المروج أو تزيد وهذا ما انتهت إليه هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية وذلك بقرارها (138) وتاريخ 20/6/1407هـ حيث جاء في القرار : (…… بالنسبة للمهرب فإن عقوبته القتل لما يسببه تهريب المخدرات وإدخالها البلاد من فساد عظيم لا يقتصر على المهرب نفسه وأضرار جسيمة وأخطار بليغة على الأمة بمجموعهـا ويلحق بالمهرب الشخص الذي يستورد أو يتلقى المخدرات من الخارج فيمون بها المروجـين … ).



المراجع

1-     أحمد خليفة الحمادي  . ظاهرة المخدرات وأثرها في مجتمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية . 1423 هـ
2-            صالح السعد . المخدرات والمجتمع . مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع 1416هـ
3-     فاطمة محمد المحضار . المخدرات وأضرارها على الفرد والمجتمع وطريق الخلاص منها . الرئاسة العامة لرعياة الشباب . 1405 هـ
4-     الدكتور رشاد أحمد عبد اللطيف . الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات . دار النشر بالمركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب بالرياض . 1412 هـ
5-            موقع المنشاوي للدراسات و البحوث . www.minshawi.com
6-            عبد الله السلطان . المراهقون والمخدرات . مكتبة العبيكان . 1417هـ
7-            فهد الكليب . الوهم القاتل . مركز الأبحاث الوطنية للطباعة .
8-     عبد العزيز الحزامي . آثار الترابط الأسري في تكوين شخصية الشاب .الرئاسة العامة لرعاية الشباب . 1414هـ .
9-            سعد البريك . فتاوى علماء الحرم . 1420هـ .
10-       رشيد محمد الرشيد . أضرار المخدرات الإجتماعية . طويق للنشر والتوزيع .
https://abhaskom.blogspot.com/search/label/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AB%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9?&max-results=10
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع