المفعول له
المفعول له ويسمى المفعول من أجله والمفعول
لأجله هذه ثلاث تسميات
له نود أن نأخذ تصورا يسيرا قبل الدخول في
الموضوع , مثال المفعول له: قمت إجلالا لوالدي , طلبت العلم ابتغاء
مرضاة الله ,كيف نميز المفعول له عن غيره من المفاعيل؟في المثال الأول/ إجلالا هو
المفعول له في المثال الثاني/ ابتغاء هو المفعول له,تقول في إعرابه:
مفعول له او مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، أما كيف نميزه عن غيره من
المنصوبات ؟
1. أولا: هو علة وسبب من حيث المعنى فالإجلال هو سبب القيام ، وابتغاء مرضاة الله هو سبب طلب العلم ، ولذلك يقولون أنه يصلح أن يقع جوابا لسؤال بلما أو لماذا؟ أي المفعول له يصلح أن يقع جوابا لسؤال بلما أو لماذا ..لم قمت ؟ الجواب: إجلالا لوالدي ,لماذا طلبت العلم؟ الجواب: ابتغاء مرضاة الله.
2. ثانيا: شيء آخر يميزه عن غيره وهو أنه
مصدر وذكرنا تعريف المصدر وفي هذه الجزئية يشترك مع المفعول المطلق,وتعريف المصدر
: أنه اسم الحدث الجاري على الفعل مثل: قيام، جلوس ،كتابة، قراءة،
وكل هذه مصادر وبعضهم يقول التصريف الثالث للفعل : قرأ يقرأ قراءة/ كتب يكتب
كتابة.
3. ثالثا: شيء آخر يميزه هو صحة تقدير اللام قبله
(طلبت العلم لابتغاء مرضاة الله)(قمت لإجلالوالدي).
4. رابعا: شيء آخر يميزه أن العامل فيه من غير
لفظه أما في المفعول المطلق كما سبق العامل فيه فمن لفظه هذه بعض الأشياء التي
تميز المفعول لأجله عن غيره, طيب ما تعريفه إذن؟ تعريفه: هو المصدر القلبي الذي
يذكر لبيان ما فُعل الفعل لأجله ، ومعنى قولنا القلبي إشارة إلى أن المفعول المطلق
يكون قلبيا غالبا بل هو شرط عند بعضهم...قلبي من الأشياء التي تقوم بالقلب, مثال: تناولت
الدواء رغبة في الشفاء ، فالرغبة والإجلال والابتغاء كلها أمور قلبيةومثاله
من كتاب الله ,قال تعالى: ( يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت) فحذر/
مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة ...أخذنا فكرة عامة عن المفعول لأجله وأمثلة
له وتعريفه نأتي الآن إلى شروط المفعول لأجله, اشترطوا له خمسة شروط لابد
من توفرها في ما يعرب مفعولا لأجله..
1. كونه مصدرا وذكرنا معنى المصدر، فإجلال ورغبة
وابتغاء كلها مصادر..
2. كونه قلبيا ، كالأمور التي تكون بالقلب
كالرغبة والابتغاء والخوف والحذر ، وهل هذا الشرط لازم؟
هو لازم عند بعضهم ولم يشترطه بعض النحويين عندهم فقد يقع في غير
القلب قليلا ومن أمثلة ذلك:
ضربت المذنب تأديبا ،وفعلت ذلك إصلاحا لسلوكه /فإصلاحا
وتأديبا كل منه مفعول لأجله وليس قلبيا ,
ومنه عند بعضهم قول الله عز وجل( إن كنتم
خرجتم جهادا في سبيلي) جهادا / ليس قلبيا ومع ذلك نصب على أنه مفعول لأجله .
3. كونه علة أي سبب : وهذا لابد منه فهو شرط
أساسي فنحو مثلا : قتلته صبرا ، هذا ليس علة وسببا بل هذا قد لا يحتاج
لاشتراطه لأن ما لم يكن علة فإنه لا يقترب من المفعول له أصلا ..
4. اتحاده مع العامل في الوقت : يكون وقت
الفعل ووقت المصدر واحد ، مثال: قمت إجلالا لوالدي، وقت القيام هو وقت الإجلال ،
ومثال: طلبت العلم ابتغاء مرضاة الله ، وقت الطلب هو وقت الابتغاء
لمرضاة الله من الاختلاف في الوقت قولهم مثلا: أكرمتك أمس طمعا في معروفك غدا ،
لا يجوز هذا لأن الطمع ليس وقت الإكرام فاختلف الوقت ، مثله: تأهبت
السفر لا يجوز أيضا لأن وقت التأهب متقدم على وقت السفر فلم يتحد الوقت .
5. اتحاده مع العامل فيه في الفاعل بأن يكون
فاعلهما واحد : فلا يجوز قول : جئتك محبتك إياي لأن فاعل المجيء
يختلف عن فاعل المحبة ، ولا يجوز ايضا سأقرأ معك البحث رغبتك في ذلك لأن
فاعلالقراءة يختلف عن فاعل الرغبة , وبعضهم لم يشترط هذا مستدلا
بقول الله عز وجل( هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا) فالفاعل الذي يُري هو( الله )
وفاعل الخوف والطمع هم(المخاطبون) وبعضهم خرج هذه الآية على اتحاد الفاعل
,فقال يريكم : أي يجعلكم ترون.
§ خلاصة ما سبق : أن تعريف المفعول له أن ما
يميز المفعول له عن غيره أنه مصدر وأنه يصلح لأن يقع جوابا لسؤال بلما او لماذا؟
وأنه علة وسبب وأيضا صحة تقدير اللام قبله وأن العامل فيه من غير لفظه ، فتعريفه :
أنه المصدر القلبي الذي يذكر لبيان ما فعل الفعل لأجله..
ومن أمثلته: طلبت العلم ابتغاء مرضاة
الله ،( يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت)
شروطه خمسة: 1- كونه مصدرا 2- وكونه قلبيا وقد
يقع غير القلب قليلا 3- وكونه علة 4- وكونه متحدا مع العامل فيه في الوقت 5- وكونه متحدا مع
العامل فيه في الفاعل.
§ قال ابن مالك رحمه الله :في باب المفعول له ،
ينصب مفعول له مصدر إن أبان تعليلا كجد شكر ودن وهو فيما يعمل فيه متحد وقتا
وفاعلا وإن شرط فقد فجره بالحرف وليس يمتنع مع الشروط كالزهد إذا قنع.والشاهد:في
البيت الأول وجزء من البيت الثاني ، قال ينصب المفعول له المصدر إن أبان تعليلا
فالمصدر ينصب على المفعول له إن أبان تعليلا ، إن كان علة ، فذكر هنا شرطين : مصدر
وأن يكون علة مثل : جد شكرا ودن ، فشكرا مفعول لأجله, جد لأجل الشكر للناس أو لأجل
الشكر الله ، ودن : وقيل في ما معنى دن أي داين الناس في معروفك أو بمعنى فعل أمر من
الدِين ، وهو بما يعمل فيه متحد وقتا وفاعلا فدكر الشرطين الأخيرين في
الاتحاد في الوقت والاتحاد في الفاعل ، يلتمس أنه لم يشترط كون المصدر قلبيا وقد
يلتمس أنه مثلَ بمصدر قلبي...ما الحكم اذا فقد الاسم شرطا من شروط المفعول له؟ ج1:ــ
وجب عند من اعتبر ذلك الشرط جره بحرف التعليل. يعني اذا فقد شرط جر بالحرف كما قال
مالك رحمه الله "وان شرط فقد فاجرره بالحرف"
§ أمثلة على اسم او مصدر فقد شرط من شروط المفعول
له؟
1. قال تعالى( والأرض وضعها للأنام ) الأنام تشعر
هنا للعلة يعني هنا وضع الأرض من أجل الأنام وقد جرت كلمة الأنام باللام وجوبا
لفقد المصدرية لأن الأنام ليس مصدرا فقدت المصدرية فأن الكلمة تجر لا يجوز
نصبها على المفعول لأجله بل تجر
2. في الحديث: ( دخلت امرأة النار في هرة ) تشعر
بالسببية والعلية ولكن هرة ليست مصدرا ولذلك جرت
3. قول المقنع الكندي : يعاتبني في الدين قوم
وإنما ديوني في أشياء تكسبهم حمدا ، في الدين ليست مصدرا فجرت وكذلك أشياء ليست
مصدرا فجرت بالحرف..ومن فقد المصدرية هذه الفئة على فقد المصدرية...
4. قال تعالى : ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق) ما
الشرط المفقود في هذا المثال؟؟ إملاق مصدر من يملق ــ أملق ــ إملاق والشرط
المفقود أنه ليس قلبيا فلذلك وجب جره بمن بخلاف قول الله تعالى( ولا تقتلوا
أولادكم خشية إملاق) الخشية شيء قلبي ولذلك نصبت كلمة إملاق هنا على أنه مفعول
لأجله بخلاف من إملاق فقد جرت
5. أكرمتك أمس للطمع في معروفك غدا / هنا فقد
الاتحاد في الوقت ومثله تأهبت السفر ويجب أن تجر فتقول تأهبت للسفر
6. سأقرأ معك البحث لرغبتك في ذلك / رغبة مصدر
وقلبي وعلة والذي فقد فيه عدم الاتحاد في الفاعل ففاعل الرغبة غير فاعل القراءة...
7. قال تعالى( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق
الليل .....) الدلوك/ بمعنى الميل وهل وقت إقامة الصلاة هو وقت الميل؟؟ لا, وقت
الإقامة يختلف عن وقت الدلوك ، اختلف الوقت ـ فاعل الإقامة المخاطب وفاعل الدلوك
هو الشمس فلم يتحدا لا في الوقت ولا في الفاعل فوجب جر المصدر باللام...
§ ما هي حروف الجر التي يجر بها ؟ لا يجر بجميع
حروف الجر ، أكثر حروف الجر استخداما هي اللام لدلوك ، لرغبتك ويجر بفي دخلت امرأة
النار في هرة ، وايضا يجر بمن من إملاق ، وايضا يجر بالباء ,إن المفعول له اذا فقد
شرطا من الشروط الخمسة فإنه يجر بالحرف وجوبا ولا يجوز نصبه مع فقده لهذا الشرط
أما الذي لا يعتبر هذا الشرط فلا يرى وجوب جره ،فالذي لا يشترط القلبية مثلا فيقول
ليس شرطا عند حينئذ لا يوجب جره
هو مصدر منصوب يذكر لبيان سبب وقوع الفعل ، أو ما دل على
الوقوع ، ويسمى المفعول له ، والمفعول من أجله . وهو جواب مقدر لسؤال يبدأ بـ : لم
، أو لماذا .
ويشترط فيه أن يتحد مع عامله " وهو ما جاء المفعول
لأجله يبين سببه " في الزمان والفاعل .
نحو : أقرأ حبا في القراءة .
حبا : مفعول لأجله ، وهو مما توفرت فيه كل الشروط التي
ذكرنا سابقا ، فهو مصدر الفعل " حبّ " ، ويبين سبب وقوع الفعل "
أقرأ " ، لم أقرأ ؟ الجواب : حبا .
وهو متحد معه في الزمان بمعنى أن القراءة والحب حادثان في
آن واحد ، وليست القراءة في وقت غير وقت الحب . وهو متحد معه في الفاعل
بمعنى أن القراءة والحب فاعلهما واحد وهو المتكلم ، فأنا أقرأ ، وأنا أحب .
76 ـ ومنه قوله تعالى : { ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله
}1 .
تنبيه : إذا فقد المفعول لأجله شرطا من الشروط السابقة وجب
حينئذ جره .
مثال ما فقد المصدرية : سافرت إلى القاهرة للمعرض .
فالمعرض سبب السفر إلى القاهرة ، ولكنه ليس مصدرا .
ومثال ما فقد الاتحاد في الزمان : انتظرتك للحضور غدا .
فالحضور مصدر يبن سبب الانتظار ، وهو متحد مع فعله في
الفاعل ، فالانتظار والحضور من المتكلم ، غير أن الحضور سيكون غدا في وقت غير وقت
الانتظار .
ومثال ما فقد الاتحاد في الفاعل : سررت لإكرامك الضيف .
فإكرام مصدر يبين السبب ، ومتحد مع الفعل في الزمن ، غير أن
فاعل سرّ هو تاء
ـــــــــــ
1 ـ 265 البقرة .
المتكلم ، وفاعل إكرام الكاف ضمير المخاطب ، الذي هو
فاعل في المعنى ، وهو الآن مضاف إليه .
ورغم استيفاء المفعول لأجله للشروط كلها إلا أنه يجوز أن
يأتي مجرورا .
نحو : حضرت لتلبية دعوته .
نوع المصدر الذي يقع مفعولا لأجله :
ليست كل المصادر مناسبة لأن تكون
مفاعيل له ، ولكن من المصادر المناسبة ما كانت تعبر عن رغبة من القلب ، أو عن شعور
وإحساس ، ومن هذه المصادر :
خشية ، ورغبة ، وإكراما ، وإحسانا ، وحبا ، وتعظيما ،
واستبقاء ، ونفورا ، وإجلالا ، وإكبارا ، وطلبا ، وتلبية ، وشوقا ، وعونا ،
واعترافا ، وأنفة ، وإباء ، وحياء ، وتفانيا ، وابتغاء ، وخوفا ،
وطمعا ، وحزنا ، ورأفة ، وشفقة ، وإنكارا ، واستحسانا ، واطمئنانا ، ورحمة ،
وإعجابا ، وإرضاء ، ومواساة ، وتوبيخا ، وزلفة ، ونصحا .
ولا تأتي مثل هذه المصادر مفاعل له لأنها ليست صادرة من
القلب ، وإنما صادرة من الجوارح . وهي : دراسة ، وقراءة ، وكتابة ، وإملاقا ،
وعلما ، ووقوفا ، ونحوها .
فلا يصح أن نقول : سافرت إلى مصر علما .
وإنما نقول : طلبا للعلم ، أو للعلم .
العامل في المفعول لأجله :
يعمل في المفعول لأجله غير الفعل
ما يشبه الفعل وهو التالي :
1 ـ المصدر . نحو : الارتحال طلبا للعلم واجب .
2 ـ اسم الفاعل . نحو : محمد مسافر طلبا للعلم .
3 ـ اسم المفعول . نحو : أنت مغبون حسدا لك .
4 ـ صيغ المبالغة . نحو : أحمد شغوف بالعلم رغبة في التفوق
.
5 ـ اسم الفعل . نحو : حذار المنافقين تجنبا لنفاقهم .
أحكام المفعول لأجله الإعرابية :
1 ـ الأصل في المفعول لجله النصب ، ويجب نصبه إذا تجرد من
" أل " التعريف ، والإضافة .
نحو : وقفت للمعلم إجلالا . وسافرت رغبة في الاستجمام .
غير أن هذا النوع يجوز فيه الجر أيضا .
نحو : سافرت للرغبة في الاستجمام .
77 ـ ومنه قوله تعالى : { أفنضرب عنكم الذكر صفحا }1 .
وقوله تعالى : { ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا }2 .
وقوله تعالى : { إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب
وحفظا من كل شيطان مارد }3 .
39 ـ ومنه قول المتنبي :
وأغفر عوراء الكريم
ادخاره وأعرض عن شتم اللئيم تكرما
2 ـ أن يكون معرفا بأل التعريف والأنسب فيه أن يكون مجرورا
إذا سبق بحر الجر . نحو : حضرت للاطمئنان عليك . وذهبنا إلى الريف للاستجمام
.
ويجوز فيه النصب أيضا إذا تجرد من حرف الجر .
فنقول : ذهبنا إلى الريف الاستجمامَ .
40 ـ ومنه قول الشاعر :
لا أقعدُ الجبنَ عن
الهيجاء ولو توالت زمرُ الأعداء
41 ـ ومنه قول الآخر :
فليت لي بهم قوما إذا
ركبوا شنوا الإغارةَ فرسانا وركبانا
3 ـ أن يكون مضافا ، وفيه يتساوى النصب والجر .
نحو : تأني المتسابق في تلاوته خشية الوقوع في الخطأ .
ويجوز أن نقول : تأنى المتسابق في تلاوته لخشية الوقوع في
الخطأ .
1 ـ 5 الزخرف . 2 ـ 231 البقرة .
3 ـ 6 ، 7 الصافات . 4 ـ 121 الحشر .
78 ـ ومنه قوله تعالى :{ لو أنزلنا هذا القراء على
جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله }4 .
ومنه قوله تعالى : { ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله }1 .
79 ـ وقوله تعالى : { ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق }2
.
وقوله تعالى : { يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر
الموت }3 .
ومنه قول المتنبي :
ومن ينفق الساعات في
جمع ماله مخافة فقر فالذي فعل الفقر
تنبيهات وفوائد :
1 ـ يجوز تقديم المفعول لأجله على عامله ، سواء أكان منصوبا
، أم مجرورا .
نحو : طلبا للاستشفاء سافرت إلى مصر .
وتكريما له منح الجائزة .
ونحو : لطلب الاستشفاء سافرت إلى مصر .
ولتكريمه منح
الجائزة .
42 ـ ومنه قول الشاعر :
ـ فما جزعا ـ
ورب الناس ـ أبكي ولا حرصا على الدنيا اعتراني
43 ـ ومنه قول الآخر :
طربت وما شوقا إلى البيض
أطرب ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب
2 ـ إذا سبق المفعول لأجله بحرف الجر ، لا يعرب مفعولا
لأجله ، وإنما يعرب جارا ومجرورا .
80 ـ نحو قوله تعالى : { ولا تقتلوا أولادكم من إملاق }4 .