معنى إسم الهدى في القرآن في مجموعة كتب التفسير للمفسرين
التعريف
لغه ؛؛
الهداية دلالة بلطف، ومنه: الهديّة، وهوادي الوحش.
أي: متقدّماتها الهادية لغيرها، وخصّ ما كان دلالة بهديت، وما كان إعطاء بأهديت.
نحو: أهديت الهديّة، وهديت إلى البيت. إن قيل: كيف
جعلت الهداية دلالة بلطف وقد قال الله تعالى: فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ
قيل: ذلك استعمل فيه استعمال اللّفظ على التّهكّم
مبالغة في المعنى كقوله: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ
اصطلاحا ،
قيل ان
الأوّل: الهداية التي عمّ بجنسها كلّ مكان العقل،
والفطنة، والمعارف الضّروريّة التي أعمّ منها كلّ شيء بقدر فيه حسب احتماله كما قال:رَبُّنَا
الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى
الثاني: الهداية التي جعل للناس بدعائه إيّاهم على
ألسنة الأنبياء، وإنزال القرآن ونحو ذلك،وهو المقصود بقوله تعالى: وَجَعَلْنا مِنْهُمْ
أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا
الثالث: التّوفيق الذي يختصّ به من اهتدى، وهو المعنيّ
بقوله تعالى: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً ] ، وقوله: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ
يَهْدِ قَلْبَه] ،
كتاب المفردات في غريب القران :
لراغب الاصفهاني
بينما الآيات
التي تحمل صفة الهدى للقرآن الكريم حسب تفسير عدد من المفسرين ومجموعة من كتب التفسير
على النحو التالي....
تفسير السعدي:
هُدًى﴾ صِفَةً لِلْقُرْآنِ،
وَذَلِكَ أَبْلَغُ مِنْ كَوْنِ: ﴿فِيهِ هُدًى﴾ .
وَ ﴿هُدًى﴾ يَحْتَمِلُ
مِنْ حَيْثُ الْعَرَبِيَّةِ أَنْ يَكُونَ مَرْفُوعًا على النعت، ومنصوبًا على الحال.
وَخُصَّتِ الْهِدَايَةُ
للمتَّقين. كَمَا قَالَ: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا
هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ
عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ [فُصِّلَتْ:
٤٤] . ﴿وَنُنزلُ مِنَ
الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ
إِلا خَسَارًا﴾ [الْإِسْرَاءِ: ٨٢] إِلَى غَيْرِ
ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى اخْتِصَاصِ الْمُؤْمِنِينَ بِالنَّفْعِ بِالْقُرْآنِ؛
لِأَنَّهُ هُوَ فِي نَفْسِهِ هُدًى، وَلَكِنْ لَا يَنَالُهُ إِلَّا الْأَبْرَارُ، كَمَا
قَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا
النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ
وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [يُونُسَ:
٥٧]
.
وَقَدْ قَالَ
السُّدِّيُّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ
مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ يَعْنِي: نُورًا(٧) لِلْمُتَّقِينَ.
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ:
هُدًى مِنَ الضَّلَالَةِ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: تِبْيَانٌ للمتَّقين. وَكُلُّ
ذَلِكَ صَحِيحٌ.
وَقَالَ السُّدِّيُّ:
عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ،
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ قَالَ: هُمُ
الْمُؤْمِنُونَ(٨) .
وَإِن تَدۡعُوهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ لَا یَسۡمَعُوا۟ۖ وَتَرَىٰهُمۡ یَنظُرُونَ إِلَیۡكَ وَهُمۡ لَا یُبۡصِرُونَ﴾ [الأعراف ١٩٨]
فلو دعوتها
إلى الهدى لم تهتد، وهي صور لا حياة فيها، فتراهم ينظرون إليك، وهم لا يبصرون حقيقة،
لأنهم صوروها على صور الحيوانات من الآدميين أو غيرهم، وجعلوا لها أبصارا وأعضاء، فإذا
رأيتها قلت: هذه حية، فإذا تأملتها عرفت أنها جمادات لا حراك بها، ولا حياة، فبأي رأي
اتخذها المشركون آلهة مع اللّه؟ ولأي مصلحة أو نفع عكفوا عندها وتقربوا لها بأنواع
العبادات؟ فإذا عرف هذا، عرف أن المشركين وآلهتهم التي عبدوها، لو اجتمعوا، وأرادوا
أن يكيدوا من تولاه فاطر الأرض والسماوات، متولي أحوال عباده الصالحين، لم يقدروا على
كيده بمثقال ذرة من الشر، لكمال عجزهم وعجزها، وكمال قوة اللّه واقتداره، وقوة من احتمى
بجلاله وتوكل عليه. وقيل: إن معنى قوله وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا
يُبْصِرُونَ أن الضمير يعود إلى المشركين المكذبين لرسول اللّه ﷺ، فتحسبهم ينظرون إليك يا
رسول اللّه نظر اعتبار يتبين به الصادق من الكاذب، ولكنهم لا يبصرون حقيقتك وما يتوسمه
المتوسمون فيك من الجمال والكمال والصدق.
_______________________________________
تيسير الكريم
الرحمن _ السعدي (١٣٧٦هـ)
سوره الأعراف
ايه١٩٨
وَإِن تَدۡعُوهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ لَا یَتَّبِعُوكُمۡۚ سَوَاۤءٌ عَلَیۡكُمۡ أَدَعَوۡتُمُوهُمۡ أَمۡ أَنتُمۡ صَـٰمِتُونَ﴾ [الأعراف ١٩٣]
وإن تدعوا،
أيها المشركون هذه الأصنام، التي عبدتم من دون اللّه إِلَى الْهُدَى لا يَتَّبِعُوكُمْ
سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ. فصار الإنسان أحسن
حالة منها، لأنها لا تسمع، ولا تبصر، ولا تهدِي ولا تُهدى، وكل هذا إذا تصوره اللبيب
العاقل تصورا مجردا، جزم ببطلان إلهيتها، وسفاهة من عبدها.
___________________________________________
تفسير الكريم
الرحمن _السعدي (١٣٧٦هـ)
سوره الأعراف
ايه ١٩٣
﴿وَإِنْ كَانَ
كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ﴾ أي: شق عليك، من حرصك
عليهم، ومحبتك لإيمانهم، فابذل وسعك في ذلك، فليس في مقدورك، أن تهدي من لم يرد الله
هدايته.
﴿فَإِنِ اسْتَطَعْتَ
أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ
بِآيَةٍ﴾ أي: فافعل
ذلك، فإنه لا يفيدهم شيئا، وهذا قطع لطمعه في هدايته أشباه هؤلاء المعاندين.
﴿وَلَوْ شَاءَ
اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى﴾ ولكن حكمته
تعالى، اقتضت أنهم يبقون على الضلال.
﴿فَلَا تَكُونَنَّ
مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ الذين لا يعرفون حقائق
الأمور، ولا ينزلونها على منازلها.
___________________________
سوره الانعام
ايه٣٥
تفسير الكريم
الرحمن _السعدي (١٣٧٦هـ)
تفسير ابن كثير :
وَقَوْلُهُ:
﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ
الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى﴾ أَيْ: وَمَنْ
سَلَكَ غَيْرَ طَرِيقِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الرَّسُولُ ﷺ، فَصَارَ فِي شِقٍّ وَالشَّرْعُ
فِي شِقٍّ، وَذَلِكَ عَنْ عَمْد مِنْهُ بَعْدَمَا ظَهَرَ لَهُ الْحَقُّ وَتَبَيَّنَ
لَهُ وَاتَّضَحَ لَهُ. وَقَوْلُهُ: ﴿وَيَتَّبِعْ
غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ هَذَا مُلَازِمٌ لِلصِّفَةِ
الْأُولَى، وَلَكِنْ قَدْ تَكُونُ(١٩) الْمُخَالَفَةُ
لِنَصِّ الشَّارِعِ، وَقَدْ تَكُونُ(٢٠) لِمَا أَجْمَعَتْ(٢١) عَلَيْهِ
الْأُمَّةُ الْمُحَمَّدِيَّةُ، فِيمَا عُلِمَ اتِّفَاقُهُمْ عَلَيْهِ تَحْقِيقًا، فَإِنَّهُ
قَدْ ضُمِنت لَهُمُ الْعِصْمَةُ فِي اجْتِمَاعِهِمْ مِنَ الْخَطَأِ، تشريفًا لهم وتعظيما
لنبيهم [ﷺ] .(٢٢)
___________________________
سوره النساء
ايه ١١٤
تفسير القران
الكريم _ابن كثير (٧٧٤هـ)
قَالَ تَعَالَى:
﴿هُوَ الَّذِي
أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ﴾ فَالْهُدَى:
هُوَ مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْإِخْبَارَاتِ الصَّادِقَةِ، وَالْإِيمَانِ الصَّحِيحِ،
وَالْعِلْمِ النَّافِعِ -وَدِينُ الْحَقِّ: هِيَ الْأَعْمَالُ [الصَّالِحَةُ](٣) الصَّحِيحَةُ
النَّافِعَةُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
﴿لِيُظْهِرَهُ
عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ أَيْ: عَلَى سَائِرِ الْأَدْيَانِ،
كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ:
"إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَسَيَبْلُغُ
مُلْكُ أُمَّتِي مَا زُوي لِي مِنْهَا"(٤)
وَقَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ حَيَّانَ يُحَدِّثُ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ
قَبِيصة -أَوْ: قَبِيصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ -يَقُولُ: صَلَّى هَذَا الْحَيُّ مِنْ
"مُحَارب" الصُّبْحَ، فَلَمَّا صَلَّوْا قَالَ شَابٌّ مِنْهُمْ: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّهُ سَيُفْتَحُ لَكُمْ مَشَارِقُ الْأَرْضِ
وَمَغَارِبُهَا، وَإِنَّ عُمَّالَهَا فِي النَّارِ، إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَأَدَّى
الْأَمَانَةَ"(٥)
________________________________
تفسير القران
الكريم ابن كثير (٧٧٤هـ)
وَقَوْلُهُ:
﴿وَلَوْ شَاءَ
اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ كَمَا قَالَ
تَعَالَى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأرْضِ كُلُّهُمْ
جَمِيعًا [أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ](١٧) ﴾ [يُونُسَ:
٩٩] ، قَالَ عَلِيُّ
بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَوْ شَاءَ
اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى﴾ قَالَ: إِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَحْرِصُ أَنْ يُؤْمِنَ
جَمِيعُ النَّاسِ وَيُتَابِعُوهُ(١٨) عَلَى الْهُدَى،
فَأَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا يُؤَمِنُ إِلَّا مَنْ قَدْ سَبَقَ لَهُ مِنَ اللَّهِ
السَّعَادَةُ فِي الذِّكْرِ الْأَوَّلِ.
*
*
_____________________________
تفسير القران
الكريم _ابن كثير (٧٧٤هـ)
سوره يونس
_ايه٩٩
أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ ٱشۡتَرَوُا۟ ٱلضَّلَـٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت
تِّجَـٰرَتُهُمۡ وَمَا كَانُوا۟ مُهۡتَدِینَ﴾ [البقرة ١٦]
قَالَ السُّدِّيُّ
فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ
مُرّة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَنْ نَاسٍ مِنَ الصَّحَابَةِ: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ
اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى﴾ قَالَ: أَخَذُوا
الضَّلَالَةَ وَتَرَكُوا الْهُدَى.
وَقَالَ [مُحَمَّدُ](١) بْنُ إِسْحَاقَ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا
الضَّلالَةَ بِالْهُدَى﴾ أَيِ: الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ:
آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا.
وَقَالَ قَتَادَةُ:
اسْتَحَبُّوا الضَّلَالَةَ عَلَى الْهُدَى [أَيِ: الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ](٢) . وَهَذَا
الَّذِي قَالَهُ قَتَادَةُ يُشْبِهُهُ فِي الْمَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى فِي ثَمُودَ:
﴿وَأَمَّا ثَمُودُ
فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾ [فُصِّلَتْ:
١٧](٣)
.
وَحَاصِلُ قَوْلِ
الْمُفَسِّرِينَ فِيمَا تَقَدَّمَ: أَنَّ الْمُنَافِقِينَ عَدَلوا عَنِ الْهُدَى إِلَى
الضَّلَالِ، وَاعْتَاضُوا عَنِ الْهُدَى بِالضَّلَالَةِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ
اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى﴾ أَيْ بَذَلُوا
الْهُدَى ثَمَنًا لِلضَّلَالَةِ، وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ مِنْ كَانَ مِنْهُمْ قَدْ حَصَلَ
لَهُ الْإِيمَانُ ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ إِلَى الْكُفْرِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِيهِمْ:
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ [الْمُنَافِقُونَ:
٣] ، أَوْ أَنَّهُمُ
اسْتَحَبُّوا الضَّلَالَةَ عَلَى الْهُدَى، كَمَا يَكُونُ(٤) حَالُ فَرِيقٍ
آخَرَ مِنْهُمْ، فَإِنَّهُمْ أَنْوَاعٌ وَأَقْسَامٌ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَا رَبِحَتْ
تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ﴾ أَيْ: مَا
رَبِحَتْ صَفْقَتُهُمْ فِي هَذِهِ الْبَيْعَةِ، ﴿وَمَا كَانُوا
مُهْتَدِينَ﴾ أَيْ: رَاشِدِينَ فِي صَنِيعِهِمْ ذَلِكَ.
قَالَ(٥) ابْنُ جَرِيرٍ:
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿فَمَا رَبِحَتْ
تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ﴾ قَدْ -وَاللَّهِ-رَأَيْتُمُوهُمْ
خَرَجُوا مِنَ الْهُدَى إِلَى الضَّلَالَةِ، وَمِنَ الْجَمَاعَةِ إِلَى الْفُرْقَةِ،
وَمِنَ الْأَمْنِ إِلَى الْخَوْفِ، وَمِنَ السُّنَّةِ إِلَى الْبِدْعَةِ. وَهَكَذَا
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْع، عَنْ سعيد، عن قتادة،
بمثله سواء.
——————————————————
تفسير القران
العظيم ___ابن كثير (٧٧٤هـ)
سوره البقره
ايه ١٦
وَقَوْلُهُ:
﴿وَلَوْ شَاءَ
اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ كَمَا قَالَ
تَعَالَى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأرْضِ كُلُّهُمْ
جَمِيعًا [أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ](١٧) ﴾ [يُونُسَ:
٩٩] ، قَالَ عَلِيُّ
بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَوْ شَاءَ
اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى﴾ قَالَ: إِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَحْرِصُ أَنْ يُؤْمِنَ
جَمِيعُ النَّاسِ وَيُتَابِعُوهُ(١٨) عَلَى الْهُدَى،
فَأَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا يُؤَمِنُ إِلَّا مَنْ قَدْ سَبَقَ لَهُ مِنَ اللَّهِ
السَّعَادَةُ فِي الذِّكْرِ الْأَوَّلِ.
*
*
_____________________________
تفسير القران
الكريم _ابن كثير (٧٧٤هـ)
سوره يونس
_ايه٩٩
قَالَ تَعَالَى:
﴿هُوَ الَّذِي
أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ﴾ فَالْهُدَى:
هُوَ مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْإِخْبَارَاتِ الصَّادِقَةِ، وَالْإِيمَانِ الصَّحِيحِ،
وَالْعِلْمِ النَّافِعِ -وَدِينُ الْحَقِّ: هِيَ الْأَعْمَالُ [الصَّالِحَةُ](٣) الصَّحِيحَةُ
النَّافِعَةُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
﴿لِيُظْهِرَهُ
عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ أَيْ: عَلَى سَائِرِ الْأَدْيَانِ،
كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ:
"إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَسَيَبْلُغُ
مُلْكُ أُمَّتِي مَا زُوي لِي مِنْهَا"(٤)
وَقَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ حَيَّانَ يُحَدِّثُ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ
قَبِيصة -أَوْ: قَبِيصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ -يَقُولُ: صَلَّى هَذَا الْحَيُّ مِنْ
"مُحَارب" الصُّبْحَ، فَلَمَّا صَلَّوْا قَالَ شَابٌّ مِنْهُمْ: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّهُ سَيُفْتَحُ لَكُمْ مَشَارِقُ الْأَرْضِ
وَمَغَارِبُهَا، وَإِنَّ عُمَّالَهَا فِي النَّارِ، إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَأَدَّى
الْأَمَانَةَ"(٥)
________________________________
تفسير القران
الكريم ابن كثير (٧٧٤هـ)
تفسير القرطبي
الجامع لأحكام
القرآن — القرطبي (٦٧١ هـ)
﴿شهرُ رَمضانَ
ٱلذِیۤ أُنزِلَ فیهِ ٱلقرۡءَانُ هدࣰى للناسِ وَبینتࣲ منَ ٱلهدَىٰ وَٱلفرۡقانِ.........﴾ [البقرة ١٨٥]
"الهدى
" الإرشاد والبيان، كما تقدم(١٧)، أَيْ بيانًا
لهمْ وَإِرْشادًا. وَالمرَادُ القرْآنُ بجملتهِ منْ محكمٍ ومتشابهٍ وَناسخٍ وَمنسوخٍ،
ثمَّ شرُفَ بالذِّكرِ وَالتخصيصِ البيناتُ منهُ، يعني الحلالَ وَالحرَامَ وَالموَاعظَ
وَالأَحكامَ.
----------------------------------------------
الجامع لأحكام
القرآن — القرطبي (٦٧١ هـ)
قوْلهُ تعالى:
﴿قلْ إِنَّ الهدى
هدَى اللهِ﴾ فيهِ قوْلانِ: أَحدُهما: إِنَّ الهدَى إِلى الخيرِ
وَالدِّلالةِ إِلى اللهِ عزَّ وَجلَّ بيدِ اللهِ جلَّ ثناؤُهُ يؤْتيهِ أَنبياءَهُ،
فلا تنكرُوا(٨) أَنْ يؤْتى أَحدٌ سوَاكمْ مثلَ ما أُوتيتمْ، فإِنْ
أَنكرُوا ذَلكَ فقلْ لهمْ: "إِنَّ الفضلَ بيدِ اللهِ يؤْتيهِ منْ يشاءُ".
وَالقوْلُ الآخرُ: قلْ إِنَّ الهدى هدَى اللهِ الذِي آتاهُ المؤْمنينَ منَ التصدِيقِ
بمحمدٍ ﷺ لا غيرِهِ.
وَقالَ بعضُ أَهلِ الإِشارَاتِ في هذِهِ الآيةِ: لا تعاشرُوا إِلا من يوَافقكمْ على
أَحوَالكمْ وَطرِيقتكمْ فإِنَّ منْ لا يوَافقكمْ لا يرافقكم. والله أعلم.
--------------------------------
تفسير الطبري
جامع البيان
— ابن جرير الطبري (٣١٠ هـ)
القول في تأويل
قوله جل ثناؤه: ﴿هدًى﴾
٢٥٩-
حدثني
أحمد بن حازم الغفاري، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن الشعبي،"هدًى"
قال: هدًى من الضلالة(١٣) .
والهدى في هذا
الموضع مصدرٌ من قولك: هديتُ فلانًا الطريق -إذا أرشدته إليه، ودللته عليه، وبينته
له- أهديه هدًى وهداية
--------------------------------------------------
.
جامع البيان
— ابن جرير الطبري (٣١٠ هـ)
﴿وَإِن تدۡعوهمۡ إِلى ٱلهدَىٰ لا یتبعوكمۡۚ سوَاۤءٌ علیكمۡ أَدَعوۡتموهمۡ أَمۡ أَنتمۡ صمتونَ﴾ [الأعراف ١٩٣]
قال أبو جعفر:
يقول تعالى ذكره في وصفه وعيبه ما يشرك هؤلاء المشركون في عبادتهم ربهم إياه: ومن صفته
أنكم، أيها الناس، إن تدعوهم إلى الطريق المستقيم، والأمر الصحيح السديد لا يتبعوكم،
لأنها ليست تعقل شيئا، فتترك من الطرق ما كان عن القصد منعدلا جائرًا، وتركب ما كان
مستقيمًا سديدًا.
----------------------------------------------
جامع البيان
— ابن جرير الطبري (٣١٠ هـ)
﴿وَٱلذِینَ تدۡعونَ من دُونهِۦ لا یستطیعونَ نصرَكمۡ وَلاۤ أَنفسهمۡ ینصرُونَ (١٩٧) وَإِن تدۡعوهمۡ إِلى ٱلهدَىٰ لا یسمعوا۟ۖ وَترَاهمۡ ینظرُونَ إِلیكَ وَهمۡ لا یبصرُونَ (١٩٨)﴾ [الأعراف ١٩٧-١٩٨]
قال أبو جعفر:
يقول جل ثناؤه لنبيه محمد ﷺ: قل للمشركين: وإن تدعوا،
أيها المشركون، آلهتكم إلى الهدى =وهو الاستقامة إلى السداد= ﴿لا يسمعوا﴾ ، يقول: لا
يسمعوا دعاءكم
---------------------------------------
أضواء البيان الشنقيطي
⭕️اللَّامُ فِي قَوْلِهِ:
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى مُوطِئَةٌ لِلْقَسَمِ، وَصِيغَةُ الْجَمْعِ فِي
آتَيْنَا وَأَوْرَثْنَا لِلتَّعْظِيم
ص392 - أضواء
البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - - المكتبة الشاملة الحديثة
وَالْمُرَادُ
بِالْهُدَى مَا تَضَمَّنَهُ التَّوْرَاةُ مِنَ الْهُدَى فِي الْعَقَائِدِ وَالْأَعْمَالِ:
وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَهُوَ التَّوَرَاةُ، وَقَوْلُهُ: هُدًى
وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ، أَيْ: لِأَجْلِ الْهُدَى
وَالتَّذْكِيرِ.
ص392 - أضواء
البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - - المكتبة الشاملة الحديثة
إِنِ اسْتَحَبُّوا
الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ مُوَافِقٌ فِي الْمَعْنَى لِقَوْلِهِ هُنَا: فَاسْتَحَبُّوا
الْعَمَى عَلَى الْهُدَى.
ص20 - أضواء
البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
المكتبة الشاملة
الحديثة
وَنَظِيرُ ذَلِكَ
فِي الْمَعْنَى قَوْلُهُ - تَعَالَى -: الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [14 \ 3]
.
--------
ص20 - أضواء
البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - - المكتبة الشاملة الحديثة
وَمَا تَضَمَّنَتْهُ
هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ مِنْ أَنَّ الْهُدَى يَأْتِي فِي الْقُرْآنِ بِمَعْنَاهُ
الْعَامِّ، الَّذِي هُوَ الْبَيَانُ وَالدَّلَالَةُ وَالْإِرْشَادُ - لَا يُنَافِي
أَنَّ الْهُدَى قَدْ يُطْلَقُ فِي الْقُرْآنِ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ عَلَى الْهُدَى
الْخَاصِّ الَّذِي هُوَ التَّوْفِيقُ وَالِاصْطِفَاءُ، كَقَوْلِهِ - تَعَالَى -: أُولَئِكَ
الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ [6 \ 90]
.
--------
ص20 - أضواء
البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - - المكتبة الشاملة الحديثة
التحرير والتنوير ابن عاشور
(وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ
الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً
يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ
لَا يَعْلَمُونَ)) (57))
سورة القصص
هَذِهِ بَعْضُ
مَعَاذِيرِهِمْ قَالَهَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِمَّنْ غَلَبَهُ الْحَيَاءُ عَلَى أَنْ
يُكَابِرَ وَيُجَاهِرَ بِالتَّكْذِيبِ، وَغَلَبَهُ إِلْفُ مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ حَالِ
الْكُفْرِ عَلَى الِاعْتِرَافِ بِالْحَقِّ، فَاعْتَذَرُوا بِهَذِهِ
فَهَؤُلَاءِ
اعْتَرَفُوا فِي ظَاهِرِ الْأَمْرِ بِأَنَّ النَّبِيءَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَدْعُو إِلَى الْهُدَى
يَأْسِرُنَا
الْأَعْدَاءُ مَعَهُمْ إِلَى دِيَارِهِمْ، فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِأَنَّ قُرَيْشًا
مَعَ قِلَّتِهِمْ عَدًّا وَعُدَّةً أَتَاحَ اللَّهُ لَهُمْ بَلَدًا هُوَ حَرَمٌ آمِنٌ
يَكُونُونَ فِيهِ آمَنِينَ مِنَ الْعَدُوِّ عَلَى كَثْرَةِ قَبَائِلِ الْعَرَبِ
ص148 - التحرير
والتنوير - سورة القصص آية - المكتبة الشاملة الحديثة
سُورَة غَافِر
(40) : الْآية53
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ )
وَالْهُدَى
الَّذِي أُوتِيَهُ مُوسَى هُوَ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ مِنَ الْأَمْرِ بِالدَّعْوَةِ
إِلَى الدِّينِ الْحَقِّ، أَيِ الرِّسَالَةِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنَ الشَّرِيعَةِ
وَهِيَ الْمُرَادُ بِالْكِتَابِ، أَيِ التَّوْرَاةِ، وَهُوَ الَّذِي أَوْرَثَهُ اللَّهُ
بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَيْ جَعَلَهُ بَاقِيًا فِيهِمْ بَعْدَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ
فَهُمْ وَرِثُوهُ عَنْ مُوسَى، أَيْ أَخَذُوهُ مِنْهُ فِي حَيَاتِهِ وَأَبْقَاهُ اللَّهُ
لَهُمْ بَعْدَ وَفَاتِهِ، فَإِطْلَاقُ الْإِيرَاثِ
التحرير والتنوير
ص ١٦٩
وَقَوْلُهُ:
((هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقان ))
حَالَانِ مِنَ
(الْقُرْآنِ) إِشَارَةً بِهِمَا إِلَى وَجْهِ تَفْضِيلِ الشَّهْرِ بِسَبَبِ مَا نَزَلَ
فِيهِ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ.
--------
ص173 - التحرير
والتنوير - سورة البقرة آية - المكتبة الشاملة الحديثة
وما مَنَعَ
النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ
أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً (55
)
وَمَعْنَاهَا
مُتَّصِلٌ تَمَامَ الِاتِّصَالِ بِمَعْنَى الْجُمْلَةِ الَّتِي قَبْلَهَا بِحَيْثُ
لَوْ عُطِفَتْ عَلَيْهَا بِفَاءِ التَّفْرِيعِ لَكَانَ ذَلِكَ مُقْتَضَى الظَّاهِرِ
وَتُعْتَبَرُ جُمْلَةُ وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا [الْكَهْف: 54]
مُعْتَرِضَةً بَيْنَهُمَا لَوْلَا أَنَّ فِي جَعْلِ هَذِهِ الْجُمْلَةِ مُسْتَقِلَّةً
بِالْعَطْفِ اهْتِمَامًا بِمَضْمُونِهَا فِي ذَاتِهِ، بِحَيْثُ يُعَدُّ تَفْرِيعُهُ
عَلَى مَضْمُونِ الَّتِي قَبْلَهَا يَحِيدُ بِهِ عَنِ الْمَوْقِعِ الْجَدِيرِ هُوَ
بِهِ فِي نُفُوسِ السَّامِعِينَ إِذْ أُرِيدُ أَنْ يَكُونَ حَقِيقَةً مُقَرَّرَةً فِي
النُّفُوسِ.
ص349 - التحرير
والتنوير - سورة الكهف آية - المكتبة الشاملة الحديثة
--------------------
تفسير القرآن الكريم ابن القيم
((وَمَنْ أَظْلَمُ
مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ إِنَّا
جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ
تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً)) (57)
وهي جمع كنان،
كعنان وأعنة. وأصله: من الستر والتغطية.
ويقال: كنه،
وأكنه، وكنان، بمعنى واحد، بل بينهما فرق. فأكنه، إذا ستره وأخفاه. كقوله تعالى:
2: 177 أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ وكنه: إذا صانه وحفظه، كقوله: 37: 49 كَأَنَّهُنَّ
بَيْضٌ مَكْنُونٌ ويشتركان في الستر، والكنان: ما أكنّ الشيء وستره. وهو كالغلاف.
وقد أقروا على
أنفسهم بذلك فقالوا: 41: 5 قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ، وَفِي
آذانِنا وَقْرٌ، وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فذكروا غطاء القلب: وهو الأكنة،
وغطاء الأذن، وهو الوقر، وغطاء العين وهو الحجاب.
والمعنى: لا
نفقه كلامك، ولا نسمعه، ولا نراك.
<<
سورة الكهف(١٨)آية ٥٧
ص٣٦٧
تفسير ابن القيم
-----------------
تفسير القرآن الكريم ابن عثيمين :
((وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ
الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ
سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا))٥٥
يعني ما منع
الناس عن الإيمان والاستغفار نقص البيان فقد ذكر الله أنه ضرب للناس في هذا القرآن
من كل مثل وكان الواجب على الإنسان إذا ضربت له الأمثال أن يؤمن ولكنه ما منعهم من
الإيمان نقص في البيان فالأمر والحمد لله بين واضح أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم
بيضاء نقية لكنه العناد.
سورة الكهف
ص٩٨
تفسير ابن عثيمين
((أَرَأَيْتَ
إِن كَانَ عَلَى الْهُدَىٰ))١١
يعني أخبرني
أيها المخاطب إن كان هذا الساجد محمد صلى الله عليه وسلم على الهدى فكيف تنهاه عنه
سورة العلق
تفسير ابن عثيمين ص٢٦٢
تعليقات
إرسال تعليق