آداب الحوار
تحول
الحوار إلى جدال وأصبح من يحمل وجهة نظر مختلفة غير مرغوب فيه، وللتغلب على تلك المشكلة
لابد من التعرف على آداب الحوار مع الآخرين والتي يجب الالتزام بها الاختلاف في الرأي
أمر طبيعي جدا فكل شخص يمتلك وجهة نظر تختلف عن باقي الأشخاص، والاختلاف شئ إيجابي
يساعد على النقاش والحوار والخروج بأفضل النتائج كما أنه يساعد في الاستفادة من تجارب
الآخرين والتعرف على الخبرة التي اكتسبوها نتيجة التعرض للعديد من المواقف والمشكلات
في الحياة، ولكن في الوقت الحالي تحول الحوار إلى جدال وأصبح الشخص الذي يحمل وجهة
نظر مختلفة غير مرغوب فيه، وأصبح كل شخص يحاول إثبات صحة وجهة نظرة دون أن يستمع لوجه
النظر الأخرى، كما أصبحت العقول متحجرة غير قابلة لتغير بعض المفاهيم والنظريات، فالمجتمع
أصبح خالي من أصحاب العقول المرنة التي تتفهم الأمور، وبالتالي المشكلات بالمجتمع كما
زادت المشاجرات التي تحدث بشكل يومي بين الأصدقاء وزملاء العمل وأفراد الأسرة الواحدة
نتيجة اختلاف وجهات النظر، وللتغلب على تلك المشكلة لابد من التعرف على آداب الحوار
مع الآخرين والتي يجب الالتزام بها لتفادي حدوث أي مشادات أثناء الحوار.
من آداب الحوار :
حسن المقصد
التواضع
الإصغاء الإنصاف
احترام الطرف الآخر
من آداب الحوار
حسن المقصد :
يجب أن يكون الحوار يهدف للوصول إلى
الحقيقة وليس الانتصار للنفس وإثبات أنك على حق، حيث يجب على الشخص أن يضع في اعتباره
أن رأيه يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ، فالله لم يختصه دون بقية الخلق بالعقل والفهم،
فالشخص يحمل الكثير من الآراء والأفكار ووجهات النظر بعضها صحيح والبعض الأخر خطأ وعلى
الشخص إدراك ذلك جيدا، فعلى الشخص الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم وأن يكون لديه حسن
نية أثناء الحوار.
التواضع :
يجب على الشخص التواضع قي القول والفعل وأن يبتعد عن الكبرياء والغرور، فبعض الأشخاص
عندما تتحدث إليهم لا ينظرون إليك ويعرضون عنك وهذا دليل على السخرية وعدم الاهتمام،
كما أن هناك بعض التعبيرات التي تظهر على الوجه والتي تدل على العجب والكبر مثل حركات
العينين والشفاه والحواجب، فالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أوصى بالتواضع واحترام
الآخرين، فالشخص المتواضع يقبل الحق ولو كان على لسان أعدائه فالهدف الأول من الحوار
هو الوصول للحق، وبالتالي يجب على الشخص التحلي بالتواضع والتخلي عن الألفاظ والتعبيرات
التي تدل على التعالي والكبرياء عن التحدث مع الآخرين.
الإصغاء :
هناك الكثير من الأشخاص يجيدون
الحديث والثرثرة لفترات طويلة، والقليل من يجيد فن الإصغاء والاستماع للآخرين، فالكثير
حتى الآن لا يدرك الحكمة وراء أن الله عز وجل جعل للإنسان لسان واحد وأذنين، فيجب على
الشخص أن يستمع جيدا لما يقوله الآخرين ويستوعبه جيدا، فالإنصات للشخص الذي يتحدث يعتبر
دليل على قوتك وقدرتك،كما أن الإنصات يساعدك على إيجاد بعض الملاحظات التي يمكن أن
تكون في صالحك بعد ذلك. الإنصاف : الاعتراف بالحق فضيلة وإعلاء الحق لا ينقص من قيمة
الشخص بل إنه يزيد منه،فإقناع الشخص بوجهة نظرة مخالفة لرأيه واعترافه أنه كان مخطأ
لا يقلل من قدره أمام الناس بل يزيد حب واحترام الناس له، كما أنه يدل على شجاعة الشخص
ومدى ثقته بنفسه، فعلى الشخص أن يدرك جيدا أن يبحث عن الحق ورضا الله وليس رضاء الناس،فالحق
أحق أن يتبع.
احترام الطرف الآخر :
يعتقد البعض أن إسقاط الطرف الآخر الذي
يحمل وجهة نظر مختلفة عنه يعتبر نجاح، ويجهلون أن إسقاط شخصية الطرف الآخر دليل على
العجز والإفلاس وافتقار الحجة، لذلك يجب أن يقوم الحوار على الاحترام المتبادل من الطرفين
وأن يدركوا جيدا أن الهدف من الحوار هو الوصول إلى وجهة النظر الصحيحة والمفيدة، وأن
الحوار قائم على الإقناع والحجج القوية المقنعة.