موقف الإسلام من الشعر
لم يقف الإسلام موقفاً معادياً من الشعر والشعراء ، فالشعر
كلام ينطبق عليه ما ينطبق على الكلام من أحكام الحلال والحرام .
· في
القرآن الكريم :
وردت لفظة ( شعر ) في القرآن الكريم بالنص في قوله تعالى :
[ وما علمناه الشعر وما ينبغي له * إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ] .
يستنتج أن الإسلام لم يتخذ موقفاً معادياً من الشعر ، بل
اقتصر على نفي اتصاف الرسول عليه الصلاة والسلام بهذه الصفة من ناحية ، وإنكار ذلك
النوع من الشعر الذي تتبدى فيه الغواية ، ويستخدم مطية للشر والصد عن سبيل
الله .
لم يرو عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أنكر تلك المقدمات
الطللية أو الغزلية بأعتبارها تقليداً فنياً من تقاليد الشعر ، وقد كان ( رسول
الله كما ) روى عنه ( يشجع شعراء صدر الإسلام على التصدي للمشركين بأشعارهم .
قد حسم الموقف تماماً حين قال : " ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم : "
وفي صحيح البخاري ورد قول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن من الشعر
ةلحكمة وإن من البيان لسحراً "
· قضية
ضعف الشعر في صدر الإسلام :
الأولى : وجهة نظر النقاد والدارسين القدماء :
فقد رأى بعضهم أن الشعر في صدر الإسلام قد قل من الناحية
الكمية ، ( طبقات فحول الشعراء ) : "
جاء الإسلام فتشاغلت عنه الحرب وتشاغلوا بالجهاد وغزوا فارس والروم ولهت
العرب عن الشعر وروايته " ، فموقف
ابن سلام يتضمن الإشارة إلى إنصراف الناس عن رواية الشعر من ناحية ؟، وعن قلة ما
وصلنا منه من ناحية أخرى وذلك بسبب إنشغال الناس بالإسلام .
الثانية : وجهة نظر الدارسين المحدثين :
فقد اختلفت آراؤهم فمنهم من ضرب صفحاً عن ذكر صدر الإسلام
في تاريخ الأدب مؤكداً ضعف الشعر في هذه المرحلة ، ومنهم من أنكر أن يكون الشعر قد
ضعف في عصر صدر الإسلام .
1 – محاربة أعداء الإسلام له بواسطة الشعر .
2 - أخمل الإسلام الشعر بقيمة ومثله وبلاغته .
3 – إن ضعف الشعر في صدر الإسلام يرجع لأسباب تاريخية فنيه
منها أن الإسلام قد جاء وقد انقضى عصر الفحول .
4 – لم تتوفر لهذا الشعر العناية الكافية من رواية وتدوين .
5 – ما أصاب هذا الشعر من نحل وادعاء فقد نحلت بعض القبائل
شعراءها قصائد .
· أثر القرآن الكريم والحديث الشريف في الشعر :
تأثر الشعراء في عصر صدر الإسلام بالقرآن وحديث الرسول ،
لذلك نرى في آثارهم الشعرية المعاني الإسلامية وبعض الألفاظ القرآنهية منها ما
ذكره العسقلاني حيث يقول :
كتاب الله ليس له شريك وودعت
المدامة والندامى
وحرمت الخمور وقد أرني بها
سدكاً وإن كانت حراماً
إذن لقد تأثر الأدباء بالقرآن الكريم والحديث الشريف ،
وانفتحوا على الحياة الثقافية والسياسية الجديدة
ومن أبرز مظاهر هذا
التأثر
:
1 – ظهرت أغراض جدية لم تكن موجودة في العصر الجاهلي نتيجة
للروح الدينية المسيطرة كالدفاع عن الدعوة الإسلامية .
2 – لقد نهض الشعر يدعو إلى القيم والأصالة الإسلامية .
3 - انصراف معظم
الشعراء عن الأغراض التي تخالف روح الدعوة مث : الفخر بالباطل ، والهجاء القبلي ،
والمدح للتملق .
4- حلت في الأدب معان وألفاظ جديدة لم يكن يعرفها من قبل ،
مثل ألفاظ : الفرقان والكفر .
· أهم سمات الشعر في عصر صدر الإسلام :
1.
الصدق في العاطفة لأن
الدافع الرئيسي لقول الشعر .
2.
بساطة الأفاظ وسهولتها
، وسلالة التراكيب .
3.
الصورة والخيال مستمدة
من البيئة الصحراوية التي عاشها الشاعرر العربي في هذا العصر .
4.
سمو الأفكار والمعاني
والموضوعات التي عالجها الشعر .
5.
الإيجاز ، والبساطة
وعدم التكلف .
6.
الدخول في الغرض
مباشرة .
7.
شيوع شعر الرجز .